تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سابعًا: وقع عنده مخالفة لما كان عليه السلف في بعض القضايا العقدية:

ومن ذلك قوله في مفهوم الإيمان: ( ... وإن كان في أهل الكتاب، ففيه الأمر بالإيمان الذي هو إيمان، وهو التصديق.

والإيمان عندنا هو التصديق بالقلب؛ دليله قول جميع أهل التأويل والأدب: أنهم فسروا آمنوا: صدَّقوا في جميع القرآن) تأويلات اهل السنة (1: 74).

وقال: (وقوله: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الآية تنقض قول من جعل جميع الطاعات إيمانًا، لما أثبت لهم اسم الإيمان دون الأعمال الصالحات، غير أنَّ البشارة لهم، وذهاب الخوف عنهم = إنما أُثبت بالأعمال الصالحات.

ويحتمل الأعمال الصالحات: عمل القلب، وهو أن يأتي بإيمان خالص لله، لا كإيمان المنافق بالقول دون القلب) تاويلات اهل السنة (1: 74 ـ 75).

وفي هذا الكلام نظر واضح؛ لأنَّ فيه إدعاء الإجماع، والسلف على خلاف ما زعمه، ويظهر أنه ما قال مثل هذا إلا لقلة عنايته بقول السلف الذين يرون الإيمان قول وعمل.

وقد أورد الطبري (ت: 310) في تفسير قوله تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب أقوال السلف كما يأتي:

قال عبد الله بن مسعود: الإيمان: التصديق.

وقال ابن عباس: يؤمنون: يصدقون.

وقال الربيع بن أنس: يؤمنون: يخشون.

وقال الزهري: الإيمان: العمل.

ثمَّ قال الطبري: ومعنى الإيمان عند العرب: التصديق، فيُدعَى المصدِّق بالشيء قولا مؤمنًا به، ويُدعَى المصدِّقُ قولَه بفعلِه مؤمنًا، ومن ذلك قول الله جل ثناؤه: (وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين)؛ يعني: وما أنت بمصدق لنا في قولنا.

وقد تدخل الخشية لله في معنى الإيمان الذي هو تصديق القول بالعمل.

والإيمان كلمة جامعة للإقرار بالله وكتبه ورسله وتصديق الإقرار بالفعل.

وإذا كان ذلك كذلك، فالذي هو أولى بتأويل الآية وأشبه بصفة القوم: أن يكونوا موصوفين بالتصديق بالغيب قولا واعتقادا وعملا؛ إذ كان ـ جل ثناؤه ـ لم يحصرهم من معنى الإيمان على معنى دون معنى، بل أجمل وصفهم به من غير خصوص شيء من معانية أخرجه من صفتهم بخبر ولا عقل) تفسير الطبري طبعة الحلبي (1: 101).

فهذا نقلٌ عند الطبري فقط، فأين ذلك الإجماع المزعوم؟!

ثامنًا: له عناية بالاستدلال والاستنباط من الآيات، سواءً أكانت استدلالات عقدية، أم غيرها:

ومن أمثلة ذلك، قوله: ((وقوله: (أعدت للكافرين)، في الآية دلالة على أنها لم تُعدَّ لغير الكافرين)) تاويلات اهل السنة (1: 73).

وفي قوله تعالى: (قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)، قال: (وفي الآية منع التكلم بالشيء إلا بعد العلم به، والفزعُ به إلى الله عن القول به إلا بعلم، وهذا هو الحق الذي يلزم كل من عرف الله. وبه أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام، فقال: (ولا تقف ما ليس لك به علم) تأويلات اهل السنة (1: 99).

حالة الاستفادة من الكتاب:

1 ـ يعد الكتاب مرجعًا لمعرفة أقوال أبي منصور الماتريدي (ت: 333)، خصوصًا الأقوال العقدية.

2 ـ يمكن الاستفادة منه في معرفة أقوال المعتزلة في الآيات، لما فيه من الردود عليهم.

3 ـ ويمكن بحث الأثر الكلامي على التفسير من خلال تفسير الماتريدي (ت: 333).

ـ[الميموني]ــــــــ[24 Oct 2005, 02:32 ص]ـ

جزاكم الله خيرا أبا عبد اللك

و الكتاب مفيد مع ما عليه من ملاحظ وهو قد أنشأه للقصد الذي ذكرتموه كما هو ظاهر من عنوانه و له فيه لفتات جيدة في الرد على المعتزلة و غيرهم و يذكر أجوبة مفيدة على بعض الاستشكالات. و عصره متقدم فيستفاد منه.

و ممن يكثر النقل عنه و يؤيد آراءه العلامة نجم الدين النسفي الحنفي (ت: 537هـ) صاحب تاريخ سمرقند محدث و فقيه مشهور هو غير النسفي المشهور ..

له كتاب اسمه التيسير أثنوا عليه حقق بعضه

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2005, 02:09 م]ـ

جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه التعقيبات النافعة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير