ـ[أحمد المحلاوى]ــــــــ[13 - 05 - 2010, 01:58 م]ـ
جزاك الله خيراً
موضوع متميز، أثرانى بالفعل
ـ[أحاول أن]ــــــــ[15 - 05 - 2010, 04:45 م]ـ
نسأل الله السلامة للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات ..
شكر الله لكم أستاذنا المهاجر هذه الموضوعات الفرائد، "الغريبة " وطوبى للغرباء!
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 05 - 2010, 08:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الكرام الأفاضل على المرور والتعليق.
ومما يتعلق بهذا الشأن أيضا:
قول حذيفة رضي الله عنه: إياكم والفتن، لا يشخص لها أحد، والله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن، إنها مشبهة مقبلة، حتى يقول الجاهل: هذه تشبه مقبلة، وتبين مدبرة، فإذا رأيتموها فاجثموا في بيوتكم، واكسروا سيوفكم، وقطعوأ أوتاركم.
إياكم والفتن: تحذير إذ سيق الإغراء مساق التحذير.
لا يشخص لها أحد، والله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن:
تشبيه تمثيلي انتزع وجهه من صورة السيل إذ يجتاح بقايا الأبوال والأبعار المتبلدة، فكذلك الفتنة حال اجتياحها النفوس.
إنها مشبهة مقبلة حتى يقول الجاهل: هذه سنة وتبين مدبرة: مقابلة على وزان المقابلة في قول أبي موسى، رضي الله عنه، في المداخلة السابقة، فهي حال إقبالها مشتبهة حتى يقول الجاهل فيها بضد وصفها، فيرى الخير فيما ولج فيه فإذا ارتحلت علم وجه الحق فيها إذ الكف عن مباشرة أسبابها لمن لم يترجح له وجه فيها: أسلم عاقبة، فلا يعذر في تلك المضائق إلا أهل الاجتهاد الذين حصلوا آلته فبذلوا الجهد واستفرغوا الطاقة طلبا لوجه الحق، كما كان حال رءوس الأصحاب، رضي الله عنهم، في الجمل وصفين، لا عموم المكلفين الذين تشتبه عليهم الأمور فيخوضون في الأمر لمطمع عاجل أو هوى غالب وذلك الغالب على الناس زمن الفتن.
فإذا رأيتموها فاجثموا في بيوتكم، واكسروا سيوفكم، واقطعوا أوتادكم: على ما اطرد من أمر أبي موسى، رضي الله عنه، في معرض النصح والإرشاد.
والجثوم أبلغ اللزوم، إذ هو التلبد بالأَرض، كما ذكر صاحب اللسان، رحمه الله، فهو مئنة من التوكيد بالقرار في البيوت.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 05 - 2010, 09:14 ص]ـ
ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه:
كيف بكم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، وتتخذ سنة، فإن غيرت يوما قيل: هذا منكر، وقالوا: ومتى ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: ذاك إذا قلت أمناؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقل فقهاؤكم، وكثر قراؤكم، وتفقه لغير الدين، والتمست الدنيا بعمل الآخرة.
فالاستفهام قد أشرب معنى التعجب، والإنكار لتلك الحال، والإشفاق على من حضرته، والتحذير لمن عمته.
واستعار الملابسة الحسية للملابسة المعنوية، من باب الاستعارة التصريحية في الفعل: "لبس" الذي استعير للفعل: "عم"، على تقدير: إذا عمتكم، أو على سبيل الاستعارة المكنية، إذ شبهت الفتنة بالثوب الذي يلابس البدن، وحذف المشبه به وكني عنه بما يدل عليه، إذ اللبس دال على الملبوس دلالة لزوم عقلية، فلا ينفك اللابس عن ملبوس يستر به بدنه.
ومن ينكر المجاز فإن المسألة عنده من مسائل الحقيقة العرفية المشتهرة، إذ قد اطرد في لسان العرب استعمال العرب الملابسة في الدلالة على المخالطة، والمخالطة إما أن تكون حسية على وزان قوله تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)، مع احتمالها الملابسة المعنوية بما يكون بين الزوجين من مودة ورحمة، أو: معنوية، على وزان قوله تعالى: (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا)، قال في "اللسان": "وفي حديث جابر لما نزل قوله تعالى: (أَو يُلْبِسَكُم شِيَعا) ً اللَّبْس الخلْط يقال لَبَسْت الأَمر بالفتح أَلْبِسُه إِذا خَلَطت بعضه ببعض أَي يَجْعَلكم فِرَقاً مختلفين ومنه الحديث: (فَلَبَسَ عليه صَلاتَه) والحديث الآخر: من لَبَسَ على نفسه لَبْساً ............. ولابَسْتُ الأَمرَ خالَطْتُه وفيه لُبْسٌ ولُبْسَةٌ أَي التِباسٌ وفي التنزيل العزيز: (وللبَسْنا عليهم ما يَلْبِسُون) يقال لَبَسْت الأَمر على القوم أَلْبِسُه لَبْساً إِذا شَبَّهْتَه عليهم وجَعَلتَه مُشْكِلاً وكان رؤساء الكفار يَلْبِسُون على ضَعَفَتهم في أَمر النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقالوا هَلاَّ
¥