تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ .. أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (الأنفال: 4)

و الله المستعان وبه التوفيق.

تنقسم الهداية في كتاب الله إلى قسمين:-

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (البقرة: 159)

القسم الأول: هداية الدلالة، وهي التي تثبت صدق الرسالة و المرسل لجميع العباد إثبات قطعي الدلالة بلا أدنى شك ويطلق عليها في كتاب الله الآيات البينات وهي في كتاب الله تتمثل في الإعجاز اللغوي في جميع مجالات اللغة العربية، والإعجاز العلمي في جميع مجالات العلوم والمعارف و دليلها في كتاب الله قول الله عز وجل {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} (الحج: 16)

القسم الثاني: هداية التشريع الدالة على الصراط المستقيم لجميع المؤمنين و يطلق عليها الآيات المبينات وتتمثل في جميع ما شرّع الله من أمر ونهيٍ لعباده و دليلها في كتاب الله قول الله عز وجل {لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (النور: 46)

وهذه الآيات البينات والمبينات إذا اجتمعت في آية واحدة يطلق عليه صفة هي (البرهان) في حالة الدليل على الفعل و مشروعية الفعل مثال قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (البقرة:178) هذه الآية بينة (الدلالة) معجزة من حيت انه ليس في مقدور احد أن يأتي بمثلها و مبينة (لشرع الله عز وجل) مبينة كيف نطبق شرع الله فهي برهان ونقول كل بينة مبينة برهان هذا الوجه الأول، ونفس الآية قرآن من حيث الآية مقرونة هدى وبينة من الهدى، ونفرق بها بين الحق و الباطل مثل قول الله عز وجل {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة: 185) وإذا عكسنا القاعدة هكذا مبينة بينة تصبح (هدى، قرآن) وهذا الوجه الثاني للآيات البينات و المبينات، هذا الاستنتاج الأول من الآيات البينات و المبينات في كتاب الله و شرحنا هذا في بحث منفرد في التفريق بين القران و البرهان لمن يريد المزيد ثم نأتي إلى:

الأفعال الإرادية و المشيئة:

الفعل ينقسم إلى قسمين:-

يريد و أراد:-

يريد:- هذه الكلمة تطلق على عموم السبب مثل قوال الله عز وجل {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً} (الكهف:77) أي وجود مجموعة الأسباب من تشقق و تحلل المواد التي تؤدى إلى قض الجدار وقوله عز وجل {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً} (النساء: 27) أيْ أن الله جعل مكفرات الذنوب لهذا السبب ليتوب عليكم و المكفرات مجموعة كثيرة من الأساليب، أي مجرد وجود اثر الأسباب فقط.

أراد:- و هو مشتق من يريد أراد و يطلق على قصد الفعل المراد، ولا تطلق كلمة أراد على فاعل إلا من كان يملك القدرة و الاستطاعة وهي ما يقوم عليها الفعل المراد مثال قول الله عز وجل {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ} (التوبة: 46) أي قصد الفعل بمعنى إعداد ما يقوم عليه فعل القتال و الخروج إليه وقوله عز وجل {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} (الأنبياء: 70) أي يعنى بقوله أرادوا به كيداً انه كان عندهم السبب وهو نقمتهم على إبراهيم بسبب تحطيم آلهتهم و وجود القدرة على الفعل و وجود الاستطاعة وهي ما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير