وقد علمت أن هذا التفسير قد سجلت عنه حوالي عشر رسائل ماجستير ودكتوراه، ما بين تحيق لنصوصه ودراسة لمنهجه، أو لغته ونحوه، وجميعها تعتمد هذا الاسم الخاطئ، والآن يتم تعديلها، حيث لم تناقش منها سوى رسالة المنهج التي قمت بمناقشتها وكشفت من خلالها عن حقيقة النسبة.
أما كيف كشفت الخطأ وكيف عالجته فلذلك قصة أخرى سأكتبها في وقت لا حق إن شاء الله في موضوع مستقل ريثما أفرغ من مشغلة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Aug 2007, 08:02 ص]ـ
هذا بحث منشور في مجلة العرب - عدد رجب وشعبان 1428هـ للأستاذ الدكتور حاتم الضامن وفقه الله.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل خلقه النبي العربي الأمين.
وبعد: فقبل عشر سنوات، وقفتُ على مخطوطة مبتورة الأول، وفيها سقط كبير في سورتَي الفاتحة والبقرة، وطمس في جملة مواضع، وهي مصوّرة عن نسخة جستر بيتي.
قرأتُ المخطوطة، فتبيّن لي أنّ مؤلِّفَها من تلاميذ أبي الحسن الحَوفي، مؤلف "البرهان في تفسير القرآن" المتوفَّى سنة 430هـ، ومن تلاميذ أبي محمد مكّي بن أبي طالب، مؤلِّف "مشكل إعراب القرآن"، المتوفَّى سنة 437هـ.
وكنتُ راغبًا في نشر هذا الكتاب وإذاعته بين الناس، إلاّ أنّ النقص الذي اعتور المخطوطة فأذهب اسم الكتاب واسم مؤلِّفه في الأوراق الساقطة من أوله حال بيني وبين ذلك.
ومرّت سنوات عجاف أحرقتْ الأخضر واليابس في عموم العراق شغلتني عن متابعة أمر هذه المخطوطة، والتنقير عن نسخة ثانية تامة لها.
وعندما هاجرت من بغداد مرغمًا إلى دبي، أطلعتني الفاضلة الدكتورة نوال، المدرّسة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي -مشكورة- على نسخة تامة للكتاب كشفتْ عن اسم الكتاب واسم مؤلِّفه.
وعلمتُ أيضًا أنّ الكتاب قد نُشر في المملكة العربية السعودية على نسخة جستر بيتي الناقصة بتحقيق د. فائزة بنت عمر المؤيد، التي اجتهدت فسمّتِ الكتاب "إعراب القرآن"، ونسبَتْه إلى أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل القرشيّ الأصبهانيّ الملقَّب بـ (قِوام السّنة).
ولستُ بصدد نقد الكتاب وعدّ الهفوات والأخطاء الكثيرة، فما إلى هذا قصدتُ، وإنما همِّي أن أُصحِّح اسم الكتاب، واسم مؤلِّفه؛ وينبني ذلك على جملة أمور هي:
الأمر الأول:
اسم الكتاب الصحيح هو: "نُكت المعاني على آيات المثاني"، كما جاء في صفحة العنوان، الملحقة بهذا البحث، من المخطوطة الثانية. وسمّاه ياقوت في "معجم الأدباء"، والقفطي في "إنباه الرواة": "النُّكت في القرآن".
الأمر الثاني:
اسم مؤلف الكتاب الحقيقي هو: علي بن فضّال المجاشعيّ، المتوفَّى سنة 479هـ، كما جاء في الصفحة الأولى من المخطوطة (تنظر ترجمته في: "معجم الأدباء" 4/ 1834، و"إنباه الرواة" 2/ 299، و"بغية الوعاة" 2/ 134، و"طبقات المفسرين" للداودي 1/ 421).
ولعليّ بن فضّال ثلاثة كتب مطبوعة.
الأمر الثالث:
إنّ المؤلِّف من تلاميذ أبي الحسن الحَوْفِيّ علي بن إبراهيم، المتوفَّى سنة 430هـ.
وقد روى عنه في ص57 من المطبوع ثلاث مرات، وفي ص359، قال:
حدّثنا أبو الحسن الحوفي عن أبي بكر الأُدْفُوني: حدّثنا أبوجعفر أحمد بن محمد النحاس. (وجاء اسم أبي بكر: الأَدفوني، في الموضعين، وهو وَهْمٌ).
الأمر الرابع:
إنّ المؤلِّف من تلاميذ أبي محمد مكّي بن أبي طالب، المتوفَّى سنة 437هـ.
قال في ص31 من المطبوع:
وسمعتُ أبا محمد مكّي بن أبي طالب بعض شيوخنا يقول: " ... ومن العجب أنّ المحققة جعلت العبارة: وسمع أبا محمد مكي بن أبي طالب بعض شيوخنا يقول. وقالت في الحاشية: في الأصل: سمعتُ، والصواب ما أثبته"!!
وقال في ص74:
وقرأ ابن عباس، فيما حدّثني أبو محمد مكي بن أبي طالب المقرئ.
الأمر الخامس:
إنّ قِوام السنة ولد سنة 459هـ، وتوفي سنة 535هـ. فكيف يروي عن الحَوفي، المتوفَّى سنة 430هـ، وعن مكي بن أبي طالب، المتوفَّى سنة 437هـ؟!!
نخلص من كل ذلك أنّ الكتاب ليس لقِوام السنة، وإنما لعليّ بن فضّال.
الأمر السادس:
نسخة جستر بيتي ناقصة الأول، وفيها سقط، وطمس، وكل هذا النقص موجود في النسخة الثانية، وقد ألحقت صورة للصفحة 12ب منها، وفيها قسم مما سقط من نسخة جستر بيتي، وهو غيض من فيض.
أمّا مقدمة الكتاب فقد ألحقتها في الصفحات الآتية، والحمد لله أولاً وآخرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
¥