تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بلجام من نار) [أخرجه أحمد و الأربعة و الحاكم عن أبي هريرة – مرفوعا -].

والقرآن: فإنّ منه ما استأثر الله بعلمه، ومنه ما علمه العلماء، ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله ".

تنبيه:/ رُويت أحاديث في باب النّهي عن تفسير القرآن بالرأي، يُكثر النّاس من ترديدها و الاستدلال بها، لذا تعيّن الإشارة إليها و بيان ضعف أسانيدها، و هي الآتية ألفاظها:

1 – " من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النّار " رواه الترمذي عن ابن عباس مرفوعا،وسنده ضعيف [انظر ضعيف سنن الترمذي، رقم: 569].

2 – " اتّقوا الحديث عنّي إلا ما علمتم، فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النّار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده

من النّار " أخرجه الترمذي عن ابن عباس مرفوعا. [و هو في ضعيف سنن الترمذي برقم: 570].

3 – " من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ "رواه أبو داود عن جندب مرفوعا [انظر ضعيف سنن أبي داود، رقم: 789]

3 – طبقات المفسّرين:/

قسّم صاحب الإتقان المفسّرين إلى طبقات، هي:

أ – طبقة الصحابة:فقال:" اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة و ابن مسعود و ابن عباس و أُبي بن كعب و زيد

ابن ثابت و أبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير. و الرواية عن الخلفاء نزرة جدا، وكأنّ السّبب في ذلك تقدّم وفاتهم. و أمّا

هذه التّفاسير الطوال التي أسندوها إلى ابن عباس، غير مرضية، و رواتها مجاهيل. و تفسير مقاتل بن سليمان: فمقاتل في نفسه

ضعّفوه، و فيه من المذاهب الرديئة. و أوهى الروايات عن ابن عباس: طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، فإن انضمّ إلى

ذلك رواية محمد بن مروان السّدي الصّغير، فهي سلسلة الكذب. قال الشافعي: لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث ".

ب – طبقة التابعين: قال شيخ الاسلام ابن تيمية:" أعلم النّاس بالتفسير أهل مكة، لأنّهم أصحاب ابن عباس،كمجاهد و عطاء

ابن أبي رباح و عكرمة مولى ابن عباس و سعيد بن جبير و طاوس و غيرهم. و كذلك في الكوفة أصحاب ابن مسعود. و علماء

أهل المدينة في التفسير مثل: زيد بن أسلم الذي أخذ عنه ابنه عبد الرحمن بن زيد و مالك بن أنس. و من أبرز هؤلاء مجاهد، لذا

أخذ عنه الشافعي و البخاري.قال سفيان الثوري: (خذوا التفسير عن أربعة: عن سعيد بن جبير و مجاهد و عكرمة و الضحاك)

فهم قدماء المفسرين، و غالب أقوالهم تلقوها عن الصحابة ".

4 – المؤلفات في التفسير:/

بعد طبقة التابعين ألّفت تفاسير تجمع أقوال الصحابة و التابعين كتفسير سفيان بن عيينة و وكيع بن الجراح ويزيد بن هارون و آدم

ابن أبي إيّاس و إسحاق بن راهويه و روح بن عبادة و عبد الرّزاق و عبد بن حميد و أبي بكر بن أبي شيبة.

و بعدهم ابن جرير الطبري و كتابه أجلّ التفاسير و أعظمها، ثمّ ابن أبي حاتم و ابن ماجة و الحاكم و ابن مردويه و أبو الشيخ ابن

حبّان و ابن المنذر، إلاّ أنّ ابن جرير يتعرّض لتوجيه الأقوال و ترجيح بعضها على بعض، و الإعراب و الاستنباط، فهو يفوقها

بذلك.

ثمّ أَلّفت في التفسير خلائق، فاختصروا الأسانيد، و نقلوا الأقوال بترا، فدخل من هنا الدخيل، و التبس الصّحيح بالعليل، ثمّ صار كلّ من يسنح له قول يورده، ومن يخطر بباله شيء يعتمده، ثمّ ينقل ذلك عنه من يجيء بعده، ظانّا أنّ له أصلا،غير ملتفت

إلى تحرير ما ورد عن السّلف.

ثمّ صنّف بعد ذلك قوم برعوا في علوم، فكان كلّ منهم يقتصر في تفسيره على الفنّ الذي يغلب عليه:

فالنّحوي تراه ليس له همّ إلاّ الإعراب، و تكثير الأجوبة المحتملة، ونقل قواعد النّحو و مسائله و فروعه و خلافياته، كالزجاج

و الواحدي في البسيط، و أبي حيّان في البحر و النهر.

و الإخباري ليس له شغل إلاّ القصص و استيفائها، و الإخبار عمّن سلف، سواء كانت صحيحة أو باطلة،كالثعلبي.

و الفقيه يكاد يسرد فيه الفقه من باب الطهارة إلى أمهات الأولاد، و ربما استطرد إلى إقامة أدلّة الفروع الفقهية التي لا تعلّق لها بالآية، و الجواب عن أدلّة المخالفين، كالقرطبي و ابن العربي.

وصاحب العلوم العقلية، خصوصا الإمام فخر الدّين الرازي قد ملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة. قال أبو حيّان في البحر:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير