وإذا قبلنا أن المقصود في الآية الكريمة هذا المعنى للبيت، أي بمعنى العلاقات الأسرية، فإن وصف القرآن الكريم له بأنه أوهن البيوت يتطابق مع ما بينه الله تعالى لعباده من خلال ملاحظات العلم الحديث لحياة العناكب. ويكون وجه الشبه في المثال المضروب في القرآن الكريم واضحاً جداً حيث إن الذين يتخذون من دون الله أولياء إنما يتخذونهم لمحاولة تحقيق مصالح دنيوية حتى إذا تحققت هذه المصالح انقلبوا أعداء، إما في الدنيا أو في الآخرة، يقول تعالى: (الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف:67) وهذه العلاقة المؤقتة والمصلحة الآنية تنطبق على العنكبوت وأهل بيته كما ذكرنا.
ومن ناحية أخرى: إذا نظرنا إلى وجه الشبه في المثل المضروب بين الذين اتخذوا من دون الله أولياء وأوليائهم وبين العنكبوت وبيتها بمعنى المسكن، نجد أن الفرق كبير فالعلاقة بين الذين اتخذوا من دون الله أولياء وأوليائهم هي علاقة بين أحياء وهي علاقة محبة وصداقة ونصرة وذلك تحقيقاً لمعنى الولاية. أما العلاقة بين العنكبوت وبيتها المادي بمعنى المسكن فهي علاقة بين كائن حي وجماد فلا تتحقق الولاية بمعنى الصداقة والنصرة لعدم قدرة الجماد على التدبر والقدرة والفعل.
وتتجلى في هذه الآيات صورة من صور الإعجاز العلمي للقرآن الكريم فهذه الحقائق عن بيوت وحياة العناكب لم يتم اكتشافها إلاّ حديثاً وهي تصف بدقة واقع حال بيت العناكب على أنها أوهن البيوت حيث أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة قبل أكثر من ألف سنة من اكتشافها.
وعند النظر إلى آخر الآية المذكورة نجد أنها ختمت بقوله تعالى (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) وهذا يوحي بأنهم لم يكونوا يعلمون المقصود لأن هذه الحقيقة العلمية لم تكن معروفة للبشر وقت نزول القرآن الكريم.
وفيما يمكن أن يؤخذ على أنه إيحاء آخر على أن المقصود بالمثل يختلف عن المعنى الظاهر ما جاء في الآية التي تلي المثل وهي قوله تعالى: (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)، جعلنا الله وإياكم منهم.
وأختم بقولي: إن ما تقدم لا يعدو أن يكون خواطر واجتهادات أعرضها على أهل العلم لأستنير برأيهم داعياً الله أن يجعل فيها صلاحاً للإسلام والمسلمين، وهي اجتهادات تحتمل الخطأ والصواب فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
هذا والله أعلم وأصلي وأسلم على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[25 Jul 2005, 09:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا الذي تقول ليس رايا جديدا بل ذكره غير واحد وقد كنت اسمع هذا التفسير من مولانا العلامة فضل عباس قبل اكثر من عشرين سنة فالاولى التروي قبل بيان ان هذا الراي جديد وبالسؤال ينجلي الجواب ودمتم للخير والعلم
واقبلوا التحيات
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 Jul 2005, 01:26 م]ـ
السلام عليكم
هل أفهم من كلام الدكتور جمال المحترم أنّه يقبل بهذا التفسير؟؟
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[28 Jul 2005, 10:30 م]ـ
انظر النقاش حول ذلك مع أحد الملحدين في منتدى التوحيد
http://70.84.212.52/vb/showpost.php?p=8254&postcount=4
مع محبتي
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 Jul 2005, 01:12 ص]ـ
إلى الأخ نصر وفقه الله:جزاكم الله خيرا على هذا النقل
وأما ما ذكره الباحث فلي عنده وقفات:
قلتم سددكم الله: (غير أن العلم الحديث يثبت أن نسيج العنكبوت هو من أقوى الأنسجة الطبيعية وأن صلابته تزيد على صلابة الحديد الصلب حتى سمي بالصلب الحيوي، وأن بيت العنكبوت- المسن- هو من أقوى البيوت المعروفة من ناحية متانة نسجه الذي يستطيع أن يقاوم الرياح العاتية، ويمسك في نسجه فرائس العنكبوت فلا تستطيع منه فكاكا.)
1 - (يثبت أن نسيج العنكبوت هو من أقوى الأنسجة الطبيعية وأن صلابته تزيد على صلابة الحديد الصلب)
الآية تتكلم عن البيوت فبيت العنكبوت أوهى من أي بيت مصنوع
2 - قولكم إن صلابته تزيد على الحديد الصلب
¥