و قد أجاد صاحب " في ظلال القرآن " الشهيد سيد قطب – رحمه الله و جزاه خير الجزاء - تنزيل آي الذكر الحكيم على واقع الأمة الإسلامية المعيش، و استخلاص الدروس و العبر منها، و يعد تفسيره هذا من أفضل ما كتنب في هذا الشأن، و إلحاقا لما تقدم بيانه من الأكارم الأفاضل – أكرمهم الله – أنقل بعض ما كنت اقتطفته من تفسير " الظلال " مما له تعلق بالموضوع، قال رحمه الله – بعد أن ذكر أن الله عز و جل قد حكى في القرآن الكريم عن بني إسرائيل - و ما وقع لهم و كذا ما وقع منهم - أكثر مما حكى عن غيرهم من الأمم الماضية -:
• (ليحذر الأمة المسلمة من الوقوع في مثله، حتى لا تسلب منهم الخلافة في الأرض، و الأمانة التي ناطها بهم، فلما فعلوا ما وقع فيه بنو إسرائيل، و طرحوا منهج الله و شريعته، و حكَموا أهواءهم و شهواتهم: ضربهم الله بما ضرب به بني إسرائيل من قبل من الفرقة و الضعف و الذلة و الهوان، و الشقاء و التعاسة – إلا أن يستجيبوا لله و رسوله، و إلا أن يخضعوا لشريعته و كتابه، و إلا أن يفوا بعهد الله و يذكروا ما فيه لعلهم يهتدون).
•.
• و معذرة على الخلو من رقم الصفحة و الجزء، فقد سهوت عن إثباته في حينه، و لعلي أرجع إليه و أثبته،
• و هذا الذي ذكره هو حال أمتنا اليوم في مشارق الأرض و مغاربها: فرقة و ضعف، و ذلة و هوان، حتي استبيحت أرضنا و بلادنا – و ما فلسطين و البوسنة و العراق و الشيشان و كشمير و غيرهم منا ببعيد – كما اسبيحت مقدساتنا، بل أحد أعز مقدساتنا – المسجد الأقصى المبارك، و غيره مما لايعد و لايحصى، و كذا استبيحت و انتهكت أعراض نسائنا و أخواتنا و بناتنا، بل و أمهاتنا بل جداتنا في البوسنة و في العراق وكشمير و غيرهم – و أصبح اليهود أذل خلق الله سادة علينا و يحتلون أرضنا و يغزون بلادنا متى شاءوا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
و في مثل ذلك قال رحمه الله:
** (حتى إذا انتفعت الأمة بالبلاء، و جازت الابتلاء، و خافت فطلبت الأمن، و ذلت فطلبت العزة، و تخلفت فطلبت الاستخلاف - كل ذلك بالوسائل التي أرادها الله و بشروطه التي قررها - تحقق وعد الله الذي لا يتخلف، و لا تقف في طريقه قوة من قوى الأرض جميعا). انتهى
- {و لينصرن الله من ينصره}
ألا إن الوعد قائم، و الشرط واضح و قائم كذلك،
فلنف بالشرط ليتحقق الوعد، و إلا فلا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Nov 2005, 09:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 Feb 2007, 07:35 م]ـ
2 - إذا كان في مقابلة الأبناء بالنساء سر لطيف، ذكره الدكتور/ مساعد حفظه الله، فلعل في ذلك سر آخر، في ذكر لفظ الأبناء، ففرعون لم يقتّل ذكورهم، ولم يقتّل رجالهم، وإنما قتل وذبح أبناءهم، وفي ذلك زيادة تشنيع عليه، وتأكيد للجرم الذي ارتكبه بحق أبناء صغار مواليد، وليس بحق بني إسرائيل عموما.
ذكر السُّدِّي عن أبي صالح وأبي مالك عن ابن عباس وعن مُرَّةَ عن ابنِ مسعودٍ وعن أُناسٍ من الصحابة: أنَّ فرعونَ رأى في منامهِ كأنَّ نارًا قد أقبلتْ من نحو بيتِ المقدس، فأحرقت دورَ مِصْرَ وجَميع القبط، ولم تَضُر بني إسرائيل، فلما استيقظ هالَهُ ذلك فجمعَ الكهنةَ والحذَقَة والسحرةَ, وسألَهُم عن ذلك, فقالوا: هذا غلامٌ يُولَدُ من هؤلاء يكونُ سببُ هلاكِ أهلِ مصر على يديْه، فلهذا أمرَ بقتلِ الغلمانِ وتركِ النساءِ ..
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2007, 10:18 ص]ـ
بمثل هذه التقارير المتآلفة نرتقي بالعلم الحاضر
جزاكم الله خيرا اجمعين
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[22 Sep 2010, 05:12 م]ـ
ذكر السُّدِّي عن أبي صالح وأبي مالك عن ابن عباس وعن مُرَّةَ عن ابنِ مسعودٍ وعن أُناسٍ من الصحابة: أنَّ فرعونَ رأى في منامهِ كأنَّ نارًا قد أقبلتْ من نحو بيتِ المقدس، فأحرقت دورَ مِصْرَ وجَميع القبط، ولم تَضُر بني إسرائيل، فلما استيقظ هالَهُ ذلك فجمعَ الكهنةَ والحذَقَة والسحرةَ, وسألَهُم عن ذلك, فقالوا: هذا غلامٌ يُولَدُ من هؤلاء يكونُ سببُ هلاكِ أهلِ مصر على يديْه، فلهذا أمرَ بقتلِ الغلمانِ وتركِ النساءِ ..
لكن هذا الأثر لا يصح سنده، هل من سبب آخر لأمره بقتل الأطفال؟
- لعل السبب هو شعوره بالخطر المحدق بملكه جراء تزايد أعداد بني إسرائيل فأمر بقتلهم.
- أو لعله كان بعد إرسال موسى صل1 واتباعهم له، فيكون هو المقصود عينه في قوله تعالى (((فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين ءامنوا معه واستحيوا نساءهم))) في يونس، ومثله في الأعراف، وتكون هذه الآيات مقدمة لقصة فرعون معرفة بجرائمه، وليس بالضرورة أن يكون الترتيب مقصودا لمجرد أنها وردت قبل الآيات التي تقص علينا مولد موسى صل1، وهذا أسلوب قصصي بديع معروف.
- ولا يخفى أنا إذا قلنا بالأول، صار لدينا فترتان للذبح:
قبل مولد موسى صل1، وبعدها توقف الذبح كذلك، إما لزوال السبب الذي كان يخشاه، أو بتأثير من موسى صل1 ...
ثم تجدد بعد بعثته.
إشارات طيبة بارك الله فيكم أجمعين، وصدق من قال " لا تنقضي عجائبه "