تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الذهبي: إذا وثق أبو حاتم رجلا فتمسك بقوله فإنه لا يوثق إلا رجلا صحيح الحديث، وإذا لين رجلا أو قال فيه: لا يحتج به؛ فتوقف حتى ترى ما قال غيره فيه؛ فإن وثقه أحد فلا تبن على تجريح أبي حاتم فإنه متعنت في الرجال، قد قال في طائفة من رجال الصحاح: ليس بحجة ليس بقوي أو نحو ذلك (سير أعلام النبلاء 13/ 260).

وأما صالح بن محمد فقول الجماعة المذكورين مقدم على قوله؛ لأنهم أكثر عددا وفيهم من وصف بالتشدد ومن وصف بالاعتدال.

ولم يأت الدكتور ماهر بدليل سديد في رد حكم صاحبي التحرير على الراوي بأنه ثقة.

وقوله:"إن ابن حجر أخذ بقول عالمين معتبرين فحكم على الراوي بحكمهما، وهو "صدوق"؛ يرد عليه بأن أباحاتم الرازي لايعني بلفظة "صدوق" مايعنيه ابن حجر بها، فهناك كثير من الرواة وصف أبوحاتم كلا منهم بأنه صدوق، يكتب حديثه ولايحتج به (انظر الجرح والتعديل 2/ 80، 4/ 180، 4/ 392، 4/ 465، 7/ 85، 9/ 7). بل قال ابن أبي حاتم في بيان مراتب الرواة: وإذا قيل له إنه صدوق أو محله الصدق أولا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه وهي المنزلة الثانية (الجرح والتعديل 2/ 37)، وأما مرتبة "صدوق" فليست كذلك عند ابن حجر، فهي مرتبة الحديث الحسن لذاته كماهو معلوم. ونسي الدكتور ماهر تنبيهه في أول كتابه على الفرق بين المتقدمين والمتأخرين في الدلالة المعنوية للصدق (انظر كشف الإيهام/99).

الوقفة الحادية عشرة

في تعقب 320/ 2854 ص 413: في ترجمة صالح بن خيوان الذي نقل صاحبا التحرير عن ابن خلفون أنه قال: لايحتج به، فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " نقلهما عن ابن خلفون لا أصل له ألبتة في كتب الرجال ".

أقول:بل هو مذكور في كتاب مغلطاي، وقد نقله الدكتور بشار عواد في حاشية تحقيقه لتهذيب الكمال 13/ 38 هامش (4) فقال: وذكره ابن خلفون في الثقات وقال: غمزه بعضهم، وكان لايحتج به (إكمال مغلطاي 2/الورقة 180)، فمن العجيب جدا أن يتعجل الدكتور ماهر في نفي مانقله صاحبا التحرير عن ابن خلفون والمبالغة في النفي دون التفات إلى ماذكره بشار عواد، ولاسيما أن الدكتور ماهر قد اعتاد على تتبع مايذكره بشار عواد في حاشية تهذيب الكمال والاستعانة به على نقده.

وقد راجعت كتاب الإكمال المطبوع فوجدت مغلطاي يقول: ولما ذكره ابن خلفون في الثقات قال: غمزه بعضهم. وقال: لايحتج به (إكمال تهذيب الكمال 6/ 326) لكن يبقى السؤال: هل فاعل "قال" الأخيرة هو "ابن خلفون" أو "بعضهم"؟، وأيا كان الفاعل فماكان ينبغي للدكتور ماهر أن ينفي النقل عن ابن خلفون في هذا الراوي دون بيان الواقع.

الوقفة الثانية عشرة

في تعقب 452/ 5870 ص 528: في ترجمة محمد بن دينار الأزدي الذي قال فيه ابن حجر: صدوق سيء الحفظ، ورمي بالقدر، وتغير قبل موته، فتعقبه صاحبا التحرير بقولهما: "بل: ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، فقد ضعفه أبوداود .. فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " بان لي من خلال عملي في هذا الكتاب أن المحررين شعارهما التسرع، وديدنهما عدم التدقيق والتأني، فهما إذا وجدا كلمة يظن بها خطأ ابن حجر قالا بها قبل أن يسبرا غورها، ويعرفا دقتها، ويتوثقا صحتها، وإن كان غير ذلك عميا الأمر على من لم يكن هذا الأمر من صنعته. فقولهما:"ضعفه أبوداود" تدليس قبيح، فأبوداود إنما قال عنه:"كان ضعيف القول في القدر" (تهذيب التهذيب 9/ 155)، وهذه كلمة مدح لاذم، يعني بها أنه كان على غير سنة البصريين من الإغراق في القول بالقدر ".

أقول: سبحان الله! كيف يقول الدكتور ماهر هذا، وغاب عن ناظره كلمة ابن حجر التي أمامه:"ورمي بالقدر فإن كانت هذه كلمة مدح لاذم كما ادعى الدكتور ماهر فلماذا قال ابن حجر في ترجمة الراوي: " ورمي بالقدر "، هل هو يعني بذلك مدحه؟ أو أن فعله أيضا تدليس قبيح؟ أو أنه يعمي الأمر على من لم يكن هذا الأمر من صنعته كماذكر الدكتور ماهر في صاحبي التحرير؟

الوقفة الثالثة عشرة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير