أراك كثيرا تتطرق إلى أفعال الناس عند السماع وأحوال الناس وأفعالهم ولم تتكلم في أصل الموضوع وهذا من القصور الشديد جدا في كلامك
ثانيا بارك الله فيك ماذا تقول في قول ابن القيم في زاد المعاد الجزء 1، صفحة 492.
(وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعاً أنهم برءاء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوِّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسنون أصواتهم بالقرآن، ويقرؤونه بشجي تارة، وبطرب تارة، وبشوق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به، وقال: " ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن "، وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم)
ما قولك في كلمة التطريب والتي قال ابن القيم أنهم كانوا يقرأون به؟
وجزاك الله خيرا
أبا إسحاقَ:
إنَّ أشَدَّ القُصُورِ أن لا تفهَمَ النقطةَ التي أردتُّ الحديثَ عنها أساساً , وتحاكمَني بعد ذلك إلى فهمك أصلحَكَ الله , وأشدُّ القصورِ على الإطلاقِ أنْ أقولَ لك قال اللهُ وتقولُ لي قالَ ابنُ القيِّمِ , فأيُّنا أحقُّ بوصمةِ شِدَّةِ القصور.!؟
وليتكَ حفظكَ الله لم تستعجلْ وأنتَ تبحثُ في الزادِ أو تقرأُهُ حتى تقفَ على رأيِ ابنِ القيِّمِ على وجهِ التَّمامِ واليقين , فهو يرى أنَّ القراءةِ بالتطريبِ جائزةٌ بشرطِ اقتضاءِ الطبيعة لها وسماحها بها من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم , وأرجو أن تتأمَّل هذه القيودَ الثلاثةَ وتقارنها بواقع هذه القناةِ المنتكسة الحاملة لواء (اطرَبْ تُؤجَر)
ألا رحمَ اللهُ ابنَ القيِّمِ القائلَ:
ومن ذا الذي يكونُ قولُه كلُّهُ سديداً , وعملُهُ كلُّهُ صواباً , وهل ذلك إلا المعصومُ الذي لا ينطقُ عن الهَوى ونطقُهُ وحيٌ يوحى.؟ , فما صحَّ عنهُ فهُو نقلٌ مُصَدَّقٌ عن قائلٍ معصُومٍ , وما جاءَ عن غيرِه فثُبُوتُ الأمرَينِ فيهِ معدومٌ , فإن صحَّ النقلُ لم يكنِ القائِلُ معصُوماً , وإن لمْ يصحَّ لمْ يكن وصُولُه إليهِ معلُوماً
أمَّا كلمةُ التطريبِ التي نقلتها عنهُ رحمهُ الله فأحملُها على التعريفِ اللغويِّ الذي جاءَ فيه أنَّ الطربَ خفةٌ تعتري الروحَ عن فرحٍ وسرورٍ , وقد يكونُ ذلك من الترح والحزنِ , فعلى هذا الأخيرِ أحملُ كلمتهُ حفظك الله تعالى , والشوقُ لا يتنافى مع الحزنِ والخوفِ بل هو ألصقُ بهما وألزمُ لهما من الفرحِ والاستبشار , والله أعلمُ.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[04 - 02 - 10, 07:39 ص]ـ
الإخوة بارك الله فيكم
القراءة على المقامات ليس من مقتضاها الطرب وهذا ما يقرره القارئ تفسه
فالكثير ممن يقرأ على مقام معين أو على مقامات مختلفة لا يبحث بالضرورة عن الطرب وإنما يكون في غالب الاحيان يقرأ بما يتميز به ويقوي به اداءه فتجد البعض يجيد القراءة في آيات الحزن اكثر من غيرها ومنهم من يتميز في قراءة آيات القصص والبعض في الآيات التي تتحدث عن الجنة وهكذا وهذا غالبا ينسجم مع تركيبة النفس وطبائعها ويلتقي مع علم المقامات التي تختلف من مقام يظهر فيه الحزن والعاطفة اكثر من غيره ومقام يظهر الفرح والسرور ومقام يظهر القوة والعزة ومعرفة هذه الامور لا تخل بالتلاوة بحد ذاتها إن راعى القارئ الآداب المعروفة في التلاوة من التدبر والخشوع بل يزيد ذلك والله اعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:51 ص]ـ
أين أجمع السلف؟
الكلام عن المقامات الموسيقية وليس عن التطريب. فهناك مسألة التغني والتطريب بالقراءة، ومسألة القراءة بالألحان الموسيقية. وهناك من حكى الإجماع كأبي عبيد القاسم ابن سلاّم على المنع.
وقيل أن أول من فعل ذلك هو عُبَيد الله بنُ أبي بَكرة في البصرة، لكني لم أجد إسناد ذلك. وقد نقل الطحاوي عن أبي حنيفة وصاحبيه جواز ذلك، لكنه لم يبين المقصود (المسألة الأولى أم الثانية). واختلفت الرواية عن الشافعي لكن بعض الناس يجمعون بين القولين على أن المراد هي المسألة الأولى. وقد صح النهي عن مالك وأحمد، وناهيك بهما في معرفة الآثار. بل نص أحمد بصراحة على أن هذه بدعة محدثة.
¥