تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مرهف]ــــــــ[05 Oct 2005, 12:47 ص]ـ

جزاكم الله خيراً فقد أثرتم في نفسي أموراً كنت أقوم بمقارنتها قديما،وهي تعريف علوم القرآن بين المصطلح الذي يذكره العلماء ممن ألف في (علوم القرآن) وبين الواقع العملي لمن استخدم هذا المصطلح،وقد أحببت أن أكتب لكم ما كتبه الدكتور نور الدين عتر في كتابه الذي درسناه أثناء الكلية واسمه (علوم القرآن الكريم) ففيه برأيي كلام نفيس لعله يفيد لمن دقق في قراءته، فقد ذكر في الفصل الأول عنوان: التعريف العام بعلوم القرآن، فقال صـ 7و8: (هذا التعبير "علوم القرآن" يدل لغةً على أنواع العلوم التي تتصل بالقرآن الكريم، وهكذا كان يستعمل في عصور المتقدمين، فيراد به علوم تؤخذ من القرآن من علوم الشرع كالعقيدة أوالفقه أو الأخلاق أو من المعارف العامة حول الإنسان والكون والطبيعة والنبات والسماء والأفلاك.

كما يراد بـ " علوم القرآن" لغة علوم تخدم معاني القرآن مباشرة، وتوصل إليها، أو تدور حوله، أو تستمد منه، فيدخل تحت هذا التعبير بهذا الاستعمال اللغوي الثاني علوم ضخمة: مثل علم التفسير، وعلم القرآت، وعلم الرسم العثماني، وعلم إعجاز القرآن، وعلم إعراب القرآن، وسائر علوم الدين واللغة والبلاغة، وغير ذلكمن علوم درس العلماء في تآليفهم فيها القرآن كله في ضوء كل علم دراسة تفصيلية.

ثم جعل العلماء هذه العبارة: "علوم القرآن" اسم علم، يراد به معنى خاص يدل على علم خاص غير ما سبق كله، لأن هذا المعنى الجديد يختص بأنه علم واحد يجمع ضوابط تلك العلوم المتصلة بالقرآن من ناحية كلية عامة، وأما علوم القرآن بالمعنى اللغوي فإن كل علم منها يدرس القرآن كله من زاوية اختصاصه آية آية دراسة تفصيلية.

وبناء على ذلك يمكن أن نعرف " علوم القرآن" باعتباره اسماً لعلم واحد فنقول: " علوم القرآن في الاصطلاح: هو المباحث الكلية التي تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله وترتيبه وجمعه وكتابته وتفسيره وإعجازه وناسخه ومنسوخه وغير ذلك".) انتهى كلام الدكتور.

ثم علق الدكتور نور الدين في الحاشية على التعريف فقال: (ومن هنا ندرك الخطأ الواضح الذي وقع فيه من عرّف علوم القرآن فقال: هي جميع المعلومات والبحوث التي تتعلق بالقرآن ... .فقد خلط بين المعنى اللغوي، وهو يدل على علوم كثيرة، والمعنى الاصطلاحي، وهو علم واحد، ألا ترى إلى قوله "هي" .. وهكذا استمر الخطأ ... ) انتهى التعليق.

ثم قال الدكتور تحت عنوان " التصنيف في علوم القرآن صـ 8: (وبالنظر لأهمية هذا العلم كثرت الدراسات فيه في القديم والحديث، فكتب كثير من المفسرين في مقدمات تفاسيرهم بحوثاً هامة في علوم القرآن، عنوا فيها بما يتعلق بأصول التفسير وإعجازه، على مثال مقدمة الطبري لتفسيره جامع البيان، والقرطبي " الجامع لأحكام القرآن".

وصنف العلماء مؤلفات مستقلة تشمل كل علوم القرآن مثل هذه الكتب الهامة:

ـ فنون الأفنان في عيون علوم القرآن للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة 597 هـ ... ) ثم ذكر الدكتور حفظه الله البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي، وكان قد ذكر الدكتور في كتابه محاضرات في علوم القرآن الذي يدرس في كلية الشريعة في دمشق قبل كتاب ابن الجوزي، ذكر كتاب ابن الأنباري ولم يذكره في الكتاب الذي أنقل منه.

ثم قال: (وفي هذا العصر اقتصر الباحثون في هذا العلم على أهم ما يحتاج إليه الدارس في هذا العصر، اعتماداً على تكملة بحوث أخرى من علوم شرعية ولغوية واعتقادية مقررة في مناهج معاهد العلوم والدراسات القرآنية.)

ثم ذكر الدكتور صـ 9 بعض الأسماء المهمة في علوم القرآن في العصر الحديث ثم قال: (وقد قسم بعضهم كتابه أبواباً منها تاريخ علوم القرآن وباب " علوم القرآن"، ونرى في هذا التقسيم خلالاً وضغفاً، لأن العنوان الثاني " علوم القرآن" يوهم أن الأبحاث الأخرى ليست من علوم القرآن، وهي قطعاً من علوم القرآن، فكيف تستبعد عن هذا العنوان ولا تدرج تحته؟!.

ونود التنبيه إلى أن التصنيف في علوم القرآن بالمعنى الأول مستمر أيضاً لم ينقطع وذلك تلبية لحاجة العصر من كشف دسائس وفضح أباطيل، أو تفصيل مسائل واستيفائها بالبحث، أو لإظهار مزيد من أوجه الإعجاز الذي أفاد تقدم العلوم، الأمر الذي يزيد اليقين بأن هذا القرآن كتاب الله المعجز على الدوام.) انتهى.

أقول: ولعل ما ذكرتموه من أمثلة يصدق كلامه في ذلك والله أعلم، فأحببت أن أنقله بحرفه منه لإثراء الموضوع والاستفادة، والله أعلم.

ـ[مرهف]ــــــــ[05 Oct 2005, 12:50 ص]ـ

الأمر الثاني الذي أريد بيانه أن ابن عادل لم يتوفى عام 880 يقيناً كما ذكرتم وكما ذهب إلى ذلك الدكتور الشايع ومن تابعه،وإنما وفاته في القرن الثامن الهجري ويغلب على الظن أنها حوالي 750 هـ وسأكتب مختصراً في ذلك قريباً إن شاء الله.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Oct 2005, 09:59 ص]ـ

أشكرك يا أخي مرهف على هذه المداخلة الماتعة، ولقد أفدتني بها كثيرًا.

أما عن وفاة ابن عادل، فهذا هو المشهور في الترجمة له، وقد اخذتها من كتاب (معجم المفسرين) لعادل نويهض، وياليتك تكتب لنا ما تبين لك من وفاته؛ لأن في هذا أثرًا على جملة من المعلومات، من أقلها ترتيب طبقة المؤلف، فبدلاً من جعله من علماء القرن التاسع، فإنه سيكون من علماء القرن الثامن، وهذا يؤثر فيما لو كان الباحث يرتب المصنفات ترتيبًا زمنيًّا، ويبني عليها أحكامًا علمية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير