بل يفضلون حكم أهوائهم على حكم الله, وهذا هو الكفر بعينه كما يقول أهل السنة والجماعة)). فأنزل الله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [المائدة /44]. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون [المائدة /45]. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون [المائدة /47]. في الكفار كلها.
رواه مسلم وأبو داود وأحمد والبيهقي وغيرهم. وهو حديث صحيح جدا صححه مسلم والوادعي (الصحيح المسند ص95) , وهو كما قالا.
وشذ وكيع بن الجراح, فرواه عن الأعمش بدون "فأنزل الله ... إلخ"؛ لأنه قد خالف أبا معاوية, وأبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير الكوفي .. أحفظ الناس لحديث الأعمش, وهو أحفظ مائة مرة لحديث الأعمش عن وكيع – مع اعترافنا بإمامة وكيع وجلالته- وإليك الدليل:
1 - قال أيوب بن إسحاق بن سافري سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا أبو معاوية أحب إلينا يعنيان في الأعمش.
2 - قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول كان أبو معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول قد صار حديث الأعمش في فمي علقما أو هو أمر من العلقم لكثرة ما يردد عليه حديث الأعمش.
3 - قال معاوية بن صالح سألت يحيى بن معين من أثبت أصحاب الأعمش قال بعد سفيان وشعبة أبو معاوية الضرير وقال عثمان بن سعيد الدارمي سألت يحيى بن معين أبو معاوية أحب إليك في الأعمش أو وكيع فقال أبو معاوية أعلم به.
4 - قال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: " قال لنا وكيع من تلزمون قلنا نلزم أبا معاوية قال أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبع مائة فقلت لأبي معاوية إن وكيعا قال كذا وكذا فقال صدق .. "
5 - قال عباس الدوري: قال يحيى (أي بن معين): كان عند وكيع عن الأعمش ثماني مائة. قلت ليحيى: كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش. قال: كانت الأحاديث الكبار العالية عنده.
6 - قال أبو زرعة الدمشقي سمعت أبا نعيم يقول لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة.
7 - قال إبراهيم الحربي قال لي الوكيعي ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية.
انظر كل هذه النقول في ترجمة أبو معاوية في تهذيب الكمال. وبهذا تعلم أنه مقدم على وكيع في الأعمش؛ لقوته فيه, ولطول الملازمة.
فتأمل –أخي القارئ- جيدا في الحديث, وما علقت أنا عليه. هداني الله وإياك إلى ما فيه الصواب. والحمد لله أولا واخرا.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[05 Jul 2005, 10:55 ص]ـ
أين أنتم أيها الأحبة في الله ... ؟!!
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Jul 2005, 01:20 م]ـ
القول الذي نسبته لابن القيم، وهو " وهذا قول الصحابة جميعاً " جاء في أكثر طبعات مدارج السالكين بلفظ: "وهذا تأويل ابن عباس وعامة [الصحابة] " وقد بحثت في صحة هذه النسبة، وبعد النظر في المأثور في تفسير هذه الآية لم يظهر لي وجه هذه الكلمة؛ لأنه لم يرو في هذا المعنى عن الصحابة ما يكفي للحكم بأنه قول عامة الصحابة، فغلب على ظني أن في الكلمة تصحيفاً، وأن الصحيح: (تأويل ابن عباس وعامة أصحابه) لأنهم هم الذين نقل عنهم هذا القول. وقد سألت الباحث علي القرعاوي أحد محققي مدارج السالكين في قسم العقيدة في كلية أصول الدين في الرياض عن هذه الكلمة، فأكد لي أن الصحيح المعتمد في أكثر مخطوطات الكتاب هو ما غلب على ظني؛ فالحمد لله على توفيقه. ثم وجدتها كذلك في طبعة أخرى بتحقيق عامر بن علي ياسين، فتبين أن الصحيح:"وعامة أصحابه".
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[05 Jul 2005, 08:38 م]ـ
بارك الله فيك, وزادك علما وفقها.
أنت لم تبد رأيك في هذا المقال, فأتحفني به أخي الحبيب إن كان في استطاعتك.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[06 Jul 2005, 01:22 ص]ـ
تعليقا على كلام أخينا في الله القحطاني, أقول:
أنا قلت في "الغزو": ((قال ابن القيم في كتاب الصلاة وحكم تاركها " وهذا قول الصحابة جميعاً "))
وما هو مذكور أعلاه إنما هو من كلام الشيخ سفر الحوالي.
فتنبه أخي القارئ, فإني قد عزوت وكذلك الحوالي لكتاب "حكم تارك الصلاة" وليس لـ "مدارج السالكين".
فلا أعرف كيف اختلط الأمر على أخينا القحطاني ... جل من لا يسهو.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[06 Jul 2005, 01:25 ص]ـ
أقبلوا إخوتي في الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Jul 2005, 05:14 ص]ـ
¥