ـ[عاطف حسين]ــــــــ[25 - 09 - 09, 07:05 ص]ـ
ثانيًا: دراسة الأسانيد:
- ورواه عنه أحمد بن حنبل وابنه أبو بكر بن أبي النضر وحجاج بن يوسف الشاعر ولم يسموا ابن بريدة، أبهموه.
وتسمية ابن بريدة في هذا الإسناد لها أهمية، فإنه لو ثبت أن ابن بريدة في الإسناد هو سليمان، ثم ثبتت رواية سفيان عن علقمة بن مرثد = اتصل الحديث وصار صحيحًا، بخلاف ما لو كانت رواية عبد الله بن بريدة هي الراجحة، فإنه قد تُكُلِّم في روايته عن عائشة - كما سيأتي إن شاء الله -.
والناظر إلى الاختلاف عن أبي النضر يرى أن الأكثر والأوثق والأخصَّ بأبي النضر يروونه عنه بلا تسمية لابن بريدة، فهم ثلاثة أمام اثنين، وفيهم إمام الحفاظ أحمد بن حنبل، وفيهم ابن أبي النضر أبو بكر، وهو من الثقات، ومعلوم ما للابن في أبيه من اختصاص، ثم إن المتابع لأبي النضر (فرات بن محبوب) لم يسمِّ ابن بريدة أيضًا، وهذا يقوِّي وجه عدم تسمية ابن بريدة عن أبي النضر.
فالرواية في هذا بعدم تسمية ابن بريدة أرجح.
مسند البزار
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ إِنَّمَا يُحَدِّثُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ إِنَّمَا يُحَدِّثُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ إِنَّمَا يُحَدِّثُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ إِنَّمَا يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ ابْنِ بُرَيْدَةَ فَذَكَرَ غَيْرَ وَاحِدٍ فِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ وَلَمْ يُسَمِّهِ وَهُوَ عِنْدِي سُلَيْمَانُ، وَالْبَاقِينَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ بُرَيْدَةَ إِنَّمَا يُحَدِّثُونَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ إِلاَّ رَجُلٌ سُمِّيَ سُلَيْمَانَ.
جامع التحصيل في أحكام المراسيل
علقمة بن مرثد قال أحمد لم يسمع من عبد الله بن بريدة إنما يحدث عن أخيه سليمان
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - 09 - 09, 01:56 م]ـ
بارك الله فيكم.
الأخ عاطف: جزاك الله خيرًا، قد أوقفني أحد الإخوة على كلمة الإمام أحمد قبل فترة، وتراجعت عن مسألة عدم تسمية ابن بريدة، إلا أن ذلك غير مؤثر في النتيجة؛ لأن ذكر علقمة بن مرثد خطأ أصلاً.
وهناك زيادات وفوائد، تنظر هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33301
ومنها:
قرائن ترجيح رواية الجماعة على رواية الأشجعي:
ثم إن ابن حبان قد قال في الأشجعي -وقد أشرتُ إليه أيضًا-: (يغرب وينفرد -أو: ويتفرد-)، والإغرابات والانفرادات محل الوهم والغلط، وهذا الحديث من تفرُّداته، قال الدارقطني -في الأفراد (6042 - أطرافه) -: (تفرد به الأشجعي عن الثوري عن علقمة عن ابن بريدة).
وقد رواه ستة من أصحاب الثوري، فلم يذكر أحد منهم علقمة بن مرثد، ولا سليمان بن بريدة، بل اتفقوا على أن الثوري يرويه عن سعيد بن إياس الجريري، عن عبدالله بن بريدة.
وقرائن ترجيح رواية الجماعة متظافرة:
1 - أن الأشجعي انفرد به، والانفراد محل وهم غالبًا.
2 - أن من ذكر الجريري عن ابن بريدة جماعة، بعضهم مقدَّم في الثوري، ومن الثقات فيه، واتفاقهم أرجح من انفراد واحد، ولو كان مقدَّمًا في الثوري كذلك.
3 - أن في رواية الأشجعي سلوكًا للجادة؛ فإن (علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة) جادَّة مسلوكة ... وسلوك الجادة قرينة أخرى على الوهم.
4 - أن الثوري توبع على الوجه الذي رواه الجماعة عنه، وهذه قرينة معروفة في ترجيح الروايات، حيث يُنظر في متابعات الشيخ الذي اختُلف عليه، فإذا توبع على أحد الأوجه؛ فهي قرينة على رجحانه.
....
وإنما ثقة الأشجعي وتقديمه في سفيان إذا حدَّث من كتابه، قال الإمام أحمد: (كان يكتب في المجلس، فمن ذاك صح حديثه)، وقال عثمان بن أبي شيبة: (كان أثبت الناس في الثوري إذا أخرج كتابه).
ولم أرَ دليلاً على أنه روى حديثه هذا من كتابه، فلتضف هذه القرينة فيما سبق من قرائن تخطئته.
والإمام الحافظ أبو الحسن الدارقطني لا يخفاه أن الأشجعي ثبت في الثوري، وأنه مقدَّم فيه، ومع ذلك خطَّأه بمقابلة إسحاق الأزرق فقط، مما يدل على أن القرائن كانت متظافرة على خطئه، وأن الثقة وحدها لا تكفي.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - 10 - 09, 11:41 م]ـ
ومن ثمَّ فلم يخلُ طريق من الموقوفات عن عائشة من كلام، وأصحها الوجه الأول، وضعف كل طريق مما يحتمل، واجتماع هذه الطرق يدل على صحة الوجه الموقوف عن عائشة - رضي الله عنها -.
ولا يبعد أن النسائي يُعلُّ المرفوع بالموقوف، فقد أسند في سننه الكبرى طرق الحديث عن ابن بريدة عن عائشة مرفوعًا، ثم أعقب ذلك بطريق مسروق الموقوفة خاتمًا بها الباب.
قال الحافظ ابن رجب -في شرح علل الترمذي (2/ 625) -: (وقد اعتُرض على الترمذي -رحمه الله- بأنه في غالب الأبواب يبدأ بالأحاديث الغريبة الإسناد غالبًا.
وليس ذلك بعيب؛ فإنه -رحمه الله- يبين ما فيها من العلل، ثم يبين الصحيحَ في الإسناد، وكان مقصده -رحمه الله-: ذكر العلل.
ولهذا؛ تجد النسائي إذا استوعب طرق الحديث؛ بدأ بما هو غلط، ثم يذكر -بعد ذلك- الصوابَ المخالفَ له).