قوله تعالى: {وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ, لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى: {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ} [الطور:23] , وفي المائدة في الكلام على قوله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة:90].
قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ, وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}.
قد قدمنا الكلام عليه في سورة الطور، في الكلام على قوله تعالى: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الطور:22].
قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة البقرة في الكلام على قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [البقرة:25]، وفي الصافات في الكلام على قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} [الصافات:48] , وفي غير ذلك من المواضع.
قوله تعالى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيما إلا قِيلاً سَلاماً سَلاماً}.
قد قدمنا الكلام عليه بإيضاح في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلَّا سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً} [مريم:62] , وتكلمنا هناك على الاستثناء المنقطع وذكرنا شواهده من القرآن وكلام العرب، وبينا كلام أهل العلم في حكمه شرعا.
قوله تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ, وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ, وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ, لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ}.
أما قوله: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة النساء في الكلام على قوله تعالى: {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً} [النساء:57] , وأما قوله: {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ}
فقد دلت عليه آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد:15] وقوله: {إن المتقين في جنات وعيون} وقوله: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ} [الأعراف:50] , إلى غير ذلك من الآيات.
والمسكوب اسم مفعول سكب الماء ونحوه إذا صبه بكثرة، والمفسرون يقولون: إن أنهار الجنة تجري في غير أخدود، وأن الماء يصل إليهم أينما كانوا كيف شاءوا، كما قال تعالى: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} [الإنسان:6] , وأما قوله: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ} , فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الطور:22].
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ}.
الضمير في {أَنْشَأْنَاهُنَّ} , قال بعض أهل العلم: هو راجع إلى مذكور، وقال بعض العلماء. هو راجع إلى غير مذكور، إلا أنه دل عليه المقام.
فمن قال إنه راجع إلى مذكور، قال هو راجع إلى قوله: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} قال: لأن المراد بالفرش النساء، والعرب تسمي المرأة لباسا وإزارا وفراشا ونعلا، وعلى هذا فالمراد بالرفع في قوله: {مَرْفُوعَةٍ} رفع المنزلة والمكانة.
ومن قال: إنه راجع إلى غير مذكور، قال: إنه راجع إلى نساء لم يذكرن، ولكن ذكر الفرش دل عليهن. لأنهن يتكئن عليها مع أزواجهن.
وقال بعض العلماء: المراد بهن الحور العين، واستدل من قال ذلك بقوله: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} لأن الإنشاء هو الاختراع والابتداع.
وقالت جماعة من أهل العلم: أن المراد بهن بنات آدم التي كن في الدنيا عجائز شمطا رمصا، وجاءت في ذلك آثار مرفوعة عنه صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا القول: فمعنى {أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} أي خلقناهن خلقا جديدا.
وقوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُنَّ} أي فصيرناهن أبكارا، وهو جمع بكر، وهو ضد الثيب.
وقوله: {عُرُباً} قرأه عامة القراء السبعة غير حمزة وشعبة عن عاصم {عُرُباً} بضم العين والراء، وقرأ حمزة وشعبة: "عُرْباً" بسكون الراء، وهي لغة تميم، ومعنى القراءتين واحد، وهو جمع عروب، وهي المتحببة إلى زوجها الحسنة التبعل، وهذا هو قول الجمهور. وهو الصواب إن شاء الله.
ومنه قول لبيد:
¥