8 ـ إن استخدام العلوم الكونية في التفسير لم يظهر ظهورًا بارزًا عند المتقدمين إلا عند الرازي، ولا أظن أن ظهوره عند مفسر يجعله ظاهرة في التفسير، بل هو مما يُحكى كميزة من مميزات ذلك المفسِّر، سواءً أعددناها سلبية أم إيجابية.
وأما عند غير الرازي، فتجد أن بعض الفلاسفة الذين عشوا في ظل الإسلام يستخدمون بعض الآيات في كتبهم الفلسفية ـ وليست كتب تفسير ـ فيجتهدون في الموافقة بين ما في علومهم وما في القرآن.
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Oct 2005, 07:40 م]ـ
شكر الله لكم فضيلة د. مساعد ونفع بكم بالنسبة لما قدمتموه من ملاحظات حول العلم ومدلوله ومصداقيته فإني أوافقكم في ذلك تماماً مع بعض التوضيحات، ولعل صدرك يسعني وتقرؤون ما كتبته بصبر.
كما تعلمون أن مفهوم العلم عند الغرب نشأ مضطرباً وفي حالة نزع وولادة، في حالة نزع للإرهاب الذي مارسته الكنيسة على العلماء وما كانت تفرضه من تصورات يغلب عليها المصالح الشخصية باسم الدين، وفي حالة ولادة لمادية مفرطة جاءت ردة فعل على التاريخ السابق فكان المولود قزما، وكان الجو العام في أوربا هو الهزيمة النفسية والعلمية أمام العالم الإسلامي امتدت هذه الهزيمة قروناً،وكان أثر هذه الهزيمة يؤثر حتى على أدبهم وشعرهم،وبما أن ولادة العلم عندهم كانت قيصرية وغير ناجحة فقد رافق المولود الجديد ـ وهو العلم ـ تشوهات ولادية ما زلنا نعاني من خلفياتها الوراثية المعدية من جيل إلى جيل إلى وقتنا الحاضر وصار تعريف اسم المولود ـ العلم ـ هو التجربة المشاهدة المحسوسة وكل شيء لا يخضع للحس والمشاهدة والتجربة لا يعد علمياً، ثم انقسم العلم عندهم إلى الأدبيات والعلميات، وجعلوا الدين في الأدبيات ثم حرصت المدارس الاستشراقية على تعزيز هذا المعنى من خلال التركيز على بشرية القرآن وإخضاعه لدراسة الأدبية وإسقاط النظريات الأدبية الناشئة على القرآن، وأما مفهوم العلم في الإسلام فكان واضحاً واسعاً مقسماً،ولئن اختلف العلماء في كون العلم هل يحد أم لا يحد إلا أنهم اتفقوا على تقسيمات العلم الأساسية وهي العلوم اليقينية والعلوم الظنية والعلوم الاستقرائية ... وغيرذلك مما جعل مسيرة العلم في الخط العريض لها غير متعثرة مع وجود الأخذ والرد في جوانب منها.
وأني أوافقكم أيضاً في لزوم الحذر من الانخداع بكل ما يقال عنه ثوابت علمية أو حقائق علمية كما حصل في نظرية نشأة الكون التي حاول كثير من المتخصصين عرضها على أساس أنها حقيقة علمية وأراد أن يبين إعجاز القرآن في هذه الحقيقة المزعومة ـ وهي ما زالت تبحث إلى الآن ـ فأسقط المصطلحات البشرية على النصوص القرآنية في أحد المؤتمرات
وأما عن استخدام العلوم عند المتقدمين في تفسير القرآن لم يظهر بارزاً إلا عند الرازي يمكنني القول أن الغزالي سبقه نظرياً في ذلك وطبقه الرازي عملياً،ولكن لم يأخذ التفسير بالعلوم الكونية دوراً كبيراً في التفسير في بدايات الأمر لعدم ضلوع المسلمين بعد فيها ولكن كان له منحى آخر ذكرتم منه وهو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن وذكر أسرار الخليقة مع أننا نتفق أنه ليس من العلوم التجريبية وإنما هو وحي من عند الله، ولكن المطلع في تفسير الصحابة والتابعين يجد أنهم كانوا يستنبطون من القرآن علوماً نقرؤها نحن الآن تفصيلاً
وبالطريقة التي ذكرتم مثالاً لها في خلق الكون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ألف الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله ـ وهو محدث مفسر فقيه من حلب ـ ألف كتاب هدي القرآن إلى العوالم، وذكر العوالم التي وردت في القرآن الكريم وتفسيرها من أحاديث البشير صلى الله عليه وسلم
وأما عن نماذج من الإسرائيليات في التفسير العلمي فسوف أوافيك ببعض منها إن شاء الله
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Oct 2005, 07:43 م]ـ
من سورة طه الآيات 6، من تفسير القرطبي:
قوله تعالى: "له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى" يريد ما تحت الصخرة التي لا يعلم ما تحتها إلا الله تعالى وقال محمد بن كعب يعني الأرض السابعة.
¥