تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفرقان: جهودكم الدعوية -سواء بالكلمة أو بالقلم أو بالقدوة الحسنة- متعددة، فطلبة العلم يرون ما تقومون به من محاضرات ودروس ودورات، ومصنفاتكم بلغت (44) كتاباً -كما ذكرتم- كيف تجدون الوقت الكافي لهذا؟ وهل لكم برنامج يومي محدد؟ وإذا كان كذلك حبذا لو أخبرتنا بتفاصيل هذا البرنامج.

د. صلاح: أسأل الله القبول، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى، حقيقة الوقت يذهب بسرعة ولكن ينبغي على الإنسان أن يحسن استغلاله ويحسن تنظيمه، والبركة تأتي من الله تعالى، ذكرت في أحد كتبي -وهو (الخطة البراقة لذي النفس التواقة) - كيف ينظم المسلم وقته ويستفيد منه فائدة جيدة، حقيقة أنا عندي حرص والحمد لله على الوقت، وينبغي على أحدنا أن يستعين بالله سبحانه، ويحرص على أن لا يضيع شيئاً من وقته فيما لا فائدة فيه، يتقلل من الأمور الاجتماعية والمظاهر التي ليس لها داع مثل الزيارات غير المناسبة، وما يتبقى من الوقت يغتنمه بالاشتغال بالأعمال العلمية، ولابد للإنسان أن يجمع بين الكتابة والدعوة، بمعنى أن يخصص جزءاً من وقته للكتابة والتأليف، ويخصص جزءاً آخر لتعليم الناس وإرشادهم عن طريق الدورس والمحاضرات وغير ذلك، لأن المغالاة في الكتابة فقط وترك الناس بدون دعوة غير مناسب، وأيضاً الانشغال بالدروس فقط دون كتابة لمن عنده القدرة عليها أيضاً غير مناسب، فالحل هو الموازنة بين الكتابة والدعوة ليكون الإنسان رجل علم في جانب، ورجل دعوة في الجانب الآخر.

أما بالنسبة لبرنامجي اليومي فأحب أن أقول –بداية-: إنه ثبت من خلال التجربة أن أفضل شيء استغلال وقت ما بعد الفجر، لأن بعض الناس يضيع هذا الوقت في النوم بسبب السهر إلى وقت متأخر من الليل، برنامجي يبدأ بعد الفجر مباشرة، أستيقظ على الأذان الأول، أصلي الفجر في المسجد والحمد لله، وعندي برنامج تفسير القرآن في المسجد -مسجد عبدالرحمن بن عوف- الحمد لله عندي كل يوم درس تفسير حوالي 7 - 8 دقائق، أتناول فيه تفسير آية بشكل مختصر، بدأت بهذا الدرس قبل (16) سنة بتفسير سورة الفاتحة، وأوشكت الآن على إكمال تفسير القرآن كله، حيث وصلت إلى سورة الغاشية، لم أتوقف عن هذا الدرس إلا إذا كنت مسافراً أو مريضاً، ولعل هذا أول مرة يحصل في الأردن أن يكمل تفسير القرآن كله في مسجد واحد، وهذا بفضل الله سبحانه، الشاهد أنه بعد الفجر لا أنام، واستغل هذا الوقت الثمين المبارك، وقت صفاء الذهن، وأنجز فيه أعمالاً جيدة، ثم استغل الفترة من الشروق حتى الظهر بالكتابة والتأليف، ثم أذهب إلى الجامعة وغالباً تكون محاضراتي بين الظهر والعصر، أما فترة ما بعد العصر فتكون للدروس العامة للناس، أما في الليل فأنا لست ليليّاً وأحرص على النوم مبكراً، حتى إني في ليالي الصيف أنام بعد العشاء مباشرة.

الفرقان: صدر لكم كتابان في إعجاز القرآن: (البيان في إعجاز القرآن) و (إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني). ما الإضافة العلمية التي نجدها في الكتاب الثاني؟

د. صلاح: الكتاب الأول (البيان) كتاب أكاديمي أعد لطلاب كليات المجتمع بغرض التقدم للامتحان الشامل، وقد ألفته سنة 1989م عندما كنت مدرساً لمادة إعجاز القرآن في كلية العلوم الإسلامية، إذن فالكتاب أعد وفق مخطط خاص ولهدف معين. بعد ذلك عندما أصبحت مدرساً في كلية أصول الدين دعت الحاجة لتأليف كتاب بمستوى آخر ولهدف آخر، يليق بمستوى الدراسة الجامعية، وهو يختلف عن الكتاب الأول في المنهاج والخطة، الأول كان كتاباً تاريخيّاً إلى حد ما؛ تناولت فيه (الإعجاز القرآني ومسيرته التاريخية)، أما الكتاب الثاني فيركز على التحليلات القرآنية عن المباحث المختلفة، وهو يقوم على ثلاثة فصول: الفصل الأول مقدمات دراسة الإعجاز، الفصل الثاني -وهو صلب الكتاب- وسميته (الإعجاز البياني في القرآن)، تناولت فيه عشرين مبحثاً من الموضوعات القرآنية: الحذف والذكر، التقديم والتأخير، التعريف والتنكير، الترادف، الزيادة. الفصل الثالث يبحث في الأدلة على أن القرآن كلام الله تعالى (دلائل مصدره الرباني)، فالكتاب الثاني أشمل في الحقيقة وأكثر فائدة، وفيه تحليلات قرآنية أجود.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير