تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سنهور]ــــــــ[06 - 06 - 2010, 01:21 ص]ـ

كلما قرأت ما تفيض به هذه القريحة العالية

لم أجد فى نفسى زهولا

فأسألها كيف لم يزهلك ما قرأت

فتجيبنى

الأ تعلم من كتبه

إنه مصرى

ننتظر منه الوزيد

ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 06 - 2010, 11:51 ص]ـ

جزاك الله خيرا أيها الكريم على المرور والتعليق، ولو رجعت إلى أصول هذه التعليقات لا سيما كلام صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، لزال عجبك من هذه التعليقات وزاد، من جهة أخرى، من كلام المصنف، رحمه الله، فهو صاحب دقة في الفهم والاستنباط وبلاغة في اللفظ، تدل على تمكن كامل من علوم اللسان، ونية صالحة، ولا نزكيه على ربه جل وعلا، فيبعد أن يرزق مثل ذلك الفهم والذيوع بين الناس من لم تصلح نيته، فسنة الرب، جل وعلا، بخلاف ذلك.

ومن قوله تعالى:

كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ: فذلك من الزجر بعد الزجر بـ: "كلا"، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، وذلك مئنة من مكية السورة، فالزجر مما يناسب الحال في مكة، وقد كانت آنذاك: دار كفر فالخطاب فيها خطاب الترهيب حملا للمكلفين على الإيمان ونبذ الكفر والعصيان. والضمير راجع على غير مذكور وهي الروح لقرينة السياق، فسياق النزع يدل على أن المنزوع هو الروح. وعود الضمير على غير مذكور طريقة في العربية، عقد لها الثعالبي، رحمه الله، الفصل الرابع من الجزء الثاني من كتابه: "فقه اللغة وأسرار العربية"، فقال:

"فصل في الكناية عما لم يجر ذكره من قبل:

العرب تقدم عليها توسعاً واقتداراً واختصاراً ثقة بفهم المخاطب، كما قال عز ذكره: (كل من عليها فان)، أي: من على الأرض، وكما قال: (حتى توارت بالحجاب). يعني الشمس، وكما قال عز وجل: (كلا إذا بلغتت التراقي) يعني: الروح فكنى عن الأرض والشمس والروح من غير أن أجري ذكرها". اهـ

"فقه اللغة وأسرار العربية"، ص229.

وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ: فنسب القول إلى غير معين، فليس محط الفائدة تعيين المتكلم، بل المراد بيان العجز واليأس الذي يعتري أهل الميت، فيتساءلون سؤال الحائر: من راق؟، والجواب قد دل عليه السياق فـ: لا أحد يرقيه.

وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ: فذلك، أيضا، جار مجرى اليقين فقد تيقن من حلول الأجل، فعاين الملائكة، وبلغت الروح الحلقوم، فلا تنفع توبة، فقد طلعت شمسه من مغربها فلا توبة بعد معاينة العذاب، والضمير راجع على الإنسان الذي اطرد بيان وصفه في الآيات السابقة، فهو الكافر لما تقدم من قرائن إنكار البعث، فذلك الذي يصدق ولات حين مناص. وجاء التوكيد بـ: "أن" ومدخوليها، فسدت الجملة المؤكدة مسد مفعولي فعل الظن القلبي، فذلك مقام يناسبه التوكيد لعظم إنكار الكافر، فتقدير الكلام: وظن الفراق كائنا أو حاصلا.

وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ: فـ: "أل"، قد نابت عن ضمير صاحب الساق، فتقدير الكلام: والتفت ساقه بساقه، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، فذلك من قبيل قوله تعالى: (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)، على تقدير: فإن الجنة هي مأواه، والسياق يحتمل:

الحقيقة: فتلك حال الميت حال النزع، وحاله حال التكفين، فتلتف ساقاه.

والمجاز: فذلك كناية عن هول الموقف وشدة الخطب، على وزان قولك: قامت الحرب على ساقها، وعليه حمل قوله تعالى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ)، فلم يحمل أصحاب هذا القول إطلاق لفظ الساق في هذه الآية على القيد الوارد في حديث أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، مرفوعا: "يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ فَيَبْقَى كُلُّ مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا"، فالآية عنده ليست من آيات الصفات، فلو فسرها بالشدة، ما عد ذلك تأويلا إن لم يكن ممن اطرد التأويل في كلامه، إذ ليست الآية عنده من باب الخبر عن الرب، جل وعلا، وإنما هي من باب الخبر عن أهوال يوم القيامة، بخلاف الحديث فإنه نص في إثبات صفة الساق للرب، جل وعلا، على الوجه اللائق بجلاله، ومن حمل مطلق الآية على القيد في الحديث فإنه يحتج بقرينة السياق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير