تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا التفسير من وجهة نظري ليس من التفاسير ذات القيمة العلمية المتميزة؛ وذلك أنه بعد قراءتي للمجلد الأول منه واطلاعي علي بعض المواضع في المجلد الثانى تبين لي أنه لا يستحق أن يُقدم على غيره من الكتب، وذلك أن المؤلف رحمه الله – لا يأتى بما يستحق الوقوف عليه، ولا يحسن الاختيار عند نقله من غيره، وإنما يذكر الآية ثم يذكر ما ذكر حولها المفسرون الذين أشار أنه ينقل عنهم، ولا يركز على الصحيح، بل ينقل مما يورده الذين نقل عنهم من غير تمييز بين صحيحه وضعيفه، ولا بين راجحه ومرجوحه.

والقارئ لهذا الكتاب يتبين له ذلك بوضوح وجلاء.

مميزات الكتاب وحسناته:-

الذى يستحق المدح والإشادة في هذا التفسير هو وما يلي: -

1 - التقسيم الجيد للآيات عند تفسيرها؛ فهو يقسمها إلي دروس متعددة، وقد راعى في تقسيمه للآيات علي هذه الدروس معاني الآيات؛ فكل مقطع متصل ببعضه، وبين آياته ارتباط فإنه يجعله درساً مستقلاً. وتتفاوت هذه الدروس في عدد الآيات التي تتكون منها. ثم يبدأ في تفسيرها.

وهذا التقسيم يصلح للقراءة علي عامة الناس الذين يُراد إفهامها المعنى العام للآيات وما فيها من الفوائد.

2 - حسن اختياره للكتب التي نقل عنها؛ فهو ينقل عن تفاسير ابن جرير، وابن كثير والبغوى؛ ومعلوم أن هذه التفاسير الثلاثة تعتبر أمات كتب التفسير، ومن أسلم كتب التفسير من البدع، وهي كذلك تعتبر من المصادر الرئيسية والمراجع الأساسية لأهل السنة والجماعة.

وكذلك حسن اختياره للائمة الذين يذكر أقوالهم ويستشهد بها؛ فهو غالباً لا ينقل إلا عن علماء أهل السنة مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، والشيخ عبد الرحمن بن سعدي. ([4])

3 - سلامة الكتاب من تأويل المبتدعين للآيات، واعتماده علي مذهب أهل السنة والجماعة في العقيدة. ولا غرابة في ذلك فالمؤلف يعتبر من تلاميذ أئمة الدعوة السلفية في البلاد النجدية.

هذا ما ظهر لي من مميزات وحسنات لهذا الكتاب، ولعله يوجد غيرها إلا أن هذه أبرزها.

ثانياً:- جوانب الضعف في هذا التفسير:-

1 - لم يهتم المفسر في تفسيره هذا بحسن العرض والترتيب، وإنما اكتفى بالنقل بطريقة يظهر منها العجلة، وعدم الدقة في اختيار المنقول. وقراءة الميتدئ في هذا التفسير تشتت ذهنه، وتوقعه في حيرة بسبب غياب الترتيب الجيد لما يورده من النقول في تفسيره للآيات.

2 - أن المؤلف عندما ينقل من التفاسير السابقة لا يميز بين الصحيح والضعيف، ولا الراجح والمرجوح - كما سبق أن أشرت الي ذلك -. وقل أن يذكر شيئاً من الترجيحات أو الحكم على الأقوال إلا في مواضع نقلها عن ابن القيم من كتابه التبيان في أقسام القرآن؛ فقد نقل منه في المواضع التي فيها قسم، وذكر بعض أحكام ابن القيم على بعض الأقوال في التفسير، وخاصة في الجزء الرابع من كتابه.

3 - أنه يورد بعض الأحاديث الموضوعة وبعض الإسرئيليات المخالفة للشرع.

ومن ذلك حديث ذكره في تفسير قول الله U : ? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ? (آل عمران:7)

وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الراسخين في العلم؟ فقال:» من برّت يمينه، وصدق لسانه، واستقام قلبه، ومن عف بطنه، وفرجه، فذلك من الراسخين في العلم «وعزاه لابن جرير. وهو حديث موضوع كما ذكر محقق الكتاب عبدالعزيز الزير آل أحمد.

وختم كتابه كذلك بحديث موضوع طويل نقله من كتاب: الأربعون حديثاً التي حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على حفظها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير