قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (ومِنْ خَوَاصِّ التِّينِ: أَنَّهُ غِذَاءٌ وفَاكِهَةٌ، وهُوَ سَرِيعُ الهَضْمِ لا يَمْكُثُ في الْمَعِدَةِ، وَيُقَلِّلُ الْبَلْغَمَ، وَيُطَهِّرُ الْكُلْيَتَيْنِ، ويُزِيلُ مَا في الْمَثَانَةِ مِنَ الرَّمْلِ، وَيُسْمِنُ الْبَدَنَ، ويَفَتْحُ مَسَامَّ الْكَبِدِ وَالطِّحَالِ). [اللباب: 20/ 405]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (قَالَ كثيرٌ مِنْ أهلِ الطبِّ: إِن التِّينَ أَنْفَعُ الفواكِهِ وأَكْثَرُهَا غِذَاءً، وَذَكَرُوا لهُ فوائِدَ كَمَا في كُتُبِ المفرداتِ وَالمركَّباتِ). [فتح القدير: 5/ 668]
قالَ أبو الثَّناءِ مَحْمُودُ بنُ عبدِ الله الأَلُوسِيُّ (ت: 1270هـ): (وخصَّهُما اللَّهُ تعالَى علَى هذا القولِ بالإقْسَامِ بهما منْ بينِ الثمارِ لاختصاصِهِما بخواصَّ جليلةٍ؛ فإنَّ التينَ فاكهةٌ طيِّبةٌ لا فضلَ لها، وغذاءٌ سريعُ الانهضامِ، بلْ قيلَ: إنَّهُ أصحُّ الفَوَاكِهِ غذاءً إذا أُكِلَ علَى الخلاءِ ولم يُتْبَعْ بشيءٍ، وهوَ دواءٌ كثيرُ النفعِ، يَفْتَحُ السُّدَدَ، ويقوِّي الكبدَ، ويُذْهِبُ الطحالَ وعُسْرَ البولِ وهُزالَ الكُلَى والخفقانِ والربوَ وعسرَ النفسِ والسعالَ وأوجاعَ الصدرِ وخشونةَ القصبةِ، إلَى غيرِ ذلكَ). [روح المعاني: 29/ 174]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (قالَ كثيرٌ مِنْ أهلِ الطبِّ: إِنَّ التينَ أَنْفَعُ الفَوَاكِهِ للبدنِ وَأَكْثَرُهَا غِذَاءً، وَذَكَرُوا لهُ فوائدَ كما في كُتُبِ المفرداتِ وَالمُرَكَّبَاتِ، وَهو غذاءٌ وَدواءٌ.
أمَّا كَوْنُهُ غِذَاءً فالأَطِبَّاءُ زَعَمُوا أنَّهُ طعامٌ لَطِيفٌ سَرِيعُ الهَضْمِ، لا يَمْكُثُ في المَعِدَةِ، يُلَيِّنُ الطبعَ، وَيَخْرُجُ بطريقِ الرَّشْحِ، وَيُقَلِّلُ البلغمَ، وَيُطَهِّرُ الكُلْيَتَيْنِ، وَيُزِيلُ ما في المثانةِ مِنَ الرملِ، وَيُسْمِنُ البدنَ، وَيَفْتَحُ مَسَامَّ الكبدِ وَسددِهِ وَالطِّحَالِ، وَيَقْطَعُ البواسيرَ، وَيُزِيلُ نكهةَ الفمِ، وَيُطَوِّلُ الشعرَ، وَهو أَمَانٌ مِنَ الفَالِجِ.
وأمَّا كَوْنُهُ دَوَاءً؛ فَلأنَّهُ سَبَبٌ في إِخراجِ فَضَلاتِ البَدَنِ، وَهوَ مَأْكُولُ الظاهرِ وَالباطنِ دُونَ غَيْرِهِ كالجَوْزِ وَالتمرِ.
والتينُ في النومِ رَجُلٌ غيرُ جَبَّارٍ، وَمَن نَالَهَا في المنامِ نالَ مالاً، وَمَن أَكَلَهَا مَنَاماً رَزَقَهُ اللَّهُ أَوْلاداً، وَتَسَتَّرَ آدمُ بِوَرَقِ التينِ حينَ فَارَقَ الجنَّةَ، وَيُشْبِهُ فواكهَ الجنَّةِ؛ لأنَّهُ بلا عَجَمٍ، وَفاكهةٌ طَيِّبَةٌ لا فَضْلَ لهُ، يَنْفَعُ مِنَ النِّقْرِسِ). [فتح البيان: 15/ 299]
قالَ أبو الثَّناءِ مَحْمُودُ بنُ عبدِ الله الأَلُوسِيُّ (ت: 1270هـ): (قالَ داودُ الطبيبُ بعْدَ سرْدِ نُبْذَةٍ منْ خواصِّ التينِ: وفي نفْعِهِ من البواسيرِ حديثٌ حَسَنٌ.
وذكرَ أنَّ نفْعَهُ من النِّقْرِسِ إذا دُقَّ معَ دقيقِ الشعيرِ أو القمحِ أو الحِلْبَةِ.
وذكرَ أنَّهُ حينئذٍ ينفعُ من الأورامِ الغليظةِ وأوجاعِ المفاصلِ. ولهُ - مُفْرَدًا ومُرَكَّبًا - خواصُّ أُخْرَى كثيرةٌ، وكذا لشجرَتِهِ، كما لا يخفَى علَى مَنْ راجعَ كُتُبَ الطبِّ وما أشْبَهَ شجرَتَهُ بمؤثِرٍ علَى نفْسِهِ وبكريمٍ يفعلُ ولا يقولُ). [روح المعاني: 29/ 174]
قالَ عَطِيَّةُ مُحَمَّد سَالِم (ت: 1420هـ): (وَقَدْ ذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ وَابْنُ القَيِّمِ وَصَاحِبُ القَامُوسِ للتِّينِ خَوَاصَّ، وَقَالُوا: إنها مِمَّا تَجْعَلُهُ مَحَلاًّ للقَسَمِ بِهِ، وَجَزَمَ ابْنُ القَيِّمِ أنه الْمُرَادُ فِي السورةِ.
وَمِمَّا ذَكَرُوا مِن خَوَاصِّه، قَالُوا: إنه يَجْلُو رَمْلَ الكُلَى وَالْمَثَانَةِ وَيُؤَمِّنُ مِن السمومِ، وَيَنْفَعُ خُشونَةَ الْحَلْقِ وَالصَّدْرِ وَقَصَبَةِ الرِّئَةِ، وَيَغْسِلُ الْكَبِدَ وَالطِّحَالَ، وَيُنَقِّي الْخَلْطَ البَلْغَمِيَّ مِن الْمَعِدَةِ، وَيُغَذِّي الْبَدَنَ غِذَاءً جَيِّداً، وَيابِسُه يُغَذِّي وَيَنْفَعُ العَصَبَ.
¥