وقال ابن عباس: هو القشر الخارج الذي يكون على حب الحنطة كهيئة الغلاف له
(ورق الزرع الذي يبقى بعد الحصاد فتأكله الماشية يقال له عصف)
مأكول: يعني يأكل
أو مأكول حقا وفعلا: بمعنى أنها اكلته وراثته
فيكون المعنى: صائرا الى الروث الذي تفرق بعدما يبس
على كل هذا وهذا صار اليه الذين ارادو الكعبة بالسوء من اصحاب الفيل
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[05 - 04 - 10, 11:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الهمزة
ويل لكل همزة لمزة: قال ابن عباس هم المشاءون بالنميمة
المفرقون بين الاحبة، الباغون للبرآء العنت.
ومعناهما واحد الهمزة واللمزة ومعناه: العياب
قال مقاتل: الهمزة الذي يعيبك في الغيب، واللمزة الذي يعيبك في الوجه
وقال ابو العالية والحسن بضده
وقال سعيد بن جبير وقتادة: الهمزة الذي يأكل لحوم الناس ويغتابهم،
واللمزة الطعان عليهم
وقال ابن زيد: الهمزة الذي يهمز الناس بيده ويضربهم
واللمزة الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم
وقال سفيان الثوري: ويهمز بلسانه ويلمز بعينه
فالهمز باللسان واللمز بالعين
وقال مثله ابن كيسان: الهمزة الذي يؤذي جليسه باللفظ
والللمزة الذي يومض بعينه ويشير برأسه ويرمز بحاجبه
وهما لغتان للفاعل نحو سخرة، ضحكة للذي يسخر ويضحك من الناس
واصل الهمز الكسر والعض على الشيء بالعنف
ويل: عذاب شديد او واد في جهنم
توعدهم الله بالعقاب الاليم
ثم وصف الهمزة اللمزة بقوله تعالى: الذي جمع مالا وعدده
: أي احصاه
قال مقاتل: استعده وادخره وجعله عتادا له
يقال: اعددت الشيء وعددته اذا امسكته
وهذا بيان لسبب همزه ولمزه: وهو اعجابه بما جمع من المال
فدعاه هذا المال الذي جمعه وعدده ان يكون همزة لمزة
يحسب ان ماله اخلده في: الدنيا، يظن انه لا يموت مع يساره وغناه
ويبقى مخلدا في الدنيا لا يموت
كلا: رد عليه انه لا يخلده ماله
لينبذن: ليطرحن طرح النواة في الحطمة: يعني في جهنم والحطمة من اسماء النار
مثل سقر ولظى: سميت حطمة لانها تحطم العظام وتكسرها
وما ادراك ما الحطمة: تفظيع وتهويل و تفخيم لشأنها
نار الله الموقدة: هي نار الله الموقدة
التي تطلع على الافئدة: يعني بلغ من المها ووجعها ان بلغت القلوب فاطلعت عليها
تقول العرب: متى طلعت ارضنا: أي بلغتها
فالاطلاع والبلوغ بمعنى واحد
فمعنى الآية: انها تأكل كل شيء منه حتى تنتهي الى فؤاده
قاله القرظي والكلبي
يعني لا يكون العذاب ظاهرا عليه ببدنه، وانما تأكل كل شيء منه حتى تبلغ فؤاده
انها عليهم مؤصدة: أي النار، مؤصدة: مطبقة مغلقة
في عمد مددة: قال ابن عباس: ادخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد وفي اعناقهم السلاسل
سدت عليهم بها الابواب
وقال مقاتل: بلغنا انها عمد يعذبون بها في النار
وقيل: اوتاد الاطباق التي تطبق على اهل النار
أي انها مطبقة على اهل النار باوتاد ممدة
وهي في قراءة عبد الها بن مسعود: انها عليهم مؤصدة، بعمد ممدة
قال مقاتل: اطبقت الابواب عليهم، ثم سدت باوتاد من حديد من نار حتى يرجع عليهم غمها وحرها
فلا يفتح عليهم باب، ولا يدخل عليهم ريح، (وهذا الوجه اقرب في الفهم)
والمددة من صفة العمد: أي مطولة فتكون ارسخ من القصيرة
ولو كانت مددة من صفة النار لجاءة مرفوعة
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[06 - 04 - 10, 07:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة العصر
في القرآن سورة لو أخذ بها الناس لوسعتهم. هذا كلام الشافعي رحمه الله
والعصر: قال ابن عباس: والدهر. هذا قسم
قيل اقسم الله به لان فيه عبرة للناظر
وقيل معناه: ورب العصر وكذلك في امثاله
وقال ابن كيسان: اراد بالعصر الليل والنهار. يقال لليل والنهار العصران
وقال الحسن: العصر من بعد زوال الشمس الى غروبها
وقال قتادة: آخر ساعة من ساعات النهار
وقال مقاتل: اقسم بصلاة العصر وهي الصلاة الوسطى
والذي رجح عند كثير من اهل التفسير ان العصر هو الدهر: هو الزمان الذي هو محل الحوادث
ان الانسان لفي خسر: أي لفي خسران ونقصان
قيل اراد به الكافر، بدليل انه اسثنى المؤمنين
والخسران ذهاب رأس مال الانسان في هلاك نفسه وعمره بالمعاصي
وهما اكبر رأس ماله
القول بان الانسان هنا هو الكافر بدليل انه استثنى المؤمنين قول غريب جدا
فكيف يستثني الكافرين من المؤمنين، الا اذا قيل انه استثناء منقطع، وهذا فيه كثير من التمحل
بل الصواب ان تقول انه اراد به جنس الانسان، ثم استثنى من جنس الانسان المؤمنين،
فيكون الجميع في خسران الا من استثنى (الالف واللام في الانسان للجنس أي جنس النسان)
الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات: جمعوا بين الايمان وعمل الصالحات:
وتواصوا بالحق: أي اوصى بعضهم بعضا،
بالحق: بالقرآن قاله الحسن وقتادة
وقال مقاتل: بالايمان والتوحيد، وبمطلق الحق ايضا
وتواصوا بالصبر: على اداء الفرائض واقامة امر الله تبارك وتعالى
روى ابن عون عن ابراهيم قال: اراد ان الانسان اذا عمر في الدنيا وهرم
لفي نقص وتراجع الا المؤمنين فانهم يكتب لهم اجورهم ومحاسن اعمالهم
التي كانوا يعملونها في شبابهم وصحتهم، وهذا قول وجيه
وتذكر به قول المفسرين في سورة التين: ثم رددناه اسفل سافلين الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حق المسافر والمريض بانه يكتب له من العمل
ما كان يعمله وهو صحيح مقيم، وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى