تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 09:15 ص]ـ

فصل في قوله تعالى (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) [البقرة: 23].

احتمل عود الضمير في قوله (مثله) على أحد مرجعين:

الأول: القرآن، قاله مجاهد وقتادة،واختاره ابن جرير والزمخشري والرازي، ونقل عن عمر وابن مسعود وابن عباس والحسن البصري وأكثر المحققين.

الثاني: محمد صلى الله عليه وسلم، ويختلف المعنى عند ذلك على طرق:

-الأولى: من مثله من أمي لا يحسن الكتابة على الفطرة الأصلية.

-الثانية: من مثله لم يدارس العلماء، ولم يجالس الحكماء، ولم يؤثر عنه قبل ذلك تعاطي الأخبار، ولم يرحل من بلده إلى غيره من الأمصار.

-الثالثة: من مثله على زعمكم أنه ساحر شاعر مجنون.

-الرابعة: من مثله من أبناء جنسه وأهل مدرته.

حكى ذلك كله أبو حيان في تفسيره، وحكى في معنى الأول مثل ذلك وأكثر ولوضوحه تركناه اختصاراً.

وقال ابن كثير: والصحيح الأول. قلت: وبه يقال.

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 09:16 ص]ـ

فصل في قوله تعالى: (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 34].

احتمل عود المضمر في (أعدت) على أحد مرجعين:

الأول: النار، وهو الأظهر واختاره الأكثرون. وقال ابن عطية: وفي قوله تعالى: {أعدّت} ردّ على من قال: إن النار لم تخلق حتى الآن، وهو القول الذي سقط فيه منذر بن سعيد.انتهى

قلت: هو البلوطي وكان معتزلياً، وعلى هذا الرأي الفاسد المعتزلة.

الثاني: الحجارة، قاله ابن مسعود رضي الله عنه.

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 09:17 ص]ـ

فصل في قوله تعالى (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا) [البقرة: 36].

يحتمل أن يكون مرجع الضمير في قوله تعالى (فأزلهما) الجنة من قوله تعالى (اسكن أنت وزوجك الجنة)، فيكون معنى الكلام كما قرأ حمزة (فأزالهما) أي نحاهما وأبعدهما، قاله ابن كثير.

قلت: وبها قرأ الأعمش أيضاً، وأبو رجاء، والحسن.

ويحتمل أن يكون المرجع هو الشجرة وهي أقرب المذكورَين.

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 09:18 ص]ـ

فصل في قوله تعالى (وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45].

احتمل أن يكون مرجع الضمير في قوله (وإنها) أحد أمور:

-الأول: الصلاة، نص عليه مجاهد، واختاره ابن جرير. وهو حسن وناسب قوله (إلا على الخاشعين). وإليه مال ابن القيم في كتابه (الصلاة وحكم تاركها).

وقال أبو حيان:" هذا ظاهر الكلام، وهو القاعدة في علم العربية: أن ضمير الغائب لا يعود على غير الأقرب إلا بدليل "اهـ

-الثاني: الوصية بالأمرين جميعاً وهما (الصبر والصلاة)، قال ابن كثير:" كقوله تعالى في قصة قارون: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ} [القصص: 80] وقال تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35] أي: وما يلقى هذه الوصية إلا الذين صبروا {وَمَا يُلَقَّاهَا} أي: يؤتاها ويلهمها {إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.

-الثالث: الاسم الكامن في قوله (واستعينوا) فيكون المعنى: وإن هذه الاستعانة التي أمرناكم بها كبيرة إلا على الخاشعين.

وهذا كالضمير في قول الشاعر:

إذا زجر السفيه جرى إليه ... وخالف والسفيه إلى خلاف

جرى إليه أي إلى السفه وهو الاسم الكامن في كلمة (السفيه).

-الرابع: إجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الصبر والصلاة مما كان يدعو إليه، قاله الأخفش.

- الخامس: العبادة التي يتضمنها بالمعنى ذكر الصبر والصلاة.

-السادس: الكعبة، لأن الأمر بالصلاة إليها.

-السابع: جميع الأمور التي أمر بها بنو إسرائيل ونهوا عنها، من قوله: {اذكروا نعمتي} إلى {واستيعنوا}.

حكى الثلاثة الأخيرة أبو حيان وهي بعيدة جداً.

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 09:19 ص]ـ

فصل في قوله تعالى (اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا) [البقرة: 60].

مرجع الضمير في قوله تعالى (منه) بحسب نوع (من) فإن كانت لابتداء الغاية فالضمير عائد على الحجر وإن كانت سببية فهو عائد على الضرب المتضمن في قوله (اضرب بعصاك) أي فانفجر بسبب ذلك الضرب اثنتا عشرة عينًا وهذا حسن خلافاً لأبي حيان القائل: لا يجوز أن يرتكب مثل هذا في كلام الله تعالى، لأنه لا ينبغي أن يحمل إلا على أحسن الوجوه في التركيب وفي المعنى، إذ هو أفصح الكلام.انتهى

ومن نظر في كلامه في الموضع الرابع الآنف الذكر تبين له تناقضه والله أعلم.

الموضع السادس: قوله تعالى (ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم) [البقرة: 129].

مرجع الضمير في قوله (فيهم) إلى أحد شيئين:

-الأول: أهل البلد الحرام.

-الثاني: ذرية إبراهيم عليه السلام وهي الأمة المسلمة.واختاره ابن كثير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير