ولدت لهشام بن عروة ولده كلهم: الزبير، وعروة، ومحمداً.
وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال، حدثني أبي عبد الله بن مصعب، عن هاشم بن عروة قال: لما ناهزت الحلم، دعاني عمي عبد الله بن الزبير في جماعة جمعهم من ولده وولد إخوته، ثم أقبل على من حضر من أخوته، فقال متمثلاً لهم بقول زرعة بن السليب السلمي:
ما تأمُرُون بِفِتْيَةٍ من قومكُمْ ... بكرَ الرَّبيعُ عليهمُ لم يَنْكِحُوا
هَلْ تَفْرِضُون فَرِيضَةً يَرْضَوْنَها ... أم تَجْمَحُون إلى البُيوت فيَجْمَحُوا
فقالوا له: أقض ما رأيت. فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت، زعم أصحابنا، خطبته التي ينكح وينكح بها: " أما بعد، فإن الله أحل حلاًلاً رضية، وحرم حراماً سخطه، فأمر بما أحل ووسع فيه، ونهى عما حرم وأغنى عنه، فقال: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم).
فقال هشام: فزوّج بعضهم بعضاً، حتى انتهى إليّ فقال: ما حبستهم إلا من أجلك، فقد صرت رجلاً بحمد الله، وقد زوجتك فاطمة بنت المنذر. وكانت أكبر من هشام باثنتي عشرة سنة، وكان هشام يحدث عنها.
قال هشام: فلما فرغ ابن الزبير تمثل بقول بلعاء بن قيس:
إذَا الهَشِمُ اللفَهُّ اشْتَرَى ببناتهِ ... وجَدِّكَ لَمْ أرقَعْ بهنّ خلاَليِ
جعلتُ بناتِي في مَوَالِيَّ قُصْرَةً ... وما راعَنِي ذو شَوْرَةٍ وجَمَالِ
وما رَاعَني شُكْدٌ وبُرْدَا سَحابةٍ ... ولا ذَرْعُ نُوبِيّ أشَقَّ طُوَالِ
رأيتُ الألَى يَأتون للحقِّ دَعْوتِي ... مَوَالىَّ، والأقْصَيْنَ غيرَ مَوَالِ
ولستُ ببانٍ لامرِئ سَمْكَ بَيتْه ... وأتْرُكُ بَيْتِي خاوِياً بخَمَالِ
وحدثني أبي مثل حديث عمي هذا، عن جده هشام بن عروة، إلا أن أبي قال في هذا الشعر:
ولا رِزْمَتَا شُكْدٍ ... ... ولا ذَرْعُ نُوبِيٍ أصَكَّ طُوَالِ
حدثني مصعب بن عثمان بخطبة عبد الله بن الزبير التي في هذا الكتاب، على مثل ما حدثني عمي رحمة الله.
فهؤلاء بنو المنذر بن الزبير.
= = = = = = = = = = =
انتهى النقل من " جمهرة نسب قريش " للزبير بن بكار رحمه الله.
التذييل على ذرية المنذر بن الزبير بن العوام
ذرية عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام
عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام
ترجم ابن أبي حاتم لعاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام في " الجرح والتعديل " فقال: روى عن جدته أسماء وعبيد الله بن عبد الله بن عمر، روى عنه هشام بن عروة، سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن قال: سألت أبي عنه، فقال: صالح الحديث.
نا عبد الرحمن قال: سألت أبا زرعة عنه فقال: هو صدوق. اهـ.
وقال ابن حجر في " تقريب التهذيب ": صدوق من الرابعة د ق. اهـ.
وأما ذريته:
- فابنه معاوية لم أعثر على ذكرٍ له في كتب الرجال.
- وحفيده عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر، ترجم له ابن حجر في " تعجيل المنفعة " فقال:
- عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي الزبيري أبو معاوية البصري، عن هشام بن عروة، وعنه أحمد ويحيى وأبو عاصم النبيل وجماعة، قال أبو حاتم: مستقيم الحديث، قلت: لم يسق ابن أبي حاتم نسبه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال سوار بن عبد الله العنبري: ثنا عبد الله بن معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعاً: " أن الله يحب الوالي الشهم ويبغض الركاكة "، قال الذهبي في الميزان: أظنه موضوعاً، وقال الساجي: صدوق وفي أحاديثه مناكير، وقال ابن عدي أحاديثه مناكير، وقال ابن حبان لما ذكره في الثقات: ربما خالف يعتبر حديثه إذا بيّن السَّماع في روايته، فكأنه أشار إلى أنه ربما دلس عن الضعفاء فتكون النكارة من قبلهم فتلصق به. اهـ.
- وابن حفيده معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير، ترجم له ابن حجر في " تعجيل المنفعة " فقال:
معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير الزبيري، روى عن سلام أبي المنذر، وعائشة بنت الزبير بن هشام بن عروة، وعنه عبد الله بن أحمد، وأبو زرعة وقال: لا بأس به كتبنا عنه بالبصرة، وذكره ابن حبان في الثقات: وقال ثنا عنه الحسن بن سفيان. اهـ.
¥