تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والصوب لغة في الصواب والصواب ضد الخطأ والمصاب مفعول من أصابته مصيبة والمصاب أيضا الاصابة ورجل مصاب أي به طرف جنون وصوبه قال له أصبت واستصوب فعله واستصاب فعله بمعنى والمصيبة واحدة المصائب وأجمعت العرب على همز المصائب وأصلها الواو ويجمع أيضا على مصاوب وهو الاصل والمصوبة بوزن المثوبة لغة في المصيبة

قال ابن عادل في اللباب عند تفسير قوله تعالى {الذين إذا أصابتهم مصيبة}

قوله تعالى: مصيبة المصيبة: كل ما يؤذي المؤمن ويصيبه، يقال: أصابه إصابة ومصابة ومصابا. والمصيبة واحدة المصائب. والمصوبة (بضم الصاد) مثل المصيبة. وأجمعت العرب على همز المصائب، وأصله الواو، كأنهم شبهوا الأصلي بالزائد، ويجمع على مصاوب، وهو الأصل. والمصاب الإصابة، قال الشاعر:

أسليم إن مصابكم رجلا أهدى السلام تحية ظلم)

هكذا وقع عنده أسليم والصواب أظلوم

وقال الأصمعي:

(

قد جمعت على لفظها بالألف والتاء فقيل مصيبات قال وأرى أن جمعها على مصائب من كلام أهل الأمصار واسم المفعول من صابه مصوب على النقص ومن أصابه بالألف مصاب وجبر الله مصابه أي مصيبته)

وعند ابن منظور في لسان العرب

( ...

مصائِب بالهمز شذوذًا. وأصلهُ مصاوب. فكأنهم شبَّهوا الأصليَّ بالزائِد أي كأنهم شبَّهوا حرف المدِّ الأصليِّ بحرف المدِّ الزائِد في تَنُوفة فقلبوهُ همزةً في مصائِب كما قلبوهُ في تنائِف. وقد تُجمَع أيضًا على مصاوب ولكنهُ دون مصائِب)

أقول أن (المصاوب) هو الأقيس، لكن (المصائب)، هو الأشهر.

قال المرزوقي في شرح ديوان الحماسة (1877): (والمصائب جمع مصيبة. وهي مفعلة. وشُبه مدتها بمدة فعيلة وجمعت جمعها، والقياس مصاوب، وقد جاء، ولكنه في الاستعمال دون مصائب، وهذا مما شذ في القياس، أعني مصائب. ومصاوب شاذ في الاستعمال مطرد في القياس).

وقد أكد الرضى في شرح الشافية قياس (مصاوب)، فجمع (مقيمة) و (مريبة) اسم الفاعل من (أقام) و (أراب)، على مقاوم ومرايب. ذلك أنك إذا وضعت (مقيمة ومريبة) موضع الاسم فعدلت بهما عن الوصفية كما فعلت بـ (مصيبة) صح تكسيرهما، وقد كُسِّرا على مفاعل) كما رأيت. قال ابن الحاجب في الشافية (3/ 127): (وتقلبان همزة في نحو قائم وبائع المعتل فعله ... ولم يفعلوه في باب معايش ومقاوم للفرق بينه وبين رسائل). فقال الرضي في شرحه (3/ 134): (قوله ولم يفعلوه في باب معايش، أي فيما وقع بعد ألف الجمع، فيه واو أو ياء ليست بمدة زائدة، سواء كانت أصلية، كما في مقيمة ومقاوم، ومريبة ومرايب).

وقرأ الأعرج وزيد بن عليّ والأعمش وخارجة عن نافع وابن عامر في رواية: معائش بالهمزة وليس بالقياس لكنّهم رووه وهم ثقات فوجب قبوله وشذّ هذا الهمز، كما شذ في منائر جمع منارة وأصلها منورة وفي مصائب جمع مصيبة وأصلها مصوبة وكان القياس مناور ومصاوب. وقد قالوا مصاوب على الأصل كما قالوا في جمع مقامة مقاوم ومعونة معاون، وقال الزّجاج: جميع نحاة البصرة تزعم أن همزها --أي مصائب -- خطأ ولا أعلم لها وجهاً إلا التشبيه بصحيفة وصحائف ولا ينبغي التعويل على هذه القراءة. وقال المازنيّ: أصل أخذ هذه القراءة عن نافع ولم يكن يدري ما العربية وكلام العرب التصحيح في نحو هذا انتهى. ولسنا متعبّدين بأقوال نحاة البصرة. وقال الفرّاء: ربما همزت العرب هذا وشبهه يتوهّمون أنها فعلية فيشبّهون مفعلة بفعيلة انتهى. فهذا نقل من الفرّاء عن العرب أنهم ربما يهمزون هذا وشبهه وجاء به نقل القراءة الثقات ابن عامر وهو عربيّ صراح وقد أخذ القرآن عن عثمان قبل ظهور اللحن والأعرج وهو من كبار قرّاء التابعين وزيد بن عليّ وهو من الفصاحة والعلم بالمكان الذي قلّ أن يدانيه في ذلك أحد، والأعمش وهو من الضبط والإتقان والحفظ والثقة بمكان، ونافع وهو قد قرأ على سبعين من التابعين وهم من الفصاحة والضبط والثقة بالمحلّ الذي لا يجهل، فوجب قبول ما نقلوه إلينا ولا مبالاة بمخالفة نحاة البصرة في مثل هذا، وأما قول المازنيّ أصل أخذ هذه القراءة عن نافع فليس بصحيح لأنها نقلت عن ابن عامر وعن الأعرج وزيد بن عليّ والأعمش وأما قوله إنّ نافعاً لم يكن يدري ما العربية فشهادة على النفي ولو فرضنا أنه لا يدري ما العربية وهي هذه الصناعة التي يتوصل بها إلى التكلم بلسان العرب فهو لا يلزمه ذلك إذ هو فصيح متكلم بالعربية ناقل للقراءة عن العرب الفصحاء وكثير من هؤلاء النحاة يسيئون الظنّ بالقرّاء ولا يجوز لهم.

والسلام

ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[19 - 10 - 10, 07:09 م]ـ

بارك الله فيك،

لو نسقت خط موضوعك لزدته جمالا إلى جماله،

ليتك تذكر لنا خُلاصة موضوعك وما الغاية منه؟ هل قصدت إلى إثبات صحة القراءة أم ماذا؟

أفدنا بارك الله فيك

ـ[الكهلاني]ــــــــ[24 - 10 - 10, 01:45 ص]ـ

أحسنت موضوع جميل جزاك الله خيرا.

لكنك لم تذكر المصدر في الكلام الأخير عن القراءات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير