كان من الذين أيضاً عايشهم الشيخ من طلابه في مدينة حلب وينزل عندهم الشيخ/ ناصر السرمانين، وهذا الرجل ما زال حياً ولكنه متقدم في السن، وسيرته فيها عبرة، فإنه كان سباكاً، ولكن الله هداه– تعالى- إلى اتباع منهج السلف، فدرس على الشيخ الألباني في حلب، وسافر إليه، وتخرج من عنده، وكان من المضحين، وله بيت صغير وضع جزءاً منه مكتبة ومكاناً للحلقة، وكان يبيع الخضار على دابة، وهي تمشي في الشارع، ويمسك الكتاب ويقرأ فيه، ثم صار من كبار طلبة العلم.
وممن تتلمذ أيضاً على يد الشيخ الألباني الشيخ: نافع الشامي شيخ ابنه الذي اقتنع بدعوة السلف، وكان له موقف عظيم في التجرد للحق, فإنه كان يعلّم الناس أشياء كثيرة قبل أن يهتدي إلى طريقة السلف، فلما هداه الله إليها صعد المنبر، وقال للناس: [كل ما علمتكم إياه يجب أن تراجعوني فيه؛ لأني تخليت عنه].
ومن كبار تلاميذه/ محمود مهدي الاستنبولي -رحمه الله- ثم صار بعد ذلك من كبار تلاميذ الشيخ/ عبدالرحمن الباني المقيم في الرياض.
ومن طلابه عبدالرحمن النحلاوي، وزهير الشاوش، وراتب النفاخ، وراتب الحموش، وغيرهم.
أقسام طلابه:
كان له صفوة من تلاميذه يذهبون معه في أسفاره، ويمكن أن يقسم تلاميذ الشيخ الألباني إلى ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: من لازموه علماً وعملاً ودعوة، وهؤلاء لا يزيدون على عشرة، والذين اشتهروا بالعلم، ومنهم/ محمد نسيب الرفاعي -رحمه الله- ومحمد عيد العباسي، وخير الدين واني، صاحب كتاب/ إصلاح المساجد من البدع والعقائد، فكان لهم درس خاص مع الشيخ يقرؤون فيه الطحاوية، ومصطلح الحديث، وكان يخرج معهم في مخيم للقراءة، ويعقد لهم درساً خاصاً فيه تفاصيل عقدية.
الطبقة الثانية: حضروا دروسه بكثرة، وتأثروا بمنهجه، وصاروا دعاة، ولكن ليسوا من أهل العلم الأقوياء.
الطبقة الثالثة: حضروا بعض لقاءاته، وتأثروا بكتبه، وساروا على نهجه في التحقيق، ولكنهم لم يقرؤوا عليه كتباً، ولم يحضروا دروسه في الولاء والبراء، ولم يتربوا على يديه، وهؤلاء فيهم دخن، و مصائب ومشكلات، وفي مثل هؤلاء كان الشيخ يقول: [علمنا وما ربينا].
منن يعترف بها الألباني لأبيه:
يقول: [لأبي عليّ منن، ومن أهمها اثنتان:الهجرة بي إلى دمشق، فخلّصني من جو ألبانيا الشيوعي، ولو قضيت هناك وأنا صغير العمر لما دريت ماذا كان يحدث].
والثانية: أنه علمه صنعة الساعات تكفيه قوت يومه.
بعض مهاراته:
إضافة إلى أنه كان عالم زمانه في علم الحديث إلا أنه كانت له مهارات أخرى منها:
1 - النجارة: وقد سبق الحديث عنها.
2 - قيادة السيارة: فهوفي قيادتهامن أمهر السائقين، وعنده سرعة مع إتقان.
3 - إصلاح السيارات: ولذلك لما تعطلت السيارة بهم عدة مرات في أسفار دعوية كان يصلحها بنفسه؛ كما حصل في أحدى الأسفار.
4 - السباكة والكهرباء: كان له نظرات حتى في الأشياء الدنيوية مثل السباكة والكهرباء، ولا يقبل التصليح بدون أن يعرف الخلل؛ بل إذا اشترى شيئاً يستفسر من صاحبه؛ يقول الشيخ عدنان وهو من تلاميذه: [وقفت معه مرة يشتري راديو فيسأل كم الموجات؟ وكم قوتها؟ وكم تستمر البطارية؟ وكم كذا؟ وأين صنع؟ فقلت له يا شيخ! كل هذا التدقيق على الراديو، قال: أتظن أننا لا ندقق إلا في علم الحديث، إن الدقة في كل الأشياء، ولسنا نرفض التقليد فقط في الدين، وإننا حتى في هذه الأشياء لا نقلد].
5 - معرفته بالنجوم:
لقد استنتج الشيخ أن التقويم الموجود في بعض البلدان مخطئ في تحديد وقت صلاة الفجر؛ فإنه خرج عدد مرات خارج البلد وقت زوال القمر؛ ليطّلع على نور الفجر، وتوقيت صلاة الفجر ووصل إلى قناعة بأن بعض المؤذنين يؤذنون قبل وقت الفجر، كما هو في عمان.
وهذه مسألة خطيرة يترتب عليها صحة صلاة الفجر، وصحة صيام الناس، فلم يكن يقلد حتى الفلكيين، وإنما ينظر بنفسه.
مناظراته:
¥