تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: الصحيح أنها على ظاهرها نعاج من الغنم, وما ورد من ذكر النساء في فتنة داود - عليه السلام - مما يتنافى مع عصمة الأنبياء-صلوات الله عليهم جميعاً-كله من أكاذيب اليهود.

4 - {ولقد همت به, وهم بها لولا أن رءا برهن ربه, كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين (24)} [يوسف]

-قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:" .. لأنه قد هم فيها هماً (!!) تركه لله وقدم مراد الله على مراد النفس الأمارة بالسوء (!!!) ... ".اهـ

قلت: الصحيح من أقوال المفسرين أنه-عليه السلام-لم يهم بها أصلاً, فلولا أنه - صلى الله عليه وسلم- رأى برهان ربه لهم بها وهذا الموافق لعصمة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين, كيف وقد ذكره ربه تبارك وتعالى مادحاً له ومثنياً عليه بأعلى صفات النفوس التقية النقية المطمئنة فقال سبحانه: {إنه من عبادنا المخلصين} وقد ذكره خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم- بذكرٍ عطرٍ فواحٍ مادحاً له مثنياُ عليه بأعلى صفات النفوس المطمئنة فقال: (إن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام) -رواه البخاري (3210) -

وإذا كانت نفوس أفضل الخلق الأصفياء الخيار أمارة بالسوء - ولو في وقتٍ دون وقت!! - فأي محل للعصمة بقي؟!! وهل أحد بعدهم- صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً - تكون نفسه مطمئنة؟؟!! والله أعلم.

-وانظر لزاماً: (الإسرائيليات في كتب التفسير) لأبي شهبة فإنه قد أجاد وأفاد-.

5 - {ولما جآء موسى لميقتنا وكلمه, ربه, قال رب أرنى أنظر إليك قال لن ترنى ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه, فسوف ترنى فلما تجلى ربه, للجبل جعله, دكاً وخر موسى صعقاً فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين (143)} [الأعراف]

-قال الشيخ السعدي-رحمه الله-: {سبحانك تبت إليك}:من جميع الذنوب وسوء الأدب معك!!

قلت: عفا الله عن الشيخ - رحمه الله - والعبارة غير صحيحة, بل هي عظيمة (!) لا تخفى على ذي عينين.

قلت: والشيخ نفسه يقر بأن موسى- صلى الله عليه وسلم- كان لا يعلم حكم طلبه الرؤيا من الله تعالى فقال مفسراً آخر الآية {وأنا أول المؤمنين}:"أي جدد عليه الصلاة والسلام إيمانه بما كمل الله مما كان يجهله قبل ذلك فلما منعه الله من رؤيته بعدما كان متشوقاً إليها أعطاه الله خيراً كثيراً ".اهـ كلام الشيخ.

قلت: فأي سوء للأدب في طلب ما كان لا يعلم - صلى الله عليه وسلم- أنه لا يمكن أن يراه [الله تعالى وتقدس] في هذه الحياة الدنيا؟! أي سوء أدب في هذا؟؟! إنما كان الأنبياء - صلوات ربي وسلامه عليهم - يتعوذون بالله أن يسألوه ما ليس لهم به علم وهذا من عظم حسن أدبهم وأخلاقهم مع ربهم - جل وعلا - كما ورد في قصة نبي الله نوح - صلى الله عليه وسلم - مع ابنه حيث قال الله له:

{فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين} [هود46] فأجاب نوح - عليه السلام - ربه جل وعلا - كما فعل موسى - عليه السلام - بأدب رفيع: {قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم و إلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} [هود47]

وما أحسن ما فسر به الإمام السعدي - رحمه الله - هذه الآيات من سورة هود فقال:" ... فبالمغفرة والرحمة ينجو العبد من أن يكون من الخاسرين, ودل هذا على أن نوحاً - عليه السلام – لم يكن عنده علم بأن سؤاله لربه في نجاة ابنه محرم ... "اهـ.

قلت: سبحان من أدبهم فأحسن تأديبهم, فلهذه الحكمة البالغة والسر العظيم قال كليم الله موسى- عليه السلام -: {سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين}:أنظر إلى هذا الأدب العالي الرفيع: تنزيه لله وتقديس لربنا تبارك وتعالى ثم إعلان لتوبته مما بدر منه من طلب الرؤيا وإعلان لإيمانه وأنه أول المؤمنين- والله أعلم -.

6 - {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسوهن سبع سموت وهو بكل شيء عليم (29)} [البقرة]

-قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:" .. أي لما خلق تعالى الأرض قصد (!) إلى خلق السموات .. ".اهـ

قلت: جاء في صحيح البخاري في تفسير هذه الآية بعينها عن مجاهد وأبي العالية من التابعين:"استوى"أي"علا وارتفع", وهو القول الموافق لتفسير السلف لمعنى الاستواء في سائر آي الكتاب الكريم كلها- والله أعلم -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير