تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - اسمه: محمد نافع شامي بن عبد الكريم شامي بن مصطفى بن طه آل شامي

& - تعلم القرآن الكريم وهو طفل بن ستّ سنوات عند الكتّاب، ثم دخل المكتب الرسمي حيث كان أبوه في شبابه مُعلماً فيه، ثم ارتحل مع أبيه إلى معرَّة النعمان حيث عُيِّن والده - جدي رحمه الله - كاتباً ثمَّ قاضياً في محكمتها الشرعيّة، فأتمّ تحصيل المرحلة الابتدائية في مدرستها الرسمية، وكان ذلك في أواخر الحكم التركي.

ولما سقط الحكم التركي وأعقبه الحكم الفيصلي، صار التدريس في عهد الحكم الفيصلي باللغة العربية، فأُرْجع الطلابُ ثلاث سنوات إلى الوراء ليستدركوا مافاتهم من معلومات درسوها باللغة التركية، فأعيد هو إلى الصف الثالث.

انتقل أبوه قاضياً شرعياً إلى لواء ديرالزور، وكان ذلك في عهد الانتداب الفرنسي، فدرس فيها تتمّة المرحلة الابتدائيّة والمرحلة الاعداديَّة.

وفي دير الزور تلقّى علوم الدين عند علمائها صبح كل يومٍ ومساءه، بالإضافة إلى دروس المدرسة الرسمية، فدرس علم النحو والصرف على الشيخ عبد القادر مُلاّحويش، وعلم المنطق على الشيخ حسين الرمضان، حيث حفظ متن إيساغوجي، ومتن السُّلَّم في علم المنطق، والفقه الشافعي في الباجوري على منلا نهر، والفقه الحنفي قسم المعاملات على والده - رحمه الله - حيث درس عنده كتاب القدورى وشرحه، وحفظ ألفية ابن مالك في النحو، وعدة متون أخرى في مختلف العلوم الشرعية كالجوهرة، وبدء الأمالى في التوحيد، والزُبَدِ في الفقه الشافعي، والرحبيَة والسراجية في علم الفرائض، ودرس شرحها على والده – الشيخ عبد الكريم شامي رحمه الله - وتلقى بعض العلوم على الشيخ سعيد العُرفي، ولم يخرج من دير الزور حتى أنهى دراسة الصف التاسع وألمَّ بكثير من علوم الآلات والفقه والكلام على مشايخها الكرام وحفظ مجموعة من المتون الغزيرة المعارف.

نُحِّيَ والده عن وظيفته نتيجةً لاصطدامه مع الفرنسيين في حوادث يسجل التاريخ موقفه فيها بمداد الذهب وقد فرض احترامه على الفرنسيين - أي جدِّي - وقد أفاد والدي كثيراً من صلابة والده في دينه ومواقفه المشرّفة ضد المستعمر الذي هابه وخافه وحَسَبَ له ألف حساب وليس هنا معرض استعراضها، ولعلي أوفَّق إلى كتابتها مستقبلاً إن شاء الله.

فلما عُزل والده من وظيفته عاد معه إلى بلدنا إدلب والتي فارقها صغيراً.

نعم عاد إليها شاباَ في عام 1925 فاشتغل فيها بالتجارة مع أحد أصدقاء والده عاماً واحداً، تعذر فيه عليه مواصلة الدراسة، لعدم وجود مدرسة تجهيزية في إدلب.

وسبق لوالدي حين كان في دير الزور، أن تعرّف على السيد شفيق العاني ابن مفتي البو كمال وقد أُعجب بمعلوماته وعلم أنَّه درس في كلية الإمام الأعظم في بغداد، وقد أحبَّ تلك المدرسة على الغياب بناءً على وصف صديقه لها، وبقيت في ذاكرته.

بعد أن انقطع عن الدراسة عاماً كاملاً تذكّرها، فرجا والده أن يرسله إليها، فوافق وتمَّ الأمر فدخلها، وهي مدرسة تجمع بين العلوم الدينية والدنيوية، وعدد صفوفها ستة، فدرس كتاب الهداية في الفقه الحنفي قسم المعاملات ودرس التفسير معتمداً فيه على الكشاف للمزمخشري، والفرائض، وعلوم الآلات، والبلاغة، إلى جانب العلوم العصرية المؤهلة للبكالوريا.

وفي غضون عام 1927 تعرَّف على جامعة آل البيت في بغداد واطَّلع على منهاجها فنوى دخولها في العام القابل، حيث أعجب بها ورأى أن الأساتذة فيها من عظماء الرجال وأكابر العلماء، وكان من نظامها أنها تقبل الطالب بالفحص المعادل للبكالوريا، إلى جانب الفحص بالعلوم الدينية، لذلك بقيَ صيف العام 1927 في بغداد يدرس برنامج البكالوريا الأولى على بعض الأساتذة وتقدم لفحص القبول في الشعبة العالية الدينية من الجامعة المذكورة فقبل فيها، وطفق يدرس فيها بجدّ ونشاط، تلقى فيها الكثير من العلوم على كبار الأساتذة الذين لهم اختصاص ومكانة علمية مرموقة مثل:

فهمي بك المدرس أمين الجامعة، والزعيم التونسي، والأستاذ الثعالبي، ومفتي الديار العراقية الشيخ عبد العزيز الشوّاف، والشيخ خير القاضي أشهر محامي بغداد، وطه بك الراوي، وعلى بك حيدر، وطه باشا الهاشمي، والشيخ مهدي البصير، والشاعر الزهاوي، وغيرهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير