تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Jul 2005, 12:05 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

عندي توضيح آخر في السؤال الذي قمت بطرحه والذي وصفه أخي الكريم أبو عمار بكونه عجيب جداً فأقول وبالله التوفيق:

كما هو معلموم أنّ الميم والنون يتفقان في الصفات ويختلفان في المخرج فالفرق بينهما في الصوت ناتج عن اختلافهما في المخرج. ففي حالة إخفاء النون ينفصل طرف اللسان من الحنك الأعلى فتنعدم ذات النون ويبقى صوت الغنّة الذي يخرج من الخيشوم. ولو تركنا الفرجة في الميم المخفاة ينعدم ذات الميم لانفصال الشفتين من بعضهما ويبقى صوت الغنّة من الخيشوم. فلو تأملنا جيّداً هذا الحالة نجد أنّه لا يوجد فرق بين النون والميم المخفاتين في الصوت لعدّة أسباب:

أوّلاً: انعدام ذاتهما إذ المخرج الذي كان سبباً في اختلافهما قد زال بانفصال طرف اللسان من الحنك بالنسبة للنون وانفصال الشفتين بالنسبة للميم.

ثانياً: أتفاقهما في الصفات

ثالثاً: بقاء الغنّة كاملة عند أخفائهما

رابعاً: ليس هناك فؤق في الصوت عند إخفاء النون عند الباء بالإقلاب وبدون الإقلاب وهذا ملموس تطبيقياً لمن تأمّل. ولو وُجِد فرق قليل كان بسبب تحريك الشفة فقط.

خامساً: سبب إخفاء الميم عند الباء هو انطباق الشفتين فيهما ولولا ذلك لامتنع الإخفاء كما امتنع إخفاء الميم عند الواو حيث أنّ الواو تخرج من بين الشفتين لكن بانفتاحهما وهذا الانفتاج سبب في تباعد الحرفين وهذا الذي أدّى إلى الإظهار. وعلى هذا يتبيّن جلياً من أنّ سبب الإخفاء هو انطباق الشفتين في الميم والباء وليس مجرّد خروج الحرفين من بين الشفتين إذ لو كان كذلك لأخفيت الميم عند الواو خاصّة أنّ الواو أقرب إلى الميم من حيث الصفات مقارنة مع الباء.

فتبيّن إذاً أنّ سبب إخفاء الميم عند الباء هو انطباق الشفتين. فبالله عليك كيف نزيل هذا الانطباق بالترك الفرجة وهو كان سبباً في الإخفاء؟

وعلى ما تقدّم فلا غرابة في السؤال الذي قمت بطرحه وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحي شريف الجزائري

خامساً:

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير