تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[21 Jun 2005, 03:59 ص]ـ

قال الله تعالى في حق بني إسرائيل:? وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ? (البقرة:248)

أولاً- وقف صاحب كتاب (أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن) عند قوله تعالى:? فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ? من الآية الكريمة السابقة في فصل (تعليقات على القرآن)، فقال:” سكينة: تعريب العبراني (شخينة). أي: الحضرة الإلهية في التابوت (خروج: 25/ 22)، ثم قال معلقًا: فانظروا، كيف فهموها؟ “.

وأضاف قائلاً:” اختلفوا في معنى {السكينة}: عن علي بن أبي طالب: هي ريح خجوج هفافة، لها رأسان، ووجه كوجه الإنسان .. وعن مجاهد: هي شيء، يشبه الهرة، له جناحان .. وعن ابن عباس: هي طشت من ذهب الجنة، كان يُغسل فيه قلوب الأنبياء .. قال وهب: هي روح من الله، تتنبأ لهم .. وقال قتادة الكلبي: هي فَعيلة، من السكون. أي: طمأنينة “.

ثانيًا- هذه الأقوال التي ذكرها هذا الإنسان موجودة في كتب التفسير، وكل قول منها منسوب إلى صاحبه كما يقول. وقد قال الإمام القرطبي معقبًا عليها:” وفي صحيح مسلم عن البراء قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين، فتغشته سحابة، فجعلت تدور وتدنو، وجعل فرسه ينفر منها، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت بالقرآن. وفي حديث أبي سعيد الخدري: أن أسيد بن الحضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده الحديث، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم. أخرجه البخاري ومسلم.

فأخبر صلى الله عليه وسلم عن نزول السكينة مرة، ومرة عن نزول الملائكة، فدل على أن السكينة كانت في تلك الظلة، وأنها تنزل أبدًا مع الملائكة. وفي هذا حجة لمن قال: إن السكينة روح، أو شيء له روح؛ لأنه لا يصح استماع القرآن إلا لمن يعقل .. والله أعلم “.

هذا ما قاله الإمام القرطبي، والله سبحانه وتعالى ذكر {السكينة} في القرآن الكريم في ستة مواضع؛ منها آية البقرة هذه. قال الإمام السيوطي:” وكل سكينة في القرآن طمأنينة؛ إلا التي في قصة طالوت؛ فهي شيء كرأس الهرة له جناحان “ (الإتقان1:/418).

وقال ابن قيَّم الجوزية:” قال ابن عباس رضي الله عنهما: كل سكينة في القرآن فهي طمأنينة؛ إلا التي في سورة البقرة “.

وكان الإمام الطبري قد حكى تلك الأقوال وغيرها، ثم قال كعادته:” وأولى الأقوال بالحق في معنى (السكينة) ما قاله عطاء بن أبي رباح من الشيء، تسكن إليه النفوس من الآيات التي تعرفونها؛ وذلك أن {السكينة} في كلام العرب (الفعيلة)، من قول القائل: سكن فلان إلى كذا وكذا، إذا اطمأن إليه وهدأت عنده نفسه، فهو يسكن سكونًا وسكينة؛ مثل قولك: عزم فلان هذا الأمر عزمًا وعزيمة، وقضى الحاكم بين القوم قضاء وقضية “.

وانتهى الإمام الطبري من ذلك إلى القول:” وإذا كان معنى {السكينة} ما وصفت، فجائز أن يكون ذلك على ما قاله علي بن أبي طالب على ما روينا عنه، وجائز أن يكون ذلك على ما قاله مجاهد على ما حكينا عنه، وجائز أن يكون ما قاله وهب بن منبه، وما قاله السدي؛ لأن كل ذلك آيات كافيات تسكن إليهن النفوس، وتثلج بهن الصدور .. وإذا كان معنى السكينة ما وصفنا، فقد اتضح أن الآية، التي كانت في التابوت، التي كانت النفوس تسكن إليها لمعرفتها بصحة أمرها؛ إنما هي مسماة بالفعل، وهي غيره، لدلالة الكلام عليه “ ..

فتأملوا قبل أن تحكموا!!

ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[26 Jun 2005, 01:20 م]ـ

من حوار العلماء في منتديات الفصيح حول (السكينة التي في التابوت):

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=6973

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير