تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 11 - 2010, 04:19 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الرحمن على المرور والتعليق بالدعاء الطيب والتوجيه الصائب، وذلك عيب ظاهر في هذه المداخلات، وإنما اعتاد كاتبها على تقييد أي خاطرة ترد على ذهنه خشية أن تشرد، فيأتي الأمر على ما تراه من الإطناب المعيب في مواضع عديدة!، ولعل الشبكة الكريمة تتغاضى عنه فذلك فضل ثان بعد الفضل الأول بإيراد هذه المداخلات، ولعل الله، جل وعلا، أن يذهب هذا العيب، وينفع بتلك الاستطرادات.

وفي سياق تال:

جاء رد الفعل الهمجي الذي يستأصل به المخالف!، فـ:

قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ: فتلك انتكاسة من علم الحق فاستكبر عن اتباعه وانتصر لما هو عليه من باطل ولو علم يقينا بطلانه بل قد اعترف به صراحة كما يجري الرب، جل وعلا، على ألسنة أئمة الكفر في زماننا من ذلك شيئا كثيرا، فهم أعلم الناس ببطلان مقالاتهم بل لا يملكون حجة سالمة من المعارضة على صحتها، فليس ثم إلا الخداع للتابع أو إرهابه فكريا أو بدنيا لينقاد برسم الخضوع لشهوة التسلط التي تمكنت من محال فاسدة علمت الحق ولكنها لم تقو على قبول آثاره النافعة فهي بلد خبيث لا تخرج إلا نكدا من القول والعمل، وجاء الفعل مضعفا مئنة من المبالغة في الانتصار للباطل، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، فذلك من قبيل صبر الملأ في قول الرب الملك جل وعلا: (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ)، فتواصوا بتقرير الباطل والصبر على ذلك ببذل الوقت والمل والدم إن لزم الأمر كما قد وقع يوم بدر، فـ: حرقوه وانصروا آلهتكم: وإضافة الآلهة إليهم إمعان في الانتصار لها بتوثيق النسبة إليهم، ثم جاء التذييل بالشرط على حد الإلهاب والتهييج إمعانا في توكيد الأمر الذي صدرت به الآية، فانتصارهم مع علمهم ببطلان مقالتهم مئنة من الإفلاس الفكري، فيجري مجرى قول فرعون لما ضاقت به سبل الحجج العقلية: (لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ)، وما أكثر سجون زماننا ففراعنة الحاضر قد ساروا على سنة إمامهم صاحب الطريقة الرشيدة!، وانتصارهم مع علمهم بذلك مئنة من الاستكبار، كما تقدم، فالمحل إبليسي يأبى الخضوع والانقياد للحق، وانتصارهم لآلهتهم مع قيام الحجة العقلية الدامغة على بطلانها: مئنة ظاهرة من نفاذ التقدير الكوني للمحال صحة أو فسادا، فقد قضي عليهم بالضلال عدلا لخبث محالهم فلم يخلق فيهم الرب، جل وعلا، إرادة الطاعة أو عينها من باب أولى، فهو جل وعلا خالق إرادات المكلفين وما يتفرع عليها من أقوال وأعمال، فالمحل الخبيث لا يصلح لتلك الصالحات الباطنة وما يتفرع عليها من أقوال وأعمال ظاهرة، فوضعها فيه إهدار لمعنى الحكمة البالغة التي اتصف بها الرب جل وعلا، فظهر في صنيعهم: القدرة الربانية النافذة بصرفهم عن الإيمان مع قيام حجته بل واستنطاقهم بها فحصل لهم التصديق المجرد في القلب دون عمل باطن من انقياد وخضوع وما يلزم منه ضرورة من قول وعمل، والحكمة الربانية البالغة بوضع مادة الفساد في محل خبيث يلائمها فذلك من عدله، جل وعلا، في مقابل فضله على عباده المؤمنين بوضع مادة الهداية النافعة في محالهم الطيبة، فتنتج أثرها أقوالا وأعمالا صالحة، فذلك من التيسير الرباني إلى اليسرى.

قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ:

فذلك من الأمر التكويني النافذ، فهو، أيضا، مئنة من القدرة النافذة إما بسلب السبب قوته المؤثرة فنزعت قوة الإحراق من النار، كما نزعت قوة القطع من السكين حال ذبح إسماعيل عليه السلام، فظهر أن الأسباب لا تؤثر بنفسها وإن كانت قوى التأثير فيها مودعة فلا تؤثر إلا بإذن الرب، جل وعلا، القدير في خلق الأسباب وخلق قوى التأثير فيها وإنفاذها فلا تنفذ إلا بأمره الكوني النافذ فلا تحرق النار إلا بكلمة تكوينية، ولا تقطع السكين إلا بأخرى ولا يشبع الطعام إلا بثالثة وإن كان سببا مؤثرا في حدوث الشبع فمباشرته برسم الشرع الذي حض على مباشرة السبب على جهة التوكل فـ: "لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير