ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jul 2005, 01:51 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة.
ـ[الخطيب]ــــــــ[02 Jul 2005, 06:34 م]ـ
شكر الله لمن كان سببا في كشف الحقيقة فأنصف مظلوما وأعان مهضوما، وشكر الله لمن استقصى الحق وعمل – بعد الوصول إليه - على إذاعته ونشره
وكم نحن بحاجة إلى مراجعة الكثير من الكتب التي جعلوا بينها وبين أعلامٍ بعينها نسبا والواقع أنه ليس بينها وبينهم نسب ولا صهر، ونعتب كثيرا – وحق لنا ذلك - على المحققين الذين يستمرئون التساهل ويأنفون ركوب الصعب فيسقطون في وحل النسبة الخاطئة في الكتب التي يقومون بتحقيقها.
وكم أنصفتْ – بتوفيق الله - محكمةُ العدل العلمية مؤلفين هضموا حقهم في نسبة مؤلفاتهم إليهم بسبب العجلة التي يأباها البحث العلمي من المحققين والباحثين أو لأي سبب من الأسباب.
ويا لسعادة من يوفقه الله عز وجل إلى إنصاف المظلوم المهضوم فيرد إليه حقه، إننا مدينون لكل باحث يهون أمامه صعاب البحث والتنقيب ابتغاء قيمة العدل والإنصاف التي لا تعدلها قيمة.
وعندما قام الأديب الكبير الدكاترة زكي مبارك بتحقيق نسبة كتاب الأم إلى مؤلفه " البويطي " تلميذ الشافعي وهو الكتاب الشهير بنسبته للإمام الشافعي قال معبرا عن حالته وسعادته بما وصل إليه:
أحمد الله – جلت قدرته وتعالت أسماؤه – على أن هداني إلى تصحيح غلطة جوهرية تسير بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها سير الحقيقة، وليست من الحق في شيئ.
وملك الدنيا بأسرها لا يساوي عندي تصحيح هذه الغلطة التي درج عليها الناس منذ أجيال، وهي نسبة كتاب الأم إلى الشافعي رحمه الله، مع أن الشافعي لم يؤلف ذلك الكتاب ولم يعرفه على الإطلاق، لأنه ألف بعد وفاته بسنين ا. هـ كلام زكي مبارك
*****************
وقد كان لبعض المؤلفين فلسفة في عدم نسبة مؤلفاتهم إليهم إما تورعا من نسبة فضل إلى أنفسهم وإما ثقة في أنها ستنسب إليهم لأن الفضائل لا تخفى، يقول أبو حيان التوحيدي في الهوامل والشوامل:
مسألة ما السبب في ترفع الإنسان عن التنبيه على نفسه بنشر فضله وعرض حاله، وإثبات اسمه وإشاعة نعته وليس بعذ هذا إلا إثبات الخمول. والخمول عدم ما وهو إلى النقص ما هو لأن الخامل مجهول والمجهول نقيض المعدوم.، ولا تبارى في المعدوم ولا تمارى في الموجود.؟
وكان منشأ هذه المسألة عن حال هذا وصفها: عرض بعض مشايخنا كتاباً له صنفه علينا فلم نجده ذكر على ظهره: تأليف فلان ولا تصنيفه ولا ذكر اسمه من وجه الملك.
فقلنا له: ما هذا الرأى؟ فقال: هو شيء يعجبني لسر فيه.
ثم أخرج لنا كتباً قد كتبها في الحداثة فيها اسمه وقال: هذا أثر أيام النقص.
الجواب: قال أبو علي مسكويه - رحمه الله: إن الفضل ينبه على نفسه وليست حاجة إلى تنبيه الإنسان عليه من نفسه. وذاك أن الفضائل التي هي بالحقيقة فضائل تشرق إشراق الشمس ولا سبيل إلى إخفائها لو رام صاحبها ذلك.
وأما الشيء الذي يظن أنه فضيلة وليس كذلك فهو الذي يخفى، فإذا تعاطى الإنسان مدح نفسه وإظهار فضيلته بالدعوى تصفحت العقول دعواه فبان عواره وظهر الموضع الذي يغلط فيه من نفسه، فإن اتفق أن يكون صادقاً وكانت فيه تلك الفضيلة فإنما يدل بتكلف إظهارها على أنه غير واثق بآراء الناس وتصفحهم أو هو واثق ولكنه يتبجح عليهم ويفخر، فأما الإنسان الكبير الهمة فإنه يستقل لنفسه ما يكون فيه من الفضائل لسموه إلى ما هو أكثر منه ولأن المرتبة التي تحصل للإنسان من الفضل وإن كانت عالية فهي نزر يسير بالإضافة إلى ما هو أكثر منه.
*******************
وكاتب هذه السطور قد وفقه الله منذ أيام في كشف خطأ آخر في رسالة علمية قمت بمناقشتها بجامعة الأزهر بعنوان " البابلي ومنهجه في التفسير " حيث نسب الباحث هذا التفسير إلى الشمس محمد بن علاء الدين البابلي المتوفى سنة (1077 هـ) وهو خطأ ورثه الباحث عن دار الكتب المصرية، التي نسبته إلى الشمس البابلي، وقد ظهر لي بيقين بعد الشك الذي غمرني في صحة نسبة الكتاب للبابلي أن هذا التفسير ليس له وإنما هو لشخص آخر غيره وقد كشفت عنه بفضل الله.
¥