فضلاً عن طالبِ العلمِ الذي له معرفةٌ بعلمِ الحديثِ، أو العالم الذي لا داريةَ له بعلم الحديث، فالأمر جدُّ خطير؛ فتجد دائماً على لسان طالب العلم إذ وجد من يخالفه هذه العبارة المحفوظة السائرة كالمثلِ السائر والذي جُعل كالمُتَّكَإِ يتكأُ الناسُ عليه إذا تعرَّضوا لذلك؛ فيقول:
يا أخي! العلماءُ متساهلون في العملِ بالضعافِ في فضائلِ الأعمالِ، وفي الترغيب والترهيب.
فأقول له: نعم، طبق الشروط، فما يستطيع!!! والتطبيق يجب أن يكون في كلِّ حديثٍ ضعيفٍ، ويحتاج ذلك إلى أعمارٍ على أعمارٍ، وهممٍ على هممٍ، والضعافُ كثيرةٌ، وما أدراك ما كثُرتها. قَلِّبْ فيها وانتقِ منها ما تطمئن نفسُك إليه على المثل السائر، وتوَّكل!!!! .....
ولو استطاع أحدُهم إثباتَ ذلك؛ فقد يُداخل حكمَهُ التساهلُ؛ فيقعُ في المحظورِ.
- الوقفةُ الثانيَّة: ما هي فضائلُ الأعمالِ؟ هل هي أعمال خفيفة، وأهميتها ليستْ بالكبيرة، يتعبد فيها الرجل بالأحاديث التي فيها شكٌّ؟ أم هي أعمالٌ تعبديةَّ من الأهميَّة بمكان يجب أن تُحقق بالثوابتِ الصحاحِ، أو الحسان، لا الضعاف المشكوكِّ في ثبوتها عن النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم؟ والترغيب والترهيب ما هما؟ هل يُرَّغب في أشياء وأمور عن طريق نصوصٍ مشكوكٌ في نسبتها، أويُرَّهب من أشياء وأمور عن طريق نصوصٍ مشكوكٌ في نسبتها؟
ففضائل الأعمال من الدين، ولا يُتقرب إلى اللَّه تعالى إلا بما ثبت عن نبيِّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ فقد يحافظُ الرجلُ على ذِكْرٍ من الأذكارِ والحديثُ فيه غير ثابتٍ، والمعلوم أن أمورَ العبادة توقيفية لا تكون إلا بنصٍّ، وأي نصٍّ!!.
نص ثابت لا ضعيف، نفتح فيه التأويل.
فهل المتابعة للنبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، تكون بمثل هذا الضعاف؟!!!
فالوقت يضيع مع ذلك، واستغلاله مع المأثور أولى وأنفع بالعامل.
- الوقفةُ الثالثَّة: هل مَنْ يَسِيرُ خلفَ هذا القولِ قد طبَّق العملَ بكلِّ الصحيحِ حتى يسوغَ له العملُ بالضِّعافِ؟
الجواب معروف: لا طبعاً، فأقولُ له: انتهى من العمل بالصحاح ثم تفرَّغ للضعاف ادرسها وحقِّقِ الشروطَ وانتقى منها، واعمل!!!!! .....
فالغنيةُ في الصحيحِ، الغنيةُ في الصحيحِ، وفقنا اللَّه جميعاً لمعرفة الصحيح والعملِ به.
هذا ما أردتُ بيانه،، فإن كنتُ قد وفِّقت فمن اللَّه وحده، وإن كنت قد أخطأتُ فاللَّه ورسولُهُ منه برآء.
وإن كان فيه خيرٌ؛ فلك غُنْمُهُ وعليَّ غُرْمُهُ، واللَّهُ يغفرُ زللي وتقصيري.
بارك الله فيك يا أخي و ماذا أقول فيمن لم يستوعب الأحاديث الصحاح ناهيك عن الحسن و يريد أن يفشي في المسلمين العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال بل و منهم كما قد بان قبل هذا من يضن حديثا أنه ضعيف و يقول يعمل به في فضائل الاعمال وهو ليس ضعيفا بل موضوع أو باطل.
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[06 - 11 - 09, 10:47 م]ـ
الإمام أحمد بن حنبل، والإمام عبد الرحمن بن مهدي من العلماء الذين ذهبوا إلى جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وهم العمدة في هذا المسألة، فقد ثبت عن الإمام أحمد أنَّه قال: إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والاحكام تشددنا، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد: (انظر الكفاية للخطيب البغدادي ص135 - وابن رجب الحنبلي في طبقات الحنابلة1/ 95) 0
وثبت عن الإمام عبد الرحمن بن مهدي أنَّه قال: إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال تساهلنا في الأسانيد، وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام تشددنا في الرجال: (انظر الجامع لأخلاق الرواي للخطيب البغدادي2/ 91) 0
الذي يظهر ـ أخي الحبيب ـ أن الإمامين يقصدان الحديث الحسن، إذ لم يكن العرف جرى على مصطلح الحسن الذي أول من توسع في استخدامه هو الإمام الترمذي.
فالإمام أحمد والإمام عبد الرحمن بن مهدي كانا يقصدان الحديث الحسن بقولهما الضعيف، لأن الحديث كان عندهم صحيحاً وضعيفاً فقط.
قال الشيخ أحمد شاكر ـ رحمه الله تعالى ـ:ــ
¥