وقد كان متصفاَ بمكارم الأخلاق؛ فكان متواضعا جداً، سمحاً ذا أدب وعفة ونزاهة، وكان محبوباً تميل إليه القلوب.
وفاته: -
توفي رحمه الله سنه 1377هـ وهو قاضى في مدينة الجوف.
فهذه نبذة موجزة عن مؤلف هذا الكتاب. ([1])
المبحث الثانى: التعريف بالكتاب وطريقة تأليفه:-
كتاب (توفيق الرحمن في دروس القرآن) مطبوع في أربعة مجلدات.
وطريقة المؤلف في كتابه هذا ذكرها في المقدمة؛ وذلك أنه جمع ما في كتابة هذا من كتب مختلفة، وأغلب ما فيه نقله من تفسير ابن جرير، وتفسير ابن كثير، وتفسير البغوى؛ فما نقله من هذه التفاسير بلفظة عزاه، وما لم ينقله بلفظه فإنه لا يعزوه.
وقد بدأ كتابه هذا بمقدمة ذكر فيها بعض الفصول التي هي عبارة عن نقولات متعددة من كتب مختلفة أشار إليها.
وهذه النقولات أكثرها يتكلم عن بعض القواعد والأصول التي يحتاجها كل مفسر للقرآن، بعضها منقول من كتاب: الفوز الكبير في أصول التفسير للدهلوي، وأكثرها منقول من مقدمة تفسير ابن كثير.
ثم ختم هذه المقدمة بفصل جعله في فضائل القرآن، وهو مأخوذ من كتاب فضائل القرآن لابن كثير، ولم يتحر في جمعه للأحاديث الواردة في الفضائل الدقة في التمييز بين المقبول والمردود؛ بل يذكر جميع الأحاديث من غير تنبيه إلي صحتها من ضعفها، وإن كان قد يعذر بإسنادها إلي من أخرجها.
وليس للمؤلف في هذه المقدمة إلا الجمع والنقل، إلا ما أشار إليه بقوله: (تنبيه) ثم ذكر رأياً له في تفسير القرآن، وهو أنه لا يحتاج إلي تفسير بعض الآيات لأنها تُعلم من خلال سياق الآيات وكلام العرب الموجودين.
وذكر بعض الحوادث الشخصية التي وقعت له أو شاهدها، يبين من خلالها أن عامه العرب يعرف المقصود من الآيات من غير حاجة إلي سماع الآثار في ذلك.
ثم قال: (والمقصود أن من كان لسانه عربياً، وفطرته مستقيمة يعرف معنى القرآن بمجرد سماعه) ([2]).
وهذا القول عند النظر والتأمل لا ينطبق إلا علي وجه واحد من وجوه التفسير الأربعة
التي ذكرها العلماء وهي: تفسير يعلمه العرب من كلامهم، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله. ([3])
فالقول والرأي الذي رآه المؤلف يمكن أن يصدق علي الوجه الأول، وهو الذى يعرفه العرب من كلامهم من غير حاجة إلي بيان من أحد. أما الأوجه الأخرى فلابد فيها من معرفة الآثار، ومن قال فيها برأيه فقد وقع في النهي الوارد في ذلك، وإلا لما كان هناك حاجه إلي بيان النبي صلي الله وعليه وسلم لكثير من الآيات ولما كان هناك حاجه إلي كتب التفسير المختلفة التي اعتنت بنقل الآثار في تفسير كلام القهار.
فهذا ما يتعلق بالمقدمة وما أورده المؤلف فيها.
أما طريقته في كتابة هذا؛ فقد قسمه إلي دروس بلغ عددها ثلاثمائة وثلاثة عشر درساً.
وراعى في تقسيمه للآيات علي هذه الدروس معاني الآيات؛ فكل مقطع متصل ببعضه وبين آياته ارتباط فإنه يجعله درساً مستقلاً. وتتفاوت هذه الدروس في عدد الآيات التي تتكون منها.
ثم بعد ذِكره للآيات التي يحويها كل درس يقسمها إلى مقاطع، ويبدأ في تفسير كل مقطع علي طريقة تفسير ابن كثير، والبغوى؛ حيث يذكر الآيات ثم يذكر معناها نقلاً عن أحد التفسيرين، أو عنهما معاً. وينقل كذلك من تفسير ابن جرير، ويذكر بعض الآثار التي يوردها في تفسيره.
وإذا نقل عن أحد من هؤلاء الثلاثة صرح باسمه في بداية النقل، وإذا نقل من غيرهم قال: قال بعض المفسرين.
وهو في كل ذلك ناقل عن الأقدمين؛ وقل أن يضيف شيئاً من عنده، ومن عادته أنه إذا أضاف شيئاً بدأه بقوله: تنبيه.
هذا ما يتعلق بطريقة المؤلف في تأليفه هذا الكتاب.
المبحث الثالث: الكتاب ماله وما عليه: -
¥