تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[صالح صواب]ــــــــ[25 Oct 2005, 05:23 ص]ـ

جزاكما الله خير الجزاء وأثابكما على ذلك ونفعنا بعلمكما .. ولكن ..

أولا: ألا ترى يا شيخ / عبدالرحمن – حفظك الله – أن الطائفة المشار إليها، هم بنو إسرائيل، فإن الله سبحانه قد قال: (علا في الأرض وجعل أهلها شيعا)، فقد مايز فرعون بين أهل الأرض، فاستضعف بعضهم فقتّل أبناءهم، واستحيا نساءهم، وهم بنو إسرائيل، وطائفة أخرى – وهم قومه – لم يستضعفهم، ولم يصنع بهم مثل ما صنع بغيرهم، فلم يكن ذلك لقوتهم أو إيمانهم، وإنما نتيجة للسياسة التي اتخذها.

وتقسيم الحكام للشعوب إلى شيع وطوائف حاصل اليوم لدى كثير من الطغاة المعاصرين، فطائفة يرجى منها خدمة الطاغية، سواء كانوا من قرابته أو معاونيه، وهؤلاء لهم عناية ورعاية خاصة، وهم ممكنون مخدومون .. وطائفة أخرى يخشى منها على الطاغية فيلجأ الطاغية لاستضعافهم وجعلهم في الخدمة.

ثانيا: بدا لي بعض الفوائد من خلال النظر في الآيات:

1 - أن الطغاة يبذلون كل ما في وسعهم للحفاظ على كراسيهم، فلا يتورعون عن أي فعل، ولا يتحرجون من أي جريمة في سبيل ذلك، حتى ولو أدى ذلك إلى سفك دماء الأبرياء دون أي ذنب ارتكبوه، بل دون أي شبهة، ولا يوجد في قاموس الطغاة (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، بل إنهم يعاملون الإنسان على الظن، وإن كان هذا الظن بنسبة ضئيلة جدا، وهذا ما صنعه فرعون: (يقتل أبناءهم)، فهاهو فرعون يقتل الصبيان، خشية أن يكون في بني إسرائيل من يكون زوال ملكه على يديه، دون أن يميز بين شخص وآخر، فقتل أعدادا كبيرة، لخشيته من شخص واحد.

كما أنه لا يوجد في قاموس الحكم الذي لا يلتزم بالمنهج الإسلامي، لا يوجد في قاموسه أمور محرمة، فكل الوسائل مباحة ما دامت لحماية الحاكم، وقد قال فرعون: (ذروني أقتل موسى).

2 - إذا كان في مقابلة الأبناء بالنساء سر لطيف، ذكره الدكتور/ مساعد حفظه الله، فلعل في ذلك سر آخر، في ذكر لفظ الأبناء، ففرعون لم يقتّل ذكورهم، ولم يقتّل رجالهم، وإنما قتل وذبح أبناءهم، وفي ذلك زيادة تشنيع عليه، وتأكيد للجرم الذي ارتكبه بحق أبناء صغار مواليد، وليس بحق بني إسرائيل عموما.

3 - قوله سبحانه: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) لم يذكر الله سبحانه مَن سيمن عليهم ويمكنهم في الأرض بأسمائهم، وإنما ذكرهم بوصفهم (الذين استضعفوا)، وفي هذا سر لطيف، فإنه من الطبيعي أن ينتقل الملك من قبيلة إلى أخرى، ومن شخص إلى شخص، ولكن أن ينتقل الملك إلى الطبقة المستضعفة المغلوب على أمرها فذلك أمر لا يتوقعه البشر بعلمهم القاصر، فالتمكين سيكون للمستضعفين في الأرض.

وفي هذا بيان حكمة الله سبحانه في نزع الملك من طائفة إلى طائفة، وعبرة في تحول الملك وزواله من قوم إلى قوم، ويشهد لذلك قوله سبحانه: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء)، وقوله سبحانه: (وتلك الأيام نداولها بين الناس).

4 - قوله سبحانه: (ونري فرعون وهامان وجنودهما) فيه دليل على أن الذل الذي يلحق بالحاكم الظالم، لا يسلم منه أعوانه وجنوده، فكل من كان عونا للظالم فهو زائل بزوال الظالم.

وجزاكم الله خيرا ..

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2005, 02:21 م]ـ

أصبت في استدراكك يا دكتور صالح، ووفقت للصواب، فالضمير في قوله: (يستضعف طائفة منهم) يعود على سكان مصر جميعاً، والاستنباط بني على أنه يعود على بني إسرائيل فقط، فأحسن الله إليك، ووفقك لكل خير على حسن تعليمك. وظهر لي ..

- في قوله تعالى: (ونري فرعون وهامان ... ) إشارة إلى أن من الإهانة للطاغية الظالم وأعوانه، أن يبقيهم الله حتى يروا بأعينهم نهايتهم وذلهم، وتمكن أهل الحق من الأمر، واستخلافهم في الأرض. وهذا أبلغ في إهانتهم وعذابهم من إهلاكهم قبل تمكين جنود الله من زمام الأمور، وليس الخَبَرُ كالمعاينة.

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[25 Oct 2005, 04:57 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير