تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مورّياً فيه بالزعيم إبراهيم هنانو وسارت معه هذه الحشود العظيمة إلى حلب حيث هاجمتهم قوى الفرنسيين بقنابلها في المقبرة الكائنة أمام منزل هنانو ولم تستطيع تفريقهم حتى دخل الزعيم منزله وأطلّ على الجموع من الشّرفة فخطب فيهم وشكر لهم حماسهم وصلابتهم في مقاومة قوى الشرّ والطغيان وأمرهم بالانصراف.

ثم بعد ذلك انقسمت الكتلة الوطنية على نفسها لأنها لم تقم على تقوى الله وطاعتة، وقاسى الشيخ وأهل إدلب من مضض الانقسام والتفرق الشيء الكثير، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

يقول والدي الشيخ: ورغم الهزّات العنيفة التي أحاطت بنا في إدلب، بقيتُ محتفظاً بثقة الشعب الأدلبي بشخصي فلم تستطع الكتلة في حلب رغم سيطرتها على الشعب، أن تُضعف مكانتي في الشعب الإدلبي، بقرارها الشائن بطردي من الكتلة الوطنية، ذلك القرار الذي ألجأها إليه، أشخاص منها كانوا قادة لعناصر الشغب في الشعب وكانت الكتلة تشعر بحاجتها إليهم لتهدد بهم مناوئيها مثل جميل بن إبراهيم باشا قطرآغامى وأضرابه، وبقيتُ بحمد الله نقيَّ الصفحة طاهر السلوك لم أحدعن الحق الذي يرتضيه الله تعالى

ولما استلم رجالات الكتلة الحكم في عهد سعد الله الجابري أحسَّ رجال الكتلة في حلب مثل حسن باشا، وإبراهيم وناظم القدسي، ورشدي الكيخيا، وغيرهم، أحسوا بخطئهم معي ومالوا لاسترضائي ولكني رفضت وبقيت بعيداًعنهم، وظلت إدلب معي، ولم يؤثرْ قرارهم على شخصيتي ومكانتي الاجتماعية لا من قريب ولا من بعيد حتى انتهى أمر الكتلة، .... نعم انتهى أمر الكتلة، وحل محلها من أضفيَ عليهم اسم (الوطنيين) وألغي الحرس الوطني وعاد الوضع الاستعماري كما كان. انتهى كلام الشيخ

وجديرٌ بالذكرهنا – ويحق لي أنا ولده أن أفخربوالدي - لأني لمست في إدلب إجماعاً على محبّته وتقديره، بحيث لو رشَّح نفسه للانتخاب، وأغلق على نفسه الباب، لما خسر صوتاً واحداً من أصوات الناخبين، ولكنه لم يفعل أبداً لأنه يعلم أن النيابة لا تفيده، ولا تفيد شعبه شيئاً، بل تلحق به الوهن، وأنَّ بقاءه بدون نيابة يحفظ له تأثيره على نُوّاب بلده، إضافةً إلى أنّه يُريد أن لايكون لفئةٍ واحدة في المجتمع، بل يُريد أن يكون للجميع.

وهكذا استمر وضع إدلب محفوظاً من التفرّق والضعف والبلبلة، حتى تخلصت البلاد من نير الاستعمار، وكان لإدلب دورها الطيّب المحمود في مؤازرة الثوّار، وكانت موحدةً بحيث تتحرك وفق إرادة الشيخ بأقل إشارة في الإضرابات وغيرها، وقد تعرَّض مِراراً لشتى المخاطر وللسجن والاعتقال، ونذكر ذلك في حينه.

جمعية البر والأخلاق الإسلامية.

جمعية البِرِّ والأخلاق الإسلامية حلّت محل النادي الذي أُغلق، وكانت فرعاً لأصلها في حلب، التي كان يقوم على إدارتها ورعايتها رجال عظماء، كالمحدّث الشهيد والمؤرخ العالم الشيخ راغب الطبّاخ، وأعوانه فيها كالشيخ معروف الدواليبي، والشيخ مصطفى الزرقا، والشيخ محمد الحكيم، وغيرهم.

تمّ الترخيص بافتتاح فرعٍ لها في إدلب فقام والدي بها رئيساً، ومحققاً ما قدر عليه من مفهوم البرّ والأخلاق، وبعضوية أحد عشر عضواً من خيرة الصالحين في ادلب.

وكان على اتصال دائمٍ برئيس الجمعية الأم في حلب، الأستاذ الشيخ راغب الطبّاخ، وأمين سرِّها الشيخ معروف الدواليبي، ولولبها العلمي الفقيه الشيخ مصطفى الزرقا، وبقية الأعضاء، هذه الجمعية في إدلب، حافظت على صلة الشيخ بجميع طبقات الشعب حيث مكّنته هذه الصِلة، من التوجيه الدائم نحو الإسلام، يبثّ تعاليمه فيهم ويُغذّيهم بتوجيهاته نحو العمل الاجتماعي والوطني والسياسي، ويغرس في نفوسهم حوافزه نحو الخير، في كافة ميادين الحياة.

جمعية الإخوان المسلمين.

ولما تأسست هذه الجمعية في دمشق، كانت إدلب سبّاقة إلى تأليفها وتأسيسها، وكان والدي رئيسها إلى أن انحلت الجمعيات والأحزاب، في عهد الوحدة بين مصر وسوريا، حيثُ أُقفلت رسمياً، وسُلمت موجودات مركز الإخوان إلى مديرية مالية ادلب، بموجب ايصالات رسميّةٍ، واعتزل والدي العمل فيها منذ ذلك الوقت.

وفي غضون حياتها، تخلّى والدي باختياره عن الرآسة مرتين، مرة للسيد عبد القادر معلم مدة سنة، وأخرى لولده السيد حكمت المعلم مدة سنة .......

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير