لأنها ضد ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام تماماً، فبلغ ذلك ابن عباس رضي الله عنه، فقال: لو كنت علياً لقتلتهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه)، ولما أحرقتهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يعذب بالنار إلا الله)، فبلغ ذلك علياً فقال: ما أسقط ابن أم الفضل على الهنات! والعيب لا شك أنه يستقبح ذكره.
لغة النقص في الأسماء الستة
قوله: (والنقص في هذا الأخير أحسن) الأخير هو (هن)، ومعنى النقص أن تعربه بحركات ظاهرة على آخره، فتقول: هذا هنك، واجتنب هنك، وتفكر في هنك، فتعربه بالحركات الظاهرة. وإذا كان هذا هو الأحسن
فالأحسن أن نخرجه من الأسماء الستة، وتكون الأسماء خمسة كما هو معروف عند ابن آجروم وغيره. قوله: (وفي أب وتالييه يندر) الضمير في (يندر) يعود على النقص، وتاليا أب هما: أخ وحم. يعني أن النقص يندر فيها، أي يقل. والنقص هو أن تعرب بحركات ظاهرة على آخرها، فترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة، وعلى ذلك قال الشاعر:
بأبه اقتدى عدي في الكرم ومن يشابه أبه فما ظلم
ولم يقل: بأبيه اقتدى، ولم يقل: ومن يشابه أباه. وتقول: هذا أخ زيد، ورأيت أخ زيد، ومررت بأخ زيد، والظاهر أن لغتنا العامية على هذه اللغة!
لغة القصر في الأسماء الستة
قوله: (وقصرها) أي: قصر أب وتالييه (من نقصهن أشهر) أي: أشهر من نقصهن. عرفنا أن (أب وأخ وحم) يجوز فيها ثلاث لغات: الإتمام والنقص والقصر. الإتمام: هو أن ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء. والنقص: أن ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتجر بالكسرة. والقصر: أن تكون بالألف دائماً، فتعرب بحركات مقدرة على الألف. وعلى لغة القصر تقول: هذا أبا زيد، ورأيت أبا زيد، ومررت بأبا زيد، وعلى هذا جاء قول الشاعر:
إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها.
الشاهد في قوله: و (أبا أباها)، ولو أعربها بالحروف لقال: وأبا أبيها. وعلى لغة الإتمام نقول: هذا أبو زيد، وأكرمت أبا زيد، وعجبت من أبي زيد، فرفعناها بالواو، ونصبناها بالألف، وجررناها بالياء. والقصر لغة فصيحة. وعلى النقص: هذا أب زيد، وأكرمت أبَ زيد، وعجبت من أبِ زيد.
والذي يناسب الطلبة المبتدئين القصر؛ حتى لا يغلطوا.
الشّريط الخامس من شرح الشّيخ الصّالح العُثيمين لألفيّة ابنِ مالك ..
ـ[أبو عبد المولى الجلاد]ــــــــ[19 - 11 - 10, 10:30 م]ـ
يُرفع لعموم النفع ..