تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شيخي الكريم – جزالك الله خيراً – وسرني تعليقك كثيراً، ومما سرني أكثر تعقيبك فغفر الله لك ولوالديك.

شيخي الفاضل – بارك الله فيك - كأني بك ممن يحتج برواة المجاهيل فإن كان احتجاجك بالمجاهيل مطلقاً بدون نظر إلى الملابسات والقرائن فلا نوافقك على هذا، وإن كان احتجاجك بالمجاهيل في أحوال خاصة وبشروط معينة فإننا قد نوافقك فيها.

وأنا يا شيخي الكريم – بارك الله فيك - ممن يحتج بالمجاهيل لكن ليس مطلقاً، وإنما بشروط معينة ليس المقام يسع لذكرها.

ثم إن لي تعقيباً على تعقيبك شيخي الكريم – بارك الله فيك -، وقد أكون مصيباً فيه وقد أكون مخطأ، فإن كان الثاني فيا حبذا تنبهنا عليه.

*****

فأما قولك (كيف تضعف عمانياً من كبار التابعين)!!!

فأقول: غفر الله لك شيخي الفاضل أنا لم أضعف الراوي بعينه، كما أني لم أوثقه، وإنما توقفت فيه، والصحيح عندنا في حال الرواة المجاهيل سواء كانوا مجاهيل عين أو حال، هو التوقف في الحكم عليهم حتى يتبين لنا حالهم. أما حديثهم فمردود؛ وذلك لعدم معرفتنا بحالهم من عدالة أو ضبط. فقولي عن الحديث (إسناده ضعيف) ذلك لأن فيه هذا الراوي المجهول الذي لا نعلم حاله.

والصحيح الذي نعمل به: هو أن الأصل في الحديث سوء الظن، أي أننا نتهم الراوي حتى تثبت براءته، ولهذا قال عبد الرحمن بن مهدي: " خصلتان لا ينبغي فيهما حسن الظن، الحكم والحديث ".

******

وأما قولك (روى عنه ثقة)،،

أقول: هذا الكلام على إطلاقه لا نسلم لك به، نعم قد يكون كلامك صحيحاً إذا كان هذا الثقة الذي روى عن المجهول هو من الثقات العارفين بأسباب الجرح والتعديل الذين لا يروون إلا عن الثقات، كعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد والامام مالك بن أنس ونحوهم [طبعاً بشرط أن لا يكون في الحديث ما ينكر].

أما الثقة الفرد كالزبير بن خريت في هذا الحديث فلا. إلا أن رواية هذا الثقة الفرد للمجهول قد تنفع المجهول في تحسين حاله من الجهالة العينية إلى الجهالة الحالية (وهذه فائدة إكتشفتها من كلام أهل العلم أخيراً، ولا أدري أصواب هي أم لا؟؟).

******

وأما قولك: (وثقه ابن حبان)،،

فأقول: وي وي ابن حبان - رحمه الله - يا شيخي الفاضل - بارك الله فيك - قد وثق خلقاً عظيما من المجهولين، فهو ممن يتساهل كثيراً في توثيق المجاهيل ليس فقط مجهولي الحال بل قد يوثق مجهولي العين كما ذكر ذلك بعضاً من أهل العلم، فلا يركن إلى توثيقه في بعض الأحوال، حتى إنه – رحمه الله – قد يوثق المجهول مع أنه يقول عنه: لا أعرفه ولا أعرف أبيه!!!،

وقد رد أهل العلم مذهب ابن حبان وأنكروا عليه تساهله هذا. ومن ذلك ما قاله ابن حجر – رحمه الله -: " وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه مذهب عجيب، والجمهور على خلافه ".

ثم إني أضيف هنا أمراً آخرفهمته من كلام ابن حبان – رحمه الله - في مقدمة ثقاته بعد تأمل!! ولا أدري هل تنبه لهذا الأمر من يحتج بتوثيق ابن حبان للمجاهيل أم لا؟؟؟

وهو أنه – رحمه الله – ذكر في مقدمته أن كل راوٍ لم يقف فيه على كلامٍ من الأئمة المتقدمين بجرحه حكم عليه بالعدالة.

أقول: قال – رحمه الله -: أنه يحكم عليه بالعدالة. فأنا أفهم كما أنك قد تفهم معي من كلامه هذا أن توثيقه للراوي يكون بإثبات العدالة له فقط، دون التعرض لضبطه، وفي هذه الحالة إذا سلمنا بالإحتجاج بتوثيق ابن حبان فهو يكون في عدالة الراوي دون ضبطه، فنحتاج إلى أمر زائد للإحتجاج بتوثيق هذا الراوي المجهول مطلقاً وهذا الأمر هو الضبط.

لأنك تعلم أن من شروط الحديث الصحيح أن يكون الراوي عدلاً ضابطاً، وفي توثيق ابن حبان كما بين هو بنفسه هو التعرض للعدالة دون الضبط. هذا ما أحببت أن أبينه وأنبه عليه!!!! (هذا ما فهمته من كلام ابن حبان في مقدمته، وهو من كيسي واجتهادي في فهم كلامه، فإن كان صواباً فالحمد لله، وإن كان خطأً فسلة المحذوفات بالكمبيوتر قريبة منكم فإضربوا بفهمي هذا عرض الكمبيوتر ومن ثم ألقوه في سلة المحذوفات!!

**********

وأما قولك: (مَعَ احْتِجَاجِ رُفَعَاءِ الأَئِمَّةِ وَرَأْسُهُمْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ بِالْمَجَاهِيلِ وَالْمَجْهُولاتِ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ وَأَوْسَاطِهِمْ).

فاقول: نعم الإمام مالك - رحمه الله - إذا روى عن المجاهيل فإن هذا المجهول يحتج بحديثه كما بينت أعلاه، لأن الإمام مالك - رحمه الله - من الثقات الأثبات فقد قيل عنه: أنه لا يروي إلا عن الثقات، فلهذا يحتج برواية المجهول الذي روى عنه إمام مثل الإمام مالك -رحمه الله -. وحديثي معك عن الثقة الفرد الذي لم يعرف عنه أنه يروي عن الثقات.

***********

وأما قولك: (لِذَا قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ «وَأَمَّا الْمَجْهُولُونَ مِنَ الرُّوَاةِ، فَإِنْ كَانَ مِنْ التَّابِعِينَ أَوْ أَوْسَاطِهِمْ؛ احْتُمِلَ حَدِيثُهُ وَتُلُقِّى بِحُسَنِ الظَّنِّ؛ إِذَا سَلِمَ مِنْ مُخَالَفَةِ الأُصُولِ، وَرَكَاكَةِ الأَلْفَاظِ»).

فهذا الكلام من الذهبي - رحمه الله - يحتاج إلى بحث وتأمل وخاصة أن كلامه يفهم منه أن الأصل في رواة التابعين المجهولين هو حسن الظن، لكن بشرط وهو سلامته من مخالفة الأصول.

*************

وأما قولك: (لِحَدِيثِهِ أَصْلٌ قَدْ صَحَّ)

فأقول: ما هو هذا الأصل - غفر الله لك ولوالديك - أسعفنيه مشكوراً فأنا في أشد الشوق إليه.والله أعلم.

وفي النهاية أكرر شكري لك شيخي الفاضل على هذه المداخلة الطيبة والتعقيب المبارك الذي أفدتنا فيه، فغفر الله لك ولوالديك.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تلميذك الناشيء:

أحمد العماني

**

*

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير