تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 11 - 2010, 10:22 ص]ـ

أجزل الله لكم المثوبة والأجر ..

ـ[نبراس المعالي]ــــــــ[13 - 11 - 2010, 04:16 م]ـ

شكر الله لك هذا الموضوع، موضوع ماتع جدا

ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 11 - 2010, 04:16 ص]ـ

جزاكم الله خيرا أيها الكرام الأفاضل على المرور والتعليق وشكر لكم حسن الظن وكل عام وأنتم وكل أعضاء الشبكة الأفاضل بخير.

وفي المقابل:

ومن قوله تعالى: (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ):

فذلك من الاستفهام الذي يقرر قاعدة قرآنية مطردة في التفريق بين المختلفين، ومنشأ الخلاف هنا هو العلم النافع الذي يولد في النفس خشية، فإنه ينتج ضرورة حركة نفسانية نافعة تفيد صاحبها خشية نافعة لا إفراط فيها يوقع صاحبه في اليأس، ولا تفريط يوقع صاحبه في الأمن، وإنما التوسط الذي ينجي صاحبه بمباشرة أسباب الرغبة في آثار جمال الرب، جل وعلا، فذلك حد الرجاء الذي يحسن حال المرض والموت، فلا يجمع العاقل على أخيه هم الألم البدني والألم النفسي، فـ: "عند نزول الموت، فالأصلح للإنسان الرجاء، لأن الخوف كالسوط الباعث على العمل، وليس ثمة عمل، فلا يستفيد الخائف حيئنذ إلا تقطيع نياط قلبه، والرجاء فى هذه الحال يقوي قلبه، ويحبب إليه ربه، فلا ينبغي لأحد أن يفارق الدنيا إلا محباً لله تعالى، محباً للقائه، حسن الظن به". اهـ

"مختصر منهاج القاصدين"، ص257.

فليس ثم فائدة ترجى من استعمال دواء الخشية في محل لا يقدر صاحبه على مباشرة أسباب الطاعة، فلا يزيده التقريع إلا يأسا وقنوطا، فالتقريع إنما يحسن في حق الغافل السالم الذي غرته الأماني لفساد تصوره وإرادته، فظن السلامة هبة برسم التأبيد، وهي عارية تسترد إذا أراد مالكها، جل وعلا، فـ:

وما المال والأهلون إلا وديعة ******* ولا بد يوماً أن ترد الودائع.

وذلك من فضله إذا أعارها فأباح منفعتها للمستعير، وأنزل له من الوحي ما يحصل به كمال المنفعة العاجلة والآجلة منها، فالوحي، كما تقدم مرارا، مادة صلاح الكون، فبه تستجلب الرحمات الربانية: شرعية تغتذي بها القلوب، فـ: (مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وكونية تغتذي بها الأبدان، فـ: (انْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، فهو رحمة بالنظر إلى المنشأ، فبكلمة كونية نافذة أنزل، وهي أثر صفة الرحمة العامة بالإنسان والوحش والطير والشجر، وكل كائن ينتفع بالماء، فـ: (جَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)، ولذلك كان من أعظم جنايات الكافر والعاصي على النوع الإنساني: حجب مادة الحياة بشؤم كفره ومعاصيه، فـ: "ما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان"، و: "لولا شيوخ ركع وشباب خشع وأطفال رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا"، على ضعف في إسناده فحال أكثر الناس تستنزل بها النقمات ولولا رحمة الرب، جل وعلا، بأولئك المذكورين في الحديث لصب العذاب برسم العموم، فنزول البلاء العام قد يرد على سبب خاص، فالعام في التقدير الشرعي قد يرد ابتداء، وهو الغالب، وقد يرد على سبب، وكذلك العام في التقدير الكوني فإنه قد يرد ابتداء فيكون الابتلاء مرضاة للرب بما يستخرج به من صور الصبر والرضا، فالواجب والمندوب مما حض عليه الشرع فرجح فيه جانب الفعل على جانب الترك، إما برسم الجزم فالصبر حتم لازم بكل أنواعه: البدنية والنفسانية، وبكل متعلقاته إما: على طاعة أو عن معصية أو في بلية، ولا يقدر عليه ولا يقوى على مباشرة أسبابه ولا يستحضر معناه الجامع عند وقوع الابتلاء الذي يذهل العقل ويذهب اللب، لا يستحضره إلا من قد امتن الرب، جل وعلا، عليه بتيسير ذلك فألهمه في زمن الرخاء: طاعة تكون له زادا في زمن الشدة، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء، و: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير