تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(9600) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ، بِالرِّيِّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ الْهِسِنْجَانِيُّ، نَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ النَّبِيَّ، صَلَّى الله عليه وسَلَّمَ قَالَ: " مَنْهُومَانِ لا يَشْبَعَانِ: مَنْهُومٌ فِي الْعِلْمِ لا يَشْبَعُ مِنْهُ، وَمَنْهُومٌ فِي الدُّنْيَا لا يَشْبَعُ مِنْهَا "

لكنَّ هذا الإسناد قد بيَّن ابنُ عدي في الكامل أن ذكر أنس فيه وهم نشأ عن تصحيف

قال رحمه الله (ترجمة مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ: 1784):

(7633) ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ، ثنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ 7: 558 حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّمَ: مَنْهُومَانِ لا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا ".قَالَ الشيخ: وهذا حديث الهسنجاني سرقه مِنْهُ محمد بْن أحمد بْن يزيد، وصَحَّفَ فيه الهسنجاني فصير الحسن أنس، فإذا صحفه كيف يقع إليه وقد حَدَّثَنَا الهسنجاني به.

فالظاهر أن المحفوظ أنه من قول الحسن:

قال الإمام الدارمي في المقدمة، باب 32:

340 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّىُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زَيْدٍ - هُوَ ابْنُ أَبِى أُنَيْسَةَ - عَنْ سَيَّارٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ مَنْهُومٌ فِى الْعِلْمِ لاَ يَشْبَعُ مِنْهُ وَمَنْهُومٌ فِى الدُّنْيَا لاَ يَشْبَعُ مِنْهَا فَمَنْ تَكُنِ الآخِرَةُ هَمَّهُ وَبَثَّهُ وَسَدَمَهُ يَكْفِى اللَّهُ ضَيْعَتَهُ وَيَجْعَلُ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَمَنْ تَكُنِ الدُّنْيَا هَمَّهُ وَبَثَّهُ وَسَدَمَهُ يُفْشِى اللَّهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَيَجْعَلُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ لاَ يُصْبِحُ إِلاَّ فَقِيراً وَلاَ يُمْسِى إِلاَّ فَقِيراً.

والحديث رواه معمر بن راشد في الجامع، (باب العلم):

(20478) عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: " مَنْهُومَانِ لا يَشْبَعَانِ: طَالِبُ الْعِلْمِ، وَطَالِبُ الدُّنْيَا "

فهذا - إن صح عن الزهري - فهو من قول الزهري، وهو أثبت أصحاب أنس، فلو كان من حديث أنس لرواه الزهري عنه، على أن معمرا قد شك فيه أيضا، وقد روى عبد الرزاق الجامع عن معمر آخر المصنَّف

وقد تناول الحديث، السخاوي في المقاصد الحسنة، قال رحمه الله (ط/ دار الكتاب العربي):

((1206) حَدِيثٌ: مَنْهُومَانِ لا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا "، الطبراني في الكبير، والقضاعي من حديث إسماعيل ابن أبي خالد عن زيد بن وهب عن ابن مسعود به مرفوعا، وهو عند البيهقي في المدخل، من حديث جعفر بن عون عن أبي العميْس عن القاسم قال: قال ابن مسعود: منهومان لا يشبعان طالب العلم وطالب الدنيا، ولا يستويان، أما طالب الدنيا فيتمادى في الطغيان، وأما طالب العلم فيزداد من رضى الرحمن، ثم قرأ: إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى {6} أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى {7} ق وقولهف إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ وقال: إنه موقوف منقطع، ثم ساقه من حديث عبد الأعلى بن حماد النرسي عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس مرفوعا، بلفظ: منهومان لا يشبعان منهوم في العلم لا يشبع منه، ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها، ومن حديث أبي عوانة عن قتادة عن أنس مرفوعا نحوه، قال: وروي عن عبد اللَّه بن شقيق عن كعب الأحبار من قوله، ورواه البزار {4880} من حديث ليث عن طاوس أو مجاهد عن ابن عباس رفعه بلفظ الترجمة، وكذا رواه العسكري من حديث ليث، ولم يشك في مجاهد بل قال: أحسبه مرفوعا، ولفظه: منهومان لا يقضى واحد منهما نهمته، منهوم في طلب العلم، ومنهوم في طلب الدنيا،

وأخرجه العسكري وحده من حديث عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، رفعه: لن يشبع المؤمن من خير يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة، ومن حديث خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن قال: بلغني أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس إنما هما منهومان، فمن هوم في العلم لا يشبع، ومنهوم في المال لا يشبع، وفي الباب عن ابن عمر وأبي هريرة،

وهي وإن كانت مفرداتها ضعيفة فمجموعها تقوى، وقد قال البزار عقب حديث ابن عباس: إنه لا يعلمه يروى من وجه أحسن من هذا. حديث ابن عمر رواه أبو نُعيم في تاريخ أصبهان، والديلمي في مسند الفردوس، وحديث أبي سعيد رواه الترمذي وحسنه، وحديث أنس رواه الحاكم من طريق قتادة عنه وصححه على شرط الشيخين)

قلت: وليراجع:

مسند البزَّار: 4880، والمدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (449~452/ بتحقيق محمد ضياء الرحمن الأعظمي، دار أضواء السلف)

والحاصل أن هذه الطرق لا يثبت منها شيء، اللهمَّ إلا من قول الحسن البصري، والله تعالى أجلُّ وأعلم،

وعليه فلا أرى تصحيحه، ولا إخراجه في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير