ـ[سنهور]ــــــــ[06 - 06 - 2010, 12:57 ص]ـ
ليس غريبا عليك ما تقدمه
فمصر ولادة دائما بالعلماء
الذين نشروا العلم فى جميع بقاع الأرض
ونعلم أن نهرالعلم لم ينقص منه شيئا
ومازلنا واقفينا على شاطئه لنرتوى من مائه العذب
ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 06 - 2010, 05:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا على المرور وحسن الظن أيها الكريم.
ومن حديث أسامة، رضي الله عنه، مرفوعا: (أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ الْآطَامِ فَقَالَ هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى إِنِّي أَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ مَوَاقِعَ الْقَطْرِ).
فالاستفهام قد أفاد التشويق الذي يسترعى به انتباه المخاطب، والرؤية البصرية التي وقعت في حيز الاستفهام قد استعيرت للرؤية العلمية، فذلك آكد في تقرير المعنى المعقول بإجرائه مجرى المعنى المشاهد المحسوس، فالفتن، وإن كانت تدرك آثارها بالحواس، إلا أنها، لا سيما إن كانت غيبا لما يقع، مما يدرك بالعقل ابتداء، فالشبهات والشهوات معان وإرادات تقوم بالنفس فتؤثر فيها بالزيغ في التصورات والفساد في الإرادات، فما من فتنة إلا ولها وجه تعلق بالعلم فتكون شبهة، أو العمل فتكون شهوة، وكثيرا ما يجتمع لها الوصفان فتكون أعظم أثرا في النفس فضررها قد طال القوة العلمية والقوة العملية، ففسد التصور العلمي الباطن، وفسد تبعا له الحكم العملي الظاهر، فالحكم فرع عن التصور كما قرر أهل النظر.
وقد يقال بأن: "هل" تحتمل: معنى النفي، فتقدير الكلام: ما ترون ما أرى!، استعظاما له، وإشفاقا على المخاطب فلا يرى لقصور نظره ما يرى المتكلم من العواقب والمآلات.
ثم جاء الجواب على جهة الفصل للتلازم الوثيق بين السؤال وجوابه، فبعد الإجمال تشويقا، جاء البيان عقيبه فذلك آكد في تقرير المعنى، فصدر بالناسخ المؤكد: إِنِّي أَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ مَوَاقِعَ الْقَطْرِ، فذلك جار مجرى ما تقدم من استعارة رؤية البصر لرؤية العقل، ودخلت: "أل" الجنسية الاستغراقية على المرئي فأفادت العموم وهو مظنة التكثير، فهي فتن كثيرة، كما قد دل على ذلك التشبيه البليغ بإيراد المصدر، أو اسم المصدر: مواقع القطر، المبين لنوعه، فوجه الشبه بينهما: الكثرة، فالفتن تتوالى توالي حبات القطر المنهمر، وهو خبر باعتبار المبنى، إنشاء باعتبار مبناه فقد سيق مساق التحذير.
وشاهد الحال مصدق لذلك، فإن الفتن الخاصة والعامة ترد على القلب تباعا، فيغلي بها غليان المرجل، فلا ينقطع الابتلاء من حين اليقظة إلى المنام، ومن حين التكليف إلى الممات، فتعرض الشبهات للقوى العلمية فتصديق أخبار الوحي المحكمة أمان منها، وتعرض الشهوات فامتثال أحكام الوحي العادلة أمان منها، وتعرض الفتن والنوازل العامة، فيظن الظان حال ورود الفتنة أنها أعظم الفتن، فلو نجا منها فلا سبيل عليه!، فإذا أدبرت وأقبلت أخرى، عظمت في عينه حتى تمنى رجوع الأولى!، فكل فتنة أعظم من أختها، ولا ينجو من ذلك القطر المنهمر إلا من سدده الرب، جل وعلا، فآمن بالنبوة فصدق الخبر وامتثل الأمر.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 06 - 2010, 06:31 م]ـ
ومن حديث أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، مرفوعا: (يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ).
فجاء بفعل المقاربة مئنة من قرب وقوع هذا الأمر، مع أن الزمان كان زمان نبوة وهي أكمل الأحوال، وقد يقال بأن كمالها مئنة من وقوع النقصان بعدها لزوما، فتلك سنة كونية جارية في الأديان والأبدان والدول، وانظر إلى حال كل دين كيف يظهر غريبا ثم يشتهر ثم يعود غريبا، فتلك حال نعيشها في زماننا، وهي تأويل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"، وذلك، عند التأمل، مع كونه حالا ناقصة، بانحسار أمر الديانة لما قل تعظيمها في النفوس، فكان العقاب تسليط الذل، فذلك أيضا تأويل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ
¥