أشعة الشمس بانحراف قليل نظرا لدوران نواة رأس المذنب (التي تتراوح كتلتها بين مائة مليون , وعشرة مليون مليون طن) وللمذنب مجال مغناطيسي ثابت علي طوله.
ووجه الشبه الذي استند إليه هذا النفر من الفلكيين المسلمين المعاصرين بين المذنبات والوصف القرآني الخنس الجواري الكنس هو أن المذنب يقضي فترة تتراوح بين عدة أيام وعدة شهور مجاورا للشمس في زيارة خاطفة , فيظهر لنا بوضوح وجلاء ولكنه يقضي معظم فترة دورانه بعيدا عن الشمس فيختفي عنا تماما ويستتر , فإذا ما اقترب من الشمس ظهر لنا وبان , ولكن سرعان ما يقفل راجعا حتي يختفي تماما عن الأنظار , واعتبروا ذلك هو الخنوس , ولكن الوصف القرآني بالخنس يعني الاختفاء الكامل , ولا يعني الظهور ثم الاختفاء.
( The Missing Mass in the universe)
ما هي الثقوب السود؟:
يعرف الثقب الاسود بأنه أحد أجرام السماء التي تتميز بكثافتها الفائقة وجاذبيتها الشديدة بحيث لا يمكن للمادة ولا لمختلف صور الطاقة ومنها الضوء أن تفلت من اسرها , ويحد الثقب الاسود سطحا يعرف باسم أفق الحدث
( The Event Horizon),
وكل ما يسقط داخل هذا الأفق لا يمكنه الخروج منه , أو إرسال أية إشارة عبر حدوده.
وقد أفادت الحسابات النظرية في الثلث الاول من القرن العشرين إلي إمكانية وجود مثل هذه الأجرام السماوية ذات الكثافات الفائقة والجاذبية الشديدة [كارل شفارز تشايلد 1916 م , روبرت أوبنهاير
1934 ( Karl schwars child,1916 Robert oppenheimer,1934)
إلا أنها لم تكتشف إلا في سنة 1971, بعد اكتشاف النجوم النيوترونية بأربع سنوات ففي خريف سنة 1967 م أعلن الفلكيان البريطانيان توني هيويش
( Tony Hewish)
وجوسلين بل
( Jocelyn Bell)
عن اكتشافهما لأجرام سماوية صغيرة الحجم (بأقطار في حدود 16 كيلو متر) تدور حول محورها بسرعات مذهلة بحيث تتم دورتها في فترة زمنية تتراوح بين عدد قليل من الثواني إلي اجزاء لاتكاد تدرك من الثانية الواحدة وتصدر موجات راديوية منتظمة أكدت أن تلك الأجرام هي نجوم نيوترونية
( Neutron Stars)
ذات كثافة فائقة تبلغ بليون طن للسنتيمتر المكعب.
وفي سنة 1971 م اكتشف علماء الفلك أن بعض النجوم العادية تصدر وابلا من الاشعة السينية , ولم يجدوا تفسيرا علميا لذلك إلا وقوعها تحت تأثير أجرام سماوية غير مرئية ذات كثافات خارقة للعادة , ومجالات جاذبية عالية الشدة , وذلك لأن النجوم العادية ليس في مقدورها إصدار الأشعة السينية من ذاتها , وقد سميت تلك النجوم الخفية باسم الثقوب السود
( Black Holes),
وقد سميت بالثقوب لقدرتها الفائقة علي ابتلاع كل ما تمر به أو يدخل في نطاق جاذبيتها من مختلف صور المادة والطاقة من مثل الغبار الكوني والغازات والاجرام السماوية المختلفة , ووصفت بالسواد لأنها معتمة تماما لعدم قدرة الضوء علي الإفلات من مجال جاذبيتها علي الرغم من سرعته الفائقة المقدرة بحوالي الثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية (299792,458 كم / ث) وقد اعتبرت الثقوب السود مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم وهي المرحلة التي قد تسبق انفجارها وعودة مادتها الي دخان السدم دون ان يستطيع العلماء حتي هذه اللحظة معرفة كيفية حدوث ذلك.
كيف تتكون الثقوب السود؟
تعتبر الثقوب السود كما ذكرنا من قبل مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم , ولكي نفهم كيفية تكونها لابد لنا من معرفة المراحل السابقة في حياة تلك النجوم.
والنجوم هي أجرام سماوية غازية التركيب في غالبيتها , شديدة الحرارة , ملتهبة , مضيئة بذاتها , يغلب علي تركيبها غاز الايدروجين الذي يكون أكثر من 74% من مادة الكون المنظور , والذي تتحد ذراته مع بعضها البعض في داخل النجوم بعملية تعرف باسم الاندماج النووي
( Nuclear Fusion)
¥