تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويشير الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه: "رسم المصحف" (13)، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مهتماً بتسجيل النص القرآني في العهد المكي، ولكنه يقتصر فقط على الإشارة إلى قصة إسلام عمر بن الخطاب وإلى خبر عبد اللَّه بن أبي سرح أول كاتب للوحي في مكة.

ومن الذين أشاروا إلى الموضوع من غير سرد للأدلة وتفصيل: محمد حميد اللَّه في كتابه باللغة التركية: "تاريخ القرآن" (14)، ومحمود راميار في كتابه باللغة الفارسية: "تاريخ القرآن" (15). حيث ذكر أول آيات قرآنية مكية تضمنت ألفاظا مثبتة للكتابة، في حين تطرق الثاني إلى ذكر عدد من كُتَّاب القرآن في العهد المكي.

وفي الدراسة التي نشرتها الإيسيسكو تحت عنوان "القرآن الكريم دراسة لتصحيح ما ينشر عن الإسلام والمسلمين من معلومات خاطئة رقم 2" (16)، محاولة لإثبات كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، من خلال سرد بعض الآيات القرآنية المكية، وقصة عبد اللَّه بن أبي سرح، محاولة منها الرد على دائرة المعارف الإسلامية الصادرة في ليدن.

وفي كتاب "المستشرقون والقرآن" يحاول الأستاذ إسماعيل سالم عبد العال في صفحة واحدة الرد على بلاشير بعد أن يعرض لكلامه في نفي كتابة القرآن المكي، ولكنه بدلا من أن يأتي بأدلة مقنعة على الكتابة في مكة يسأل الكاتب بلاشير بأنه لا دليل له في نفي الكتابة، ويصف ما صدر منه على أنه تخرصات وافتراءات صدرت من مراكز الاستشراق ليس إلا. ثم يحاول إثبات الكتابة في مكة من خلال الاستشهاد بأنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم عدد من الكتاب المكيين. والغريب أن الكاتب ذكر أسماء لعدد من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم المكيين والذين تأخر إسلامهم إلى ما بعد الهجرة وبعضهم إلى قريب من فتح مكة حيث يقول: >إنه ـ بلاشير ـ يعلم أن هناك كتبة للوحي، بل يعلم أن منهم مكيين كالخلفاء الأربعة ومعاوية وخالد بن الوليد وعبد الله بن الزبير< (17). ومعلوم أن إسلام خالد ومعاوية رضي اللَّه عنهما كان بعد الهجرة بسنوات.

ويبدو أن المسألة كانت غامضة عند الدكتور فاروق حمادة في كتابه: "مدخل إلى علوم القرآن والتفسير"، حيث يقول ما نصه: >ولا يفوتني أن أشير إلى أن القرآن الكريم قد لقي نفس المنهج من الحفظ والتدوين في مكة، وإن كانت عملية التدوين لما تتضح لي بعد كثيراً، إلا أنه ورد في بعض الآثار ما يدل على ذلك منها قصة إسلام سيدنا عمر .. < (18). هذا كل ما كتبه عن الموضوع.

ولإزالة هذا اللبس والغموض عن موضوع ذي أهمية بالغة، حيث يتعلق بثلثي القرآن الكريم وهو مانزل في العهد المكي، ولجمع المادة بعد التقاطها واستخراجها واستنباطها من بطون أمهات الكتب في مكان واحد يسهل الرجوع إليه، ولإعطاء القارىء صورة كاملة وشاملة وواضحة حول عملية كتابة القرآن الكريم في العهد المكي ومصير القرآن المكي المكتوب، يجتهد الباحث في دراسة هذا الموضوع بعد التوكل على البارىء عز وجل، ومن خلال دراسة بعض الألفاظ التي وردت في القرآن المكي، وتحليل الآيات المكية والأحاديث النبوية وسرد أحداث السيرة النبوية وتتبعها.

أسئلة البحث

يتتبع الباحث في هذه الدراسة مسألة كتابة القرآن الكريم في العهد المكي ويدرسها دراسة تحليلية نقدية، من خلال الرجوع إلى أمهات كتب التاريخ الإسلامي، والسيرة النبوية، وعلوم القرآن، والتفاسير، وكتب الحديث، والتراجم، واللغة، والكتب المتعلقة بتدوين وحفظ الشعر الجاهلي، محاولاً إزالة اللبس والغموض عن هذا الموضوع المهم، وأن يجمع كل ما يتعلق بموضوع كتابة القرآن الكريم في العهد المكي في مكان واحد، مما هو متناثر في بطون الكتب، محاولاً الإجابة على سؤال مركزي شغل الباحث وهو: هل كتب القرآن الكريم في العهد المكي أم بدىء بكتابته بعد الهجرة النبوية؟ ويتبع هذا السؤال المركزي أسئلة فرعية وهي: هل تمت كتابة كل ما نزل من القرآن الكريم في العهد المكي، وهو ما يمثل ثلثي القرآن الكريم، أو أنه كتب بعضه ولم يكتب بعضه الآخر؟ وما هي الوسائل والأدوات التي تمت الكتابة عليها في العهد النبوي؟.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير