تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 Aug 2005, 05:46 ص]ـ

قال الشيخ مساعد في البند الثالث من مقاله:

3 ـ لا شكَّ أن الدعوة بالإعجاز العلمي هي أحد طرق الدعوة، وليس هو كل طرقها.

هذه الجملة –في رأيي –تعتبر من أقوى ما كتبه الشيخ في الموضوع ولها غور منهجي-تخفيه "بساطة" التعبير-فلا ينتبه اليه القاريء ....

فلو تأملنا جيدا منطوق الجملة:

" لا شكَّ أن الدعوة بالإعجاز العلمي هي أحد طرق الدعوة"

لوصل إلى ذهننا منها صدى مفهومي حاسم صياغته:

" ثمة شك في كون الاعجاز العلمي منهجا من مناهج التفسير."

فيكون الشيخ –وفقه الله- قد اتخذ الموقع الوسطي:فهو لم يطوح بالاعجاز العلمي نهائيا -لأنه أناط به وظيفة دعوية- وفي الوقت ذاته حافظ على حرم "علوم القرآن" ومنهج السلف من دخيل محتمل.

هذا المسلك, المنصف والصارم في الوقت ذاته, يذكرني بمسلك الأستاذ الكبير محمود شاكر-أبي فهر- رحمه الله تعالى. ففي مقدمته الماتعة لكتاب "الظاهرة القرآنية" لمالك ابن نبي –رحمه الله- لا يخفي إعجابه بكثير من الفقرات التي صاغها ابن نبي والتي تدرج بسهولة-اليوم- في دائرة الاعجاز العلمي ... لكن الأديب الكبير- المسكون بالمنهج ونصاعته- لم يشأ أن يجامل صاحبه ...

فلم ير في ذلك مذهبا أو منهجا في التفسير فاقصاه دون أن يغيبه قائلا:

" ....... وليس هذا هو (إعجاز القرآن) كما أسلفت بل هو أقرب إلى أن يكون بابا من (علم التوحيد) استطاع (مالك) أن يبلغ فيه غايات بعيدة ........ "

ويعني ابو فهر ب (علم التوحيد) العلم المتداول في نطاق المتكلمين والهادف الى ترسيخ العقيدة و مفرداتها بالجدل العقلي والبرهان المنطقي ...

وهكذا يتفق الباحثان علىالإهمال والإعمال: اهمال الاعجاز العلمي في دائرة تفسير القرآن والكشف عن إعجازه الحق ... وإعماله في آفاق حقول أخرى: حقل عام هو الدعوة أو حقل خاص هو علم الكلام ... ومن الطريف أن يلاحظ اتفاقهما-أسلوبيا- على "شيء من الاحتراس" في هذا الإعمال:

فأحدهما قال:" هي أحد طرق الدعوة، وليس هو كل طرقها." وثانيهما قال:" أقرب إلى أن يكون ... "

وبهذه المناسبة أشير إلى رأي (أبي فهر) في مسالة (الاعجاز العلمي) وهو رأي يسبح ضد تيار "الإعجازيين"-كما يسميهم الدكتور مساعد الطيار- وهذا بعض كلامه في المقدمة السالف ذكرها:

"وإذا صح أن قليل القرآن وكثيره سواء من هذا الوجه [يعني من وجه البيان والنظم] ثبت أن ما في القرآن جملة- من حقائق الأخبار عن الأمم السالفة ومن أنباء الغيب ومن دقائق التشريع ومن عجائب الدلالات على ما لم يعرفه البشر من أسرار الكون إلا بعد القرون المتطاولة من تنزيله- كل ذلك بمعزل عن الذي طولب به العرب وهو أن يستبينوا في نظمه وبيانه انفكاكه من نظم البشر وبيانهم , من وجه يحسم القضاء بانه كلام رب العالمين. وهاهنا معنى زائد , فإنهم إذا أقروا أنه كلام رب العالمين بهذا الدليل [يعني من وجه البيان والنظم] , كانوا مطالبين بان يومنوا بأن ما جاء فيه من أخبار الأمم وأنباء الغيب ودقائق التشريع وعجائب الدلالات على أسرار الكون ,هو كله حق لا ريب فيه, وإن ناقض ما يعرفون وإن باين ما اتفقوا على أنه عندهم أو عند غيرهم حق لا يشكون فيه. وإذن فإقرارهم من وجه النظم والبيان أن هذا القرآن كلام رب العالمين ,دليل يطالبهم بالإقرار بصحة ما جاء فيه من كل ذلك , أما صحة ما جاء فيه , فليست هي الدليل الذي يطالبهم بالإقرار بان نظم القرآن وبيانه مباين لنظم البشر وبيانهم وأنه بهذا من كلام رب العالمين.وهذا أمر في غاية الوضوح .. "انتهى.

هاأنتم ترون كيف يذهب–رحمه الله- مذهبا معاكسا لما هو مألوف .... ويتصرف في الوسائل الغايات على نحو مثير ... فقد درج الاعجازيون على حسبان "الاعجاز العلمي" وسيلة لإثبات صدق القرآن و أنه من الله رب العالمين .... (لهم من كلامهم العبارةالمصكوكة والمتكررة: "من علم محمدا هذا قبل اربعمائة عام .... ") وجاء (ابو فهر) ليقلب الميزان ليصبح "الاعجاز العلمي" مستدلا عليه لا به ... فالاصل في الاعجاز هو البلاغي والبياني .... وهو الوجه الوحيد في متناول وفهم العرب ... الذي يثبت لهم أنه من عند الله .... أما جريان الشمس والسبع الطباق ودحو الأرض فلا يفقهون من أمرها شيئا –فكيف يكون فيها معاجزة؟ - ولكنهم يؤمنون بذلك لأن القرآن المعجز ببيانه أخبرهم كذلك ...

ـ[أبو عدنان]ــــــــ[16 Aug 2008, 06:12 ص]ـ

بارك الله فيكم

ـ[راني الثبيتي]ــــــــ[16 Aug 2008, 07:46 ص]ـ

وإن تأخر الرد،

فجزى الله فضيلة الشيخ مساعد خير الجزاء على هذا الطرح الوافي

كما نسأل الله أن يجزي شيخنا عبدالرحمن خيرا على مانقله لنا

اضافة إلى أني أحب أن أنبه إلى أنه قد صدرللشيخ:خالد السبت حفظه الله أربعة أشرطة في هذا السياق أسماها (الاعجاز العلمي والعددي) من اصدارات (التقوى) تكلم الشيخ عن الاعجازا لعلمي والعددي كلاما وافيا كما هي عادته،

وإن شاءالله إذايسر الله عزوجل أن أنقل لكم بعض كلامه ليعم النفع به

وفقكم الله لطاعته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير