تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولذلك قالوا: ولكن الأئمة الذين قصدوا ضبط الحروف، وحفظوا شيوخهم منها، جاء السند من جهتهم "

وأختم هذه الجزئية بقول نفيس للسخاوي ..

قال السخاوي في كتابه " فتح الوصيد في شرح القصيد " والقراءة سنة لارأي وهي كلها وإن كانت عن السبعة مروية متواترها لا يقدح في تواترها نقلها عنهم، لأن المتواتر إذا أسند من طريق الآحاد لا يقدح ذلك في تواتره.

كما لوقلت: أخبرني فلان عن فلان مدينة سمرقند، وقد علم وجودها بطريق التواتر لم يقدح ذلك فيما سبق من العلم منها، ونحن نقول: إن قراءات السبعة كلها متواترة، وقد وقع الوفاق أن المكتوبة في مصاحف الأئمة متواتر الكلمت والحروف.

فإذا نازعنا أحد بعد ذلك في قراءة التواترة المنسوبة للسبع فرضنا الكلام في بعض السور فقلنا: ما تقول في قراءة ابن كثير في سورة التوبة " تجري من تحتها " بزيادة "من" وقراءة غيره " تجري تحتها " وفي قوله تعالي " يقص الحق " و" يقض الحق " أهما متواترتان؟؟

فإن قال: نعم فهو الغرض، وإن نفي تواترهما خرج الإجماع المنعقد علي ثبوتهما وباهت فيما هو معلوم منهما، وإن قال: بتواتر بعض دون بعض تحكم فيما ليس له، لأن ثبوتهما علي سواء فلزم التواتر في قراءة السبلعة، فأما ما عداها غير ثابت تواترا ولا تجوز القراءة به في الصلاة، ولا في غيرها ولا يكفر جاحده وإن جاء من طريق موثوق به إلتحق بسائر الأحاديث المروية عن الرسول صلي الله عليه وسلم فإن تضمن حكما ثابتا لزم العمل به وإلا فلا وربما كان مما نسخ لفظه لا تجوز القراءة به مع أن الاجتراء علي جحده غير جائز لأن علمه موكول إلي الله عز وجل إذ قد أسند طريق العلم ولا يجوز أن نثبت ما لم يعلم صحته بكونه من عند الله قرأنا لعل ذلك تقول علي الله تعالي وكذب في قوله تعالي:" ويقولون علي الكذب وهم يعلمون " ... )) صـ 279/ 280

وأظن المسألة قد وضحت في قضية السند .. والحمد لله رب العالمين

وإليك أخي جوابا علي بعض الشبهات التي قالها بعض الشيوخ قالوا:

1ـ قالوا: إن القران والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحي النازل على محمد صلى الله عليه وسلم، والقراءات: هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور. " ا. هـ

الجواب: هذا القول ذهب إليه الزركشي ومن تبعه مثل السيوطي والقسطلاني في لطائف الإشارات والشيخ أحمد البنا صاحب إتحاف فضلاء البشر ... وذهب الشيخ محمد سالم محيسن بعد ذكر قول الزركشي إلي أنهما حقيقتان بمعني واحد مستندا إلي أن تعريف القرآن مصدر مرادف للقراءة.انظر في رحاب القرآن للشيخ محيسن.ثم عقب د/ شعبان إسماعيل في كتابه ـ القراءات وأحكامها ومصادرها ـ قائلا:" إن كان الزركشي يقصد بالتغاير التغاير التام فلست معه، إذ ليس في بين القرآن والقراءات تغاير،فالقراءات الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول ما هي إلا جزء من القرآن الكريم فبينهما ارتباط وثيق ارتباط الكل بالجزء.

ولعل هذا الذي يقصده الزركشي حيث قال: ولست في هذا أنكر تداخل القرآن بالقراءات إذ لا بد أن يكون الارتباط وثيقا،غير أن الاختلاف علي الرغم من هذا ظل موجودا بينهما بمعني أن كلا منهما شئ يختلف عن الآخر لا يقوي التداخل بينهما علي أن يجعلهما شيا واحدا فما القرآن إلا التركيب واللفظ وما القراءات إلا اللفظ ونطقه والفرق بين هذا وذاك واضح بين" صـ21

وتعقب د/ عبد الكريم صالح في كتابه ـ محاضرات في القراءات المتواترة نظريا ـ قائلا:" والذي أراه وأميل إله في هذه المسألة هو الرأي القائل إن القرآن والقراءات حقيقتان متحدتان، ولكن ليس علي إطلاقه بل القراءات المتواترة هي القرآن لتخرج القراءات التي لم يقطع بتواترها، وعليه فنقول: كل قرآن قراءات وليس كل قراءات قرآن ليخرج بذلك القراءات الشاذة ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير