تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويعبر بالكتاب عن الحجة الثابتة من جهة الله نحو: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير} [الحج/8]، {أم آتيناهم كتابا من قبله} [الزخرف/21]، {فأتوا بكتابكم} [الصافات/157]، {وأوتوا الكتاب} [البقرة/144] (الآية: {وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون})، {كتاب الله} [النساء /24]، {أم آتيناهم كتابا} [فاطر/40]، {فهم يكتبون} [الطور/41] فذلك إشارة إلى العلم والتحقق والاعتقاد، وقوله: {وابتغوا ما كتب الله لكم} [البقرة/187] إشارة في تحري النكاح إلى لطيفة، وهي أن الله جعل لنا شهوة النكاح لنتحرى طلب النسل الذي يكون سببا لبقاء نوع الإنسان إلى غاية قدرها، فيجب للإنسان أن يتحرى بالنكاح ما جعل الله له على حسب مقتضى العقل والديانة، ومن تحرى بالنكاح حفظ النسل وحصانة النفس على الوجه المشروع فقد ابتغى ما كتب الله له، وإلى هذا أشار من قال: عنى بما كتب الله لكم الولد (وهو قول ابن عباس.

انظر: الدر المنثور 1/ 479)، ويعبر عن الإيجاد بالكتابة، وعن الإزالة والإفناء بالمحو. قال: {لكل أجل كتاب} [الرعد/38]، {يمحو الله ما يشاء ويثبت} [الرعد/39] نبه أن لكل وقت إيجادا، وهو يوجد ما تقتضي الحكمة إيجاده ويزيل ما تقتضي الحكمة إزالته، ودل قوله: {لكل أجل كتاب} [الرعد/38] على نحو ما دل عليه قوله: {كل يوم هو في شأن} [الرحمن/29] وقوله: [{وعنده أم الكتاب} [الرعد/ 39]، وقوله: {وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب} [آل عمران/78] فالكتاب الأول: ما كتبوه بأيديهم المذكور في قوله: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم} [البقرة/79]. والكتاب الثاني: التوراة، والثالث: لجنس كتب الله، أي: ما هو من شيء من كتب الله سبحانه وتعالى وكلامه] (ما بين [] نقله الزركشي في البرهان 4/ 97)، وقوله: {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان} [البقرة/53] فقد قيل: هما عبارتا عن التوراة، وتسميتها كتابا اعتبارا بما أثبت فيها من الأحكام، وتسميتها فرقانا اعتبارا بما فيها من الفرق بين الحق والباطل.

وقوله: {وما كان لنفس أن تموت إلا بأذن الله كتابا مؤجلا} [آل عمران/145] أي: حكما {لولا كتاب من الله سبق لمسكم} [الأنفال/68]، وقوله: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله} [التوبة/36] كل ذلك حكم منه. وأما قوله: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم} [البقرة/79] فتنبيه أنهم يختلقونه ويفتعلونه، وكما نسب الكتاب المختلق إلى أيديهم نسب المقال المختلق إلى أفواههم، فقال: {ذلك قولهم بأفواههم} [لتوبة/30] والاكتتاب متعارف في المختلق نحو قوله: {أساطير الأولين اكتتبها} [الفرقان/5].

وحيثما ذكر الله تعالى أهل الكتاب فإنما أراد بالكتاب التوراة والإنجيل، أو إياهما جميعا، وقوله: {وما كان هذا القرآن أن يفترى} إلى قوله: {وتفصيل الكتاب} [يونس/37] (الآية: {وما كان هذا القرآن أن يفتري من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين})، فإنما أراد بالكتاب ههنا ما تقدم من كتب الله دون القرآن؛ ألا ترى أنه جعل القرآن مصدقا له، وقوله: {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا} [الأنعام/114] فمنهم من قال: هو القرآن، ومنهم من قال: هو القرآن وغيره من الحجج والعلم والعقل (أخرج ابن أبي حاتم من طريق مالك بن أنس عن ربيعة قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل الكتاب، وتررك فيه موضعا للسنة، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك فيها موضعا للرأي. انظر: الدر المنثور 3/ 344)، وكذلك قوله: {فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به} [العنكبوت/47]، وقوله: {قال الذي عنده علم من الكتاب} [النمل/40] فقد قيل: أريد به علم الكتاب، وقيل: علم من العلوم التي آتاها الله سليمان في كتابه المخصوص به، وبه سخر له كل شيء، وقوله: {وتؤمنون بالكتاب كله} [آل عمران/119] أي: بالكتب المنزلة، فوضع ذلك موضع الجمع؛ إما لكونه جنسا كقولك: كثر الدرهم في أيدي الناس، أو لكونه في الإصل مصدرا نحو: عدل، وذلك كقوله: {يؤمنون بما أنزل إليك من قبلك} [البقرة/4] وقيل: يعني أنهم ليسوا كمن قيل فيهم: {ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض} [النساء/150]. وكتابة العبد: ابتياع نفسه من سيده بما يؤديه من كسبه، قال: {والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم}

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير