تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الياسين]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 10:34 م]ـ

ولماذا لا تكون الرؤية في الحديث بمعنى الرؤية العلمية، ويقصد به المعرفة لله سبحانه معرفة يقينية، فلا أريد أن أذهب بحلاوة طرحكم إلى مناقشة مسألة الرؤية من عدمها في الإسلام، ويكفينا آية من محكم كتابه حيث قال: (لا تدركه الأبصار وهو ويدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) فهل الله هنا يمدح نفسه؟ إن كان ذلك فكيف يحصل خلافه في الآخرة، إن كنتم ترون أن الرؤية نعمة أكبر فأقول: الله سبحانه يقول: (ورضوان من الله أكبر) بعد ذكر عظيم نعيمه على عباده، المهم في هذا أن ننظر في مآل كلامنا، ماذا يعني لكم الإيمان بأنكم سترون الله؟، بمعنى هل لهذه الثقافة أثر في حركة الإنسان في الحياة؟

كل هذا يحتاج إلى تأمل منا جميعا، لا أود أن نأخذ المسألة كجدل، بل أود أن نأخذها على أنها مسألة يبنى عليها معرفتنا بالله، وفقنا الله لتنزيهه عن كل ما يلزم منه نقص في حق كماله، إنه ولي المؤمنين والهادي سبيل المهتدين ...

ـ[الياسين]ــــــــ[29 - 06 - 2010, 03:27 م]ـ

ما قولكم في معنى النظر المتعدي بإلى في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} آل عمران77

ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 07 - 2010, 06:46 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذه الملاحظات.

الإدراك المنفي في الآية من جنس الإدراك المنفي في قوله تعالى: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)، فلا يلزم من نفي الإدراك نفي الرؤية، فتراءى الجمعان ولم يدرك جمع فرعون جمعَ موسى عليه السلام، نعم إدراك العبد للرب، جل وعلا، الذي لا تحده العقول أو الأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، نعم ذلك مما يتنزه عنه الرب، جل وعلا، ولكن لا يلزم من ذلك نفي رؤيته، فالعين، كما أثر عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قد ترى الشيء وهي مع ذلك لا تدركه بمعنى أنها لا تحيط به، كالسماء التي نراها ولا ندركها ببصرنا المحدود ولله المثل الأعلى، فليس في رؤية الرب، جل وعلا، نقص يتنزه عنه، لأنها رؤية تنعم لا إحاطة، فأي نعمة أعظم من نعمة رؤية الرب، جل وعلا، في دار النعيم، بل إن رؤيته هي أشرف أجناس اللذات فبها يقع تمام العلم به جل وعلا وهو المعنى الذي ذكرته، فأعلى درجات العلم رؤية الشيء، أو على الأقل هو أعلى من اليقين العلمي، فقد أثبت في مداخلتك اليقين العلمي فذلك محل اتفاق، وزاد من يثبت النظر درجة أعلى فهو متفق معك في درجة اليقين، ولكنه بإثبات النظر قد زاد عليك درجة فبلغ عين اليقين، أفليس ذلك مما يؤثر في حركة الإنسان في درجة الابتلاء شوقا إلى رؤية الرب، جل وعلا، في دار النعيم: رؤية تنعم، وهي التي يحجب عنها الكفار، فمجرد عدم التسوية بين الفريقين في الحكم باختصاص المؤمنين بالرؤية فهي تأويل ما آمنوا به في الدنيا، وإن لم يروه، دون الكافرين الذين حرموا في المقابل من رؤية من كفروا به في الدنيا، فالجزاء من جنس العمل، مجرد عدم التسوية بينهما في الحكم فرعا عن عدم تساويهما في الإيمان في دار الابتلاء، مجرد ذلك حكمة عظيمة فهي مئنة من كمال عدل وحكمة الرب جل وعلا فلم يسو بين المتباينين، بل لكل حكمه الملائم لحاله، فيرى من آمن، ولا يرى من لم يؤمن فهذا قياس عقلي صريح، في الأمر لو تأملت أيها الفاضل: حكم كثيرة كلها تقريبا تصب في قناة كرم الرب، جل وعلا، على عباده، برؤيته، وعدله وحكمته بجزاء كل بما يلائم حاله في الدنيا إيمانا أو إعراضا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير