تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - 05 - 10, 03:20 م]ـ

(31). [رد مع بيان صفات عباد الرحمان]

قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً}:

"وفي تعريف القرآن لعباد الرحمن بعد تعريفه بالرحمن تشريف كبير لهم، وتبكيت لأولئك المتجاهلين المتكبرين.

ووجه آخر في المناسبة، وهو أنه لما ذكر التذكر والشكر في الليل و النهار في الآية المتقدمة، ذكر صفات المتذكرين الشاكرين، وما أثمره لهم تذكرهم وشكرهم، ترغيبا في التذكر والشكر.

وقولهم للجاهلين سلاما من مقتضى هونهم ورفقهم، فلذلك قرن به وعطف عليه.

... إلى أن قال رحمه الله: يقول تعالى: وعباد الرحمن ومماليكه القائمون بحق العبودية له هم أهل الرفق والسهولة، الذين يمشون على الأرض هينين في مشيتهم، وفي معالجتهم لشؤون الحياة، ومعاملتهم للناس لحلمهم وتواضعهم، غير مستكبرين، ولا متجبرين، ولا ساعين في الأرض بالفساد.

وإذا خاطبهم السفهاء بما لا ينبغي من الخطاب قابلوهم بالحلم، وقالوا لهم: سلاماً؛ لأنهم سلموا من الجهل، فسلم المخاطب لهم من أن يجهلوا عليه ولو جهل، أو قالوا لهم من الكلام ما فيه سلامة من الأذى والمكروه".اهـ

---

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - 05 - 10, 03:37 م]ـ

(32). [توجيه وسلوك في "القول السلام"]

قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً}:

"القول السلام محمود ومطلوب في كل حال، وإنما خصت حالة خطاب الجاهل؛ لأنها الحالة التي تثور فيها ثائرة الغضب بما يكون من سفهه ومهاترته.

فعلى المؤمن أن يكون حاضر البال بهذه الآية عندما تسوق إليه الأقدارُ جاهلا فيخاطبه بما لا يرضيه، حتى يسلم من شره ويكسر من شرته، فيسلم له عرضه ومروءته ودينه، ويسلم ذلك الجاهل - أيضا- من اللجاج في الشر والتمادي فيه.

فيكون المؤمن بقوله السلام وتادبه بادب القرىن قد حصل السلامة للجميع، وأعظم به من فضلٍ وأجرٍ في الدنيا والدين.

وفقنا الله لذلك والمسلمين أجمعين".اهـ

---

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - 05 - 10, 03:54 م]ـ

(33). [فقه لغوي في لفظة " الخِلفة "]

قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً}:

"اختيرت لفظة الخِلفة هنا لدلالتها على الهيئة، فتكون منبهة على هيأة هذا الاختلاف بالطول والقصر المختلفين في جهات من الارض، وذلك منبه على أسباب هذا الاختلاف من وضع جرم الأرض وجرم الشمس، وذلك كله من آيات الله الدالة عليه.

وبتلك الهيأة من الاختلاف المقدر المنظم عظمت النعمة على البشر، وشملتهم الرحمة، فكانت هذه اللفظة الواحدة منبهة على ما في اختلاف الليل والنهار من ىية دالة، ومن نعمة عامة، وهكذا جميع ألفاظ القرآن في انتقائها لمواضعها".اهـ

---

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - 05 - 10, 04:10 م]ـ

(34). [إكرام الله لعبده بتحميله أعباء الرسالة وحده]

قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً}:

"قد استفيد من الآيات المتقدمة ما كان يكابد النبي صلى الله عليه وسلم من إذاية قومه، وما كان يلقاه من مكابرته للحق وتعنتهم بالباطل، وما كان يعانيه من الجهد الجهيد في إنذارهم وتبليغ دين الله تعالى غليهم، وقد أحاط به الأعداء من كل جانب، ولقيته العقبات من كل ناحية، وهو في ذلك كله جاهدٌ في القيام بتبليغ الأمانة، ناهض بأعباء الرسالة، ماضٍ في تلك السبيل ليس معه من نذير، وقد كان ذلك مما تتفسخ له القوى البشرية لولا تأييد من الله.

فأراد تعالى في هذه الآية أن يثبته في مقامه، ويؤنسه في انفراده، فيبين له أن تخصيصه بالقيام هذ المقام العظيم هو لأجل تعظيمه وتكريمه، وتخصيصه بالأجر الكثير، والثواب الذي ليس له من مثيل".اهـ

---

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - 05 - 10, 04:18 م]ـ

(35). [تأسٍ ورجاء]

قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً}:

"قد ثبت في السنة ما يكون من كثرة الجهل وموت السنة وانتشار البدعة، وقد أيد ذلك الواقع والمشاهدة.

فإذا كان دعاة العلم و السنة، وخصوم الجهل والبدعة، فلا بد أن يكونوا قليلا في العدد الكثير خصوصا في مبدإ أمرهم وأول دعوتهم، ولابد أن يلقوا ما يلقون ويقاسوا ما يقاسون.

ومما يثبت قلوبهم في عظيم مواقفهم تأسيهم بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء وحده بالحق والناس كلهم على الباطل، فما زال يجاهد حتى لقي ربه.

ومما يثبت قلوبهم أيضا رجاؤهم-غذا أخلصوا النية واحسنوا الاقتداء-فيما يكون لهم من الأجر العظيم والثواب الجزيل في جهادهم على قتلهم، وفيما يكون لهم من الثواب كذلك فيمن اهتدى بهم، وفيمن بذلوا جهدهم في هدايته، وكانت لهم الرغبة العظيمة في إيصال الخير إليه، وإن لم يرجع إليهم".اهـ

---

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير