وقال العلامة ابن عثيمين عند المسائل في كتاب التوحيد:
باب قول ماشاء الله وشئت.
الثانية: فهم الإنسان إذا كان له هوى. أي: إذا كان له هوى فهم شيئاً، وإن كان هو يرتكب مثله أو أشد منه، فاليهود مثلاً أنكروا على المسلمين قولهم: " ما شاء الله وشئت " وهم يقولون أعظم من هذا، يقولون: عزير ابن الله، ويصفون الله تعالى بالنقائض والعيوب.
ومن ذلك بعض المقلدين يفهم النصوص على ما يوافق هواء، فتجده يحمل النصوص من الدلالات ما لا تحتمل.
كذلك أيضاً بعض العصريين يحملون النصوص ما لا تحمله حتى توافق ما اكتشفه العلم الحديث في الطب والفلك وغير ذلك.
كل هذا من الأمور التي لا يحمد الإنسان عليها، فالإنسان يجب أن يفهم النصوص على ما هي عليه، ثم يكون فهمه تابعاً لها، لا أن يخضع النصوص لفهمه أو لما يعتقده، ولهذا يقولون: استدل ثم اعتقد، ولا تعتقد ثم تستدل، لأنك إذا اعتقدت ثم أستدللت ربما يحملك اعتقادك على أن تحرف النصوص إلى ما تعتقده كما هو ظاهر في جميع الملل والمذاهب المخالفة لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، تجدهم يحرفون هذه النصوص لتوافق ما هم عليه، والحاصل أن الإنسان إذا كان له هوى، فإنه يحمل النصوص ما لا تحتمله من أجل أن توافق هواه.
القول المفيد2/ 347.
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
((حكم تفسير القران .. بنظريات علمية حديثة.)).
.. تحت هذا العنوان كتب فضيلته بمجلة الدعوة [العدد 1447 الخميس 21 محرم 1415هـ الموافق 30 يونيو 1994] صـ 23، وبعد أن لخّص كلاما لشيخ الإسلام ابن تيميه في التفسير:
انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القران بتفسير لم يرد في الكتاب والسنة،وأنه تفسيرٌ باطلٌ ..
.. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين يفسرون القران حسب أفهامهم وآرائهم ..
أو يفسرون القرآن بنظريات حديثة من نظريات الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ للقرآن الكريم ..
؛ وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض أصحابه فعلوه عن حسن نيّة وإظهاراً لمكانة القرآن .. إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز ..
قال صلى الله عليه وسلّم: (من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار.)
.. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ كما هو معلوم عند العلماء المحققين ..
والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل
وصلّى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وآله وصحبه.
وكذلك للعلامة الفوزان في كتابه (التبيان في بيان أخطاء بعض الكتاب) ص27 كلاما جميلا حول هذا الموضوع وردا على المنادين بهذا النوع من التفسير فليرجع اليه.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[24 May 2005, 06:13 ص]ـ
أخشى أن يفهم القارئ لما سطره الأستاذ أبو بيان معارضة المتخصصين في التفسير والدراسات القرآنية بعامة للتفسير العلمي أو الإعجاز العلمي أو ما شئت من تسمية إذا فهم المقصود. لأنه قد يقول قائل: كيف يدعو أمثال الدكتور زغلول النجار إلى الله إذا قيل لهم توقفوا عن فهم القرآن كما تشاءون أو كما تظنون. لأن هناك قواعد للتفسير أغفلتموها لعدم اطلاعكم عليها، أو نسيانها. وهم يرون أنهم باطلاعهم على هذه الحقائق العلمية التي تتعلق بعلم الأرض أو الفيزياء أو الطب أو غير ذلك من العلوم التجريبية يملكون أدوات فعالة للدعوة إلى الله، وخاصة في أوساط غير المسلمين من طبقة العلماء والباحثين، ولهم في ذلك قصص وشواهد تؤيد موقفهم.
ولذلك فإنني أقترح على القائمين على هذا الموقع تخصيص حلقة علمية لنقاش موضوع التفسير العلمي، ويا حبذا لو تفضل الدكتور مساعد الطيار ببسط النقاط التي أشار إليها الأخ أبو بيان حيث لم يظفر بعضنا باستماعها، وفي رأيي أن الحاجة إلى تقريب وجهات النظر في هذا الموضوع أولى من تنافرها واختلافها، إذا الغرض النبيل يجمع الأراء، وشقة الخلاف ليست بعيدة فيما يبدو لي. وإن كان للقرآن جناب ينبغي أن يصان من أن يقول فيه كل أحد بغير علم، وأما صاحب العلم والدليل فحيا هلا به. والله أعلم.
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[24 May 2005, 07:32 ص]ـ
أرى أن كل طرف قد بالغ في التحمس لرأيه، مع أنّ الحق بينهما، ولا حاجة لافتعال تناقض واختلاف بين الطرفين
¥