تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- أما عبارة الإمام الطبري رحمه الله فقد قال: (فظهره الظاهر في التلاوة و بطنه ما بطن من تأويله) اهـ. جامع البيان للطبري: 1/ 32 طبعة دار هجر. و تذكروا معي أن الطبري يستعمل التأويل بمعنى التفسير و بهذا المعنى وقريب منه فسّره من حكى قولهم ابن المبارك و كما قال الطبري قال أبو القاسم القشيري والبغوي و غيرهم.

- و يزيد ذلك و ضوحا أن نقول: إن من القرآن ما تفهمه العرب بظاهر لغتها و منه ما يعرفه العلماء باجتهادهم و حسن نظرهم فالألفاظ القرآنية لها معنى يتبادر من ظاهرها و له معان أخرى تزيد عليه لا تخالف الظاهر لكن يحتاج في فهمها إلى تدقيق النّظر و الاجتهاد ممّن هو أهلٌ لذلك فليس الظاهر بمخالف لما يستبطنه أهل الفهم من معانيها ألا ترون معي كيف استنبط ابن عباس و عمر رضي الله عنهما من سورة (إذا جاء نصر الله و الفتح) أنها علامة اقتراب أجل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فهذا معنى كان باطنا أي خفيا من تفسيرها استدل عليه عمر رضي الله عنه و ابن عباس بأمور أخرى و بقرائن ... الخ

و مثل ذلك قول ابن عبّاس رضي الله عنه في عدة أصحاب الكهف أنا ممن يعلم عدتهم الخ القصة المعروفة في التفاسير.

و قد يكون أحيانا المراد بالباطن ما في الخبر و القصة من معنى التذكير و العظة كما هو قول الإمام أبي عبيد فظاهرها أنها أخبار و قصص عن أقوام مضوا و باطنها تذكير وتخويف لغيرهم.

فهذا الباطن متفاوت في القرب و البعد و السهولة في فهمه و العسر ..

و قد قيل تفسيرها: أنّه ما من آية إلا عمل بها قوم ولها قوم سيعملون بها يروى ذلك عن ابن مسعود. ذكره الزركشي و السيوطي. و هذه الأقوال كلها صحيحة لا يناقض بعضها بعضا.

و أنا لم أقصد لجمع كلام أهل العلم من أهل السنة في معناها أنما أردت ما قدّمت فمن أراد الاستزادة فمّما لم أذكره من المصادر: فضائل القرآن: 98 و فهم القرآن للحارث المحاسبي: ص328 وقانون التأويل لابن العربي: 196 و شرح السنة للبغوي: 1/ 262 و غيرها.

مع التنبيه إلى أنه لن ينفع أهل الضلال استعماله له في ضلالهم لأنه حتى لو تنزلنا أنه قد يُفهم منه بعض ما يتوهّمون فنقول هو خبر تتحكم فيه القواعد و البراهين النيرات التي لا يختلف في صحتها ولا تأويلها كالاختلاف في هذا الخبر صحة و معنى.

و أرجو ممن له ملاحظة أو تعقيب أو غير ذلك مما هو مفيد أن يتكرّم بوضعه هنا فقد أردت أن أجعل من هذا الموضوع مع مداخلاتكم مرجعا عسى أن يستفيد منه إخواننا و كل طالب علم. علما أنني لم أجد عنه في هذا المنتدى شيئا عن هذا الموضوع و قد بحثت عنه في الشبكة العنكبوتية بحثا عجلا فلم أجد شيئا يذكر.

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Oct 2005, 03:03 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ...

أخي الميموني

بَيَّنَ الله جل وعلا في مواضع متعددة من كتابه كونَ هذا القرآن عربياً فقال: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) [يوسف: 2]، ولذا فإن الأصل في فَهْمِ كتاب الله تعالى هو اللسان العربي، قال الإمام مجاهد بن جبر (ت: 104 هـ): " لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب " (1).

وقال الشافعي (ت: 204): " فإنما الله خاطب بكتابه العربَ بلسانها، على ما تعرف من معانيها " (2).

ولذلك فإن ادعاء معنى لم يصح له وجه في لسان العرب يعد أمراً مردوداً في تفسيركتاب الله تعالى.

قال ابن جرير الطبري (ت: 310): " وغير جائز إحالة ظاهر التنزيل إلى باطن من التأويل لا دلالة عليه من نص كتاب، ولا خبر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا إجماع من الأمة ولا دلالة من بعض هذه الوجوه" (3).

وإن من مآخذ أهل البدع في الاستدلال بناء ظواهر النصوص على تأويلات لا تعقل ـ يدعون أنها هي المقصود والمراد ـ لا ما يفهمه العربي، فقالوا بأن للنصوص بواطن هي المقصودة، وأن الظواهر المفهومة باللغة غير مرادة، فقالوا: كل ما وَرَدَ في الشرع من الظواهر في التكاليف والحشر والنشر والأمور الإلهية؛ فهي أمثلة ورموز إلى بواطن (4).

وقد ولج كثير من الفرق من باب إثبات أن للقرآن باطناً وظاهراً وفسروا ذلك بتفسيرات منحرفة باطلة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير