تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عقيدتهم في الإله، فيدّعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون، وجعل لها تأثيراً عظيماً على حياتنا وصحتنا وروحانياتنا وعواطفنا وأخلاقياتنا، ومنهجنا في الحياة!!

وهذه الطاقة غير قابلة للقياس بأجهزة قياس الطاقة المعروفة، وإنمايدّعى قياسها بواسطة "البندول"، فبحسب اتجاه دورانه تُعرف الطاقة السلبية من الطاقة الإيجابية، وبعضهم يستخدم "كاميرا كيرليان" التي تصور التفريغ الكهربائي أو التصوير "الثيرموني"، أو تصوير شرارة "الكورونا"، أو جهاز الكشف عن الأعصاب ويزعمون أن النتائج الظاهرة هي قياسات "الطاقة الكونية" في الجسد!! في محاولة منهم لجعل "الطاقة الكونية" شيئاً يقاس كالطاقة الفيزيائية؛ لتلبس لبوس العلم، ولتوحي ببعدها عن المعاني الدينية والفلسفات الوثنية، مستغلين جهل أغلب الناس بهذه الأجهزة وحقيقة ما تقيس.

ومن ثم فهذه الطاقة المسماة "الطاقة الكونية" لا يعترف بها العلماء الفيزيائيون فليست هي الطاقة التي يعرفون، ولا يعترف بها علماء الشريعة والدين، فليست الطاقة التي قد يستخدمونها مجازاً بمعنى الهمة أو الإيمانيات العالية ونحوه، إذ كلا الطاقتين لاعلاقة لها بطرائق الاستمداد التي يروج لها أهل "الطاقة الكونية"، وهي عقائد أديان الشرق وبخاصة الصين والهند والتبت وهي ما يروج له حكمائهم الروحانيين وطواغيتهم قديماً وحديثاً.

وتسمى هذه الطاقة بأسماء مختلفة بحسب اللغة، وتمرين الاستمداد فهي طاقة "التشي"، وطاقة "الكي"، وتسمى "البرانا" و"مانا". ويزعم مروجوها من المسلمين -جهلا أو تلبيساً-: (أنها المقصودة بمصطلح "البركة" عند المسلمين!! فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة، ويستشعرها المسلم في وقته وصحته وروحانيته) وتعجب عندما ترى هؤلاء المروجين يؤكدون أنها "بركة" ليست خاصة بدين معين، ولا تختص بالمسلمين دون غيرهم، بل إن حظ "المستنيرين" من أهل ديانات الشرق منها أكبر بكثير من أكثر المسلمين اليوم لغفلة المسلمين عن "جهاز الطاقة" في "الجسم الأثيري"، وعدم اهتمامهم بـ"شكراته ومساراته"!!

وتنقسم "الطاقة الكونية" إلى طاقة إيجابية وهي الموجودة في الحب والسلام والطمأنينة ونحوها، وطاقة سلبية وهي الموجودة في الكره والخوف والحروب ونحوها.لذا يطالب معتنقوها بمن فيهم من المسلمين بتصفية النفوس والعالم من (الطاقات السلبية) أي لابد من القضاء على الكره والخوف من قلوب العالمين!!! والقضاء على مسبباتها من النقد والجدال والحروب!! والأمر لدى المسلم في غاية الوضوح - بفضل الله الذي تكفل بحفظ الدين فتربت الأمة على نصوص الوحيين - فلا يمكن أن يقوم إيمان إذا انتهت هذه العواطف الإيمانية من قلوب المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: "وما الإيمان إلا الحب والبغض " وكيف تقوم العقيدة بلا ولاء وبراء، وكيف ترفع راية "لا إله إلا الله" بلا جهاد! وكيف تتحقق الخيرية في الأمة بلا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر؟! وقد سمى الشيخ "محمد قطب" هذه المشاعر في كتابه "منهج التربية الإسلامية": الخطوط المتقابلة في النفس البشرية، وأكد بفكره النيّر، وفهمه لنصوص الوحيين أنه لابد من تربية هذه "الخطوط المتقابلة" بصورة متوازنة بما أسماه التربية بتفريغ الطاقة، فلابد أن يحافظ على الحب في النفس نابضاً محركاً ولابد من تفريغه في حب الله ورسوله والمؤمنين، وحب الطاعات. كما يجب أن يحافظ على الكره والبغض ويفرغ في اتجاه المعاصي وأعداء الله من المشركين، ولابد من حرب على الذين يحادون الله ورسوله -وفق الأحكام المفصّلة في مظانها - وإلا لما قام الإيمان ولا تم الإسلام.ومن المؤسف أن ينخدع بفكر "الطاقة الكونية" فئام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بل ويتصدون لنشر تطبيقاته في المجتمع المسلم وهذه البلاد الطيبة. مما ينذر بعودة الوثنية والقضاء على عقيدة الولاء والبراء تدريجياً.

طرق استمداد الطاقة الكونية (وسائل الحلول والاتحاد):

يتم استمداد الطاقة الكونية بعدد من الوسائل والتدريبات والأنظمة الحياتية والاستشفاءات. وكلما تعاضدت الوسائل كانت النتيجة فاعلة أكثر وكان الوصول أسرع –بزعمهم- للاستنارة " enlightment" . وفيما يلي سأذكر الطرق التي يتم التدريب عليها عندنا في هذه البلاد المباركة وللأسف!!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير