تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[القلم]ــــــــ[10 Oct 2005, 09:56 م]ـ

مشاركة موفقة أخي العامر وجزاك الله خير

ـ[أبو العالية]ــــــــ[11 Oct 2005, 04:43 ص]ـ

فائدة:

روى أبو دَاودَ في سُنَنِهِ مِنْ حَديثِ أبي هُريرةَ قال: قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَحَدٍَ يُسَلِّمُ عَلىَّ إلَّا رَدَّ اللهُ عَلىَّ رُوُحِي حتَّى أَرُدَّ عليْهِ السَّلام». (2041) وغيره.

وهو حديث حسن.

هذا الحديثُ دَلَّ عَلى بُلُوغِ السَّلامِ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأنَّه يَردّ عليهم السَّلام، وهو في قَبْرِهِ؛ لأنَّه حيٌ، وهذا ما صرَّح به الدَّليلُ، ثُمَّ لا يُشترط في السلام عليه زيارتُهُ، فإنَّه صلاتَنا وسلامَنا عليه يَبْلُغَانِهِ حيثُ ما كُنَّا، كما نَطَقَتْ بهذا السنُّة النبويَّة، إذا يقول صلى الله عليه وسلم: (وصَلُّوا عليَّ فإنَّ صَلاتَكُمْ تَبلُغُنِي حَيْث كنْتُمْ) رواه أبو داود في المناسك، باب زيارة القبور (2042) عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال الحافظ في الفتح (6/ 488): (سنده صحيح).

وهذا خاصٌ بالصَّلاةِ والسَّلامِ عليه فقط، وليس فيه طَلَبُ شيءٍ أو مَغْفِرةٍ أو سُؤْلٍ، أو مَنْفَعةٍ، فإنَّ هذا ممنوعٌ بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، أما في حالِ حياتِهِ فلا بَأس، يقول شيخُ الإسلامِ ابن تيميَّة رحمه الله: (وقد مضتْ السُّنَّةُ أنَّ الحيَّ يُطلب منه الدُّعاء كما يُطلبُ منه سائرَ ما يَقْدِرُ عليه. وأمَّا المخلوق الغائب والميِّت فلا يُطلبُ منه شَيْءٌ) قاعدة جليلة صـ (165).

وهنا لابُدَّ أنّْ يُعلم الفَرْقُ بين الاستغاثة الشرعية والممنوعة:

فالأولى: لا بَأْسَ بها إذا كانت في مَقْدُورِ الإنْسَان الحاضِر وَوُسْعِهِ، مثال ذلك: قصة موسى عليه السلام كما حكاه الله عنه في سورة القصص بقوله: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} (15) سورة القصص [سورة القصص: 15] وهذا جائز بلا ريب.

والثانية: ممنوعةٌ وشركٌ أكبر، كأنْ يُسْتَغَاثُ بمخلوقٍ ميِّتٍ أو غائبٍ لا يَقْدِرُ على شيءٍ، فكيف يُغِيْثُهُ؟ أو يَنْصُره؟ أو يَغْفِرَ لَهُ؟ أو يَرْزُقُهُ ما يُحِبُّ؟ أو يَشْفي مَرَضَهُ أو مريضَه؟ وهذا فعل أصحاب القبور وأهل المقامات المزعومة التي لا تنفع ولا تَضُرُّ من دون الله تعالى.

يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في تعليقه على قول: (إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور، أو فاستعينوا بأهل القبور) من كتاب الدعاء للشيخ محمد الحمد (108): (فإنَّ الاستعانة بأصحاب القبور، والاستعانة بهم من أعظم أنواع الشرك بإجماع أهل العلم والإيمان. وبذلك يعلم أن هذا الحديث من وضع عبَّاد القبور، قبَّح الله واضعه، وعامله بما يستحق)

ومن العَجيبُ أنّ يَسْتَدِلُّ البعضُ من قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} (64) سورة النساء [سورة النساء: 64]، فيقولون: بأنَّ مَنْ أَخْطَأ وأَذْنَبَ يُنْدَبُ له أنْ يأتيَ قبرَ النَّبيِّ ? ويخاطبُهُ ويَطلُبُهُ أنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ!! وهذا _ لعَمْرُ الله _ إنه ضلالٌ في الفَهْمِ، وبُعدٌ عن التوحيد، فلو كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حَيَّاً لَصَحَّ ذلك، ولكن بعد وفاته لا يجوز ذلك ألبتة، وهذا داخلٌ في الشرك الأكبر، ومن التوسُّل الممنوع _ والعياذ بالله _ ولَمْ يفعله الصحابة، ولا التابعون، ولَمْ يستغيثوا به بعد موته، بل لمَّا أَجدبوا اسْتَسْقَوْا بعَمِّه العباس رضي الله عنه، فلو كان دعاءُ الميِّتِ والاستغاثةِ به جائزاً لهَرَعُوا إلى قبره، ولَمَا طلبوا عمَّه للاستسقاء، فعُلم بذلك _ وغيره _ أنَّ دعاءَ الأمواتِ وطلب التَّوسل بذاتهم وبجاههم _ ولو من الأنبياء _

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير