قال تعالى:?قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا? [الكهف:63].
فائدة: جواز الاستدراك على الشيخ وتنبيهه إلى ما قد يغفل عنه كما فعل أخبر الفتى موسى بشأن الحوت.
قال تعالى:? قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا? [الكهف:64].
فائدة: قبول المعلم من تلميذه العذر إذا كان عن نسيان.
قال تعالى:?فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا? [الكهف:65].
فائدة: عظم قدر العلماء عند الله تعالى لأنه وصفه سبحانه بالعبودية العامة في قوله (عبدًا) ثم خصه بالعبودية الخاصة في قوله (من عبادنا) ثم أخبر أنه (آتاه رحمة) وأنه (علمه علمًا).
فلا بد لكل عالم أو معلم للخير أن تجتمع فيه تلك الأربع: العبودية العامة، والخاصة، والرحمة، والعلم الرباني لأنه قال: (وعلمناه) ولم يقل تعلم علمًا وذلك لتشريف العلم لأنه أضيف إلى الله تعالى.
قال تعالى:?قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا? [الكهف:66].
الفائدة الأولى: التأدب مع المعلم باستئذانه في الصحبة؛ فإنه قال: (هل اتبعك) ولم يقل (سأتبعك).
الفائدة الثانية: جواز شرط الطالب على معلمه أن يرافقه ليعلمه شيئًا من العلم.
الفائدة الثانية: طلب الفاضل العلم عند المفضول فإن موسى بالإجماع أفضل من الخضر.
قال وكيع:" لا يكون الرجل عالما حتى يحدث عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه".
وقال البخاري:" لا يكون المحدث كاملًا حتى يكتب عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه ".
قال تعالى:?قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ? [الكهف:67].
الفائدة الأولى: شدة العلم وصعوبة طلبه وأنه لا يستطاع براحة الجسد، قال يحيي بن أبي كثير:"العلم لا يستطاع براحة الجسد".
الفائدة الثانية: أن العلم الرباني لا يستطاع إلا بالصبر لقوله (لن تستطيع معي) وقد سبق أن الذي معه هو العلم الرباني الذي علمه الله إياه.
قال تعالى:? وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا? [الكهف:68،69].
الفائدة الأولى: جواز مراجعة العالم في قوله؛ فإن موسى عليه السلام راجعه في قوله (لن تستطيع معي صبرًا) فقال: (ستجدني إن شاء الله صابرًا).
الفائدة الثانية: ترك موسى عليه السلام المشيئة في عصيان الأمر فعصاه كما سيأتي، وعلق الصبر بالمشيئة فصبر قدر الطاقة.
قال تعالى:? قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا? [الكهف:70].
فائدة: شرط العالم على الطالب عدم مبادرته بالسؤال عما لا يدركه عقله حتام يبينه له. وقد تقدم التنبيه على ما أوتيه الخضر من العبودية العامة والخاصة التي يمتنع معها اقتراف المعاصى ونحوها فضلًا عن استحلال ذلك لا كما يظن بعض ضلال الصوفية.
قال تعالى:?فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ? [الكهف:71].
الفائدة الأولى: إنكار الطالب على شيخه ما يبدو له مخالفًا لشريعة الله تعالى.
الفائدة الثانية: مخاطرة الطالب في طلب العلم؛ فإن موسى ركب السفينة التي خرقت وقد احتمل غرقها قبل الخرق وبعده.
قال تعالى:? قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ? [الكهف:72].
فائدة: تذكير الطالب إذا نسي.
قال تعالى:? قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا? [الكهف: 73].
فائدة: اعتذار الطالب إلى شيخه ومعلمه.
قال تعالى:? فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا *قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا? [الكهف:74،75،76].
فائدة: تعليق الفرقة من قبل الطالب على شيء يفعله.
قال تعالى:? فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا? [الكهف:77].
فائدة: جواز السؤال، وهو مشكل وللعلماء في تخريجه أقوال مستوفاة في الجزء الذي جمعناه في قوله تعالى (استطعما أهلها) فليراجع.
قال تعالى:? قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا? [الكهف:78].
فائدة: تبيين المعلم لطالب العلم ما استشكله وإفادته ما لم يدركه ويحط به علمه، وألا يتركه حائرًا.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
¥